ما العمل إذا أهملت الحركة الوطنية
الكردية قضية الكرد الفيليين في العراق
Jan 13, 2005
بقلم: زهير عبد الملك
تتمحور الفكرة السائدة في أوساط الحركة التحررية الكردية إزاء القضية الفيلية في
العراق حتى الآن على المقولة التالية : " الكرد الفيليون جزء من الشعب الكردي في
العراق وان خيرة مناضليهم كانوا وما يزالون ضمن الحركة التحررية الكردية، وعلى ذلك
لا يجوز تحويل قضية الكرد الفيليين إلى حركة سياسية مستقلة.
ولهذا فان صنع كيانات أو تجمعات للكرد الفيليين ذات بعد سياسي بعيد عن أحزاب الحركة
الوطنية الكردية قد لا يخدمهم وليس من مصلحتهم فصل قضيتهم عن قضية الكرد عموما.
وهذه الفكرة الاستراتيجية قديمة قدم الحركة الوطنية الكردية الحديثة نفسها ، أي
تعود إلى نهاية أربعينات القرن الماضي، أيام انخرط الشباب الكردي الفيلي في صفوف
الحركة الوطنية العراقية دفاعا عن استقلال العراق وتحرره من التبعية الاستعمارية
وبناء نظام ديمقراطي متحرر.
والتزم المناضلون من الكرد الفيليون بهذه المقولة وانخرطوا في كفاحهم من أجل حرية
العراق وتحرره في صفوف الحركة الوطنية العراقية ذات التوجهات السياسية- اليسارية
عموما والحركة الكردية التحررية بوجه خاص ، وكانت آنذاك مقتصرة حصرا على الحزب
لديمقراطي الكردستاني(البارتي).
واليوم وقد أصبح العراق على أبواب مرحلة جديدة تلوح في أفقها ملامح الحرية
والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، هل ما زال على الكرد الفيليين الالتزام بعدم
جواز تحويل قضية الكرد الفيليين إلى حركة سياسية مستقلة، بعد أن تغيرت الأوضاع
وأمست الحركة الكردية لا تكلف نفسها حتى عناء الإشارة إلى حقوق ذلك الجزء الفيلي من
شعبها العريق المجزأ بين أمم الإقليم المجاورة عن عمد أو عن إهمال في برنامجها
الانتخابي ضمن قائمة التحالف الكردستاني ؟؟؟ .
من المؤكد أن التاريخ لن يعيد نفسه ولكن أحداثه قد تتكرر بصور أيشع. ألم يترحم
العراقيون على غيد السلام عارف قيل صدام ، وعلى قاسم قيل عارف ، وعلى نوري السعيد
قيل قاسم ؟؟!! . هكذا كان التاريخ منذ الأزل وسيبقى على هذا النمط حتى ينزع الإنسان
أنانيته ويتخلى عن جبروته .
فهل فقدت المقولة الاستراتيجية المشار إليها في أعلاه رونقها وسحرها وبات على الكرد
الفيليين أن ينظموا أنفسهم ويدخلوا ميدان السياسة من أوسع أبوابه ، مسلحين بالإخلاص
لشريحتهم الصابرة حتى يحققوا لهم مكانا مرموقا ويصطفوا إلى جانب الحركة الوطنية
العراقية دفاعا عن العراق الديمقراطي الاتحادي الحر؟
سؤال مطروح على مثقفي الكرد الفيليين وشبابهم الناهض الذي لا شك أنهم يدركون بعمق
مأساة الفيليين في العراق ويعلمون عن يقين أن " ما حك جلدك مثل ظفرك" . وأن عليهم
تقع مسؤولية توفير الحماية لأبناء جلدتهم. وهذه مسؤولية لا تتحقق إلا من خلال
التعبئة والتنظيم السياسي المستقل ونكران الذات والتضحية من أجل مئات الألوف من
الأطفال الكرد الفيليين الذين مرغ نظام البعث أنوفهم في التراب وأهان جلاوزته
النساء والشابات الفيليات، ورمى أجساد شبابهم أحياء في القبور الجماعية بلا وازع من
ضمير أو أخلاق .
zuhair@libero.it
|