الاستفتاء في كردستان العراق:هل يصح الاتهام بالخيانة والتهديد بالحرب

Oct 13, 2004
بقلم: د. زهير عبد الملك

لا يصح ذلك لاعتبارات كثيرة. أولها أن الاستفتاء حق مشروع، والسماح بحرية الكلام والتعبير في عراق اليوم مكسب وليس هبة.

أما ما الذي حمل السيد الرئيس الياور إلى القول :"لكن مالا نقبله هو الحديث عن الانفصال لأن هذا خيانة سنحاربها بكل قوانا ". وكرر " سنقاتل من يريد الانفصال ".

لا أحد من الكرد يريد الانفصال عن العراق.

ألا يعي العراقيون خصوصا والعرب بوجه عام أن الكرد متمسكون بأسنانهم بهذا العراق رغم الذي لاقوه جراء إلحاقهم

قسرا دون استفتاء أو سؤال بالدولة العراقية في مطلع القرن الماضي.

لقد بح صوت الكرد وهم ينفون عن نفسهم تهمة الانفصال،ولا يفقه أحد من السياسيين العراقيين والعرب معنى هذا النفي الكردي، لا قصورا عن الفهم ولكن لرغبة غير مشروعة في إعادة إنتاج الديكتاتورية والظلم والنهب في هذا البلد الثري بموارده والغني بتعدد ثقافات شعوبه.

إن للكرد ، شأن سائر العراقيين الأحرار،رسالة وعزم على بناء عراق ديمقراطي فدرالي تعددي برلماني حر بعيد عن الظلم وإرهاب الدولة والفقر والتخلف.

والآن تحرر العراق من داخلة وسيتحرر من خارجه أيضا .

والمسألة المطروحة دون غيرها اليوم : إعادة بناء الدولة العراقية بهندسة جديدة ومجربة هي الفيدرالية .

والفيدرالية أفضل نظام سياسي لبلد مثل العراق:

نظام يمنع بطبيعته قيام حكم استبدادي.

نظام يكفل التعاون بين أطراف المجتمع السياسي العراقي لإدارة دفة الدولة.

نظام يحول بحكم تركيبته دون استحواذ فرد أو مجموعة من الأفراد على ثروات البلاد ونهبها وتبذيرها.

نظام ينهض بتنمية اقتصاد البلاد وتوزيع الثروات بالعدل بين الأقاليم والسكان.

وأخيرا نظام يضمن بطبيعة تكوينه حقوق القوميات العراقية ونموها وازدهارها.

فلماذا التهديد والوعيد؟ يا سيادة الرئيس ومن أجل من؟

هل لكي يسمع الحكام العرب؟

لا طائل من ذلك، فهم لا يريدون الديمقراطية في العراق لأنهم حكام ديكتاتوريون،وسيواصلون سياساتهم الظالمة حتى تنهار عروشهم على رؤوسهم .

أم للاستهلاك الداخلي، لا يا سيدي الرئيس فقد خرج العراقيون من القمقم ولن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء

أم أنك تؤمن بما صرحت.

وهنا الطامة الكبرى.