سؤالان يبحث الكرد الفيليون عن إجابة بشأنهما
بقلم: د. زهير عبد الملك
انتخب العراقيون ممثليهم إلى الجمعية العمومية المكلفة ولا سيما بوضع مشروع للدستور الدائم للبلاد وسط فرح غامر وإرادة صلبة لبناء عراق ديمقراطي متمدن، ترشح فيه صناديق الاقتراع النخبة الحاكمة من كل الأطياف السياسية والاتجاهات السياسية الحريصة على تنمية البلاد وازدهارها.
وللكرد الفيليين مرشحين في عدد من الكيانات السياسية التي خاضت الانتخابات، بعضهم في الربع الأول من القائمة وآخرون في وسطها وعدد آخر في آخرها . وسننتظر فرز الأصوات لنرى الفائزين منهم قريبا .
بيد أن الفيليين لم يركبوا قطار أول انتخابات حرة في تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي من باب عربة واحدة بل من عدة أبواب موزعين على قوائم انتخابية عدة ، وفي ذلك لا شك خطر على عدد من سيمثلهم في الجمعية العمومية، وفيه ضياع مؤكد لأصواتهم وتفريط شبه مؤكد لقواهم الاجتماعية الفاعلة لو أنها ركزت بدلا من ذلك على قائمة واحدة لا على عدة قوائم وتحالفات.
ولا نشك إطلاقا في أن التحالفات والقوائم التي أقترع لها الفيليون ستعمل عل إنصافهم وتستجيب لوضع الفيليين وحقوقهم وهم الذين لم يعانوا من جرائم البعث سجنا وقتلا وإرهابا بصفتهم إفراد معارضون فحسب بل جماعيا حيث هجرهم النظام السابق من مدنهم وقراهم وسبى أطفالهم ونساءهم وشيوخهم بمئات الألوف طاردا إياهم من وطنهم الحبيب ظلما وعدوانا، وقتل شبابهم بالآلاف في سجونه ومختبراته لتجريب أسلحته للدمار الشامل.
وتتلخص مطالب الكرد الفيليين، وما يشغلهم في داخل العراق وخارجه في استفسارين هما :
أولا : هل سيتضمن مشروع الدستور العراقي الدائم موادا أو بنودا تعترف لشريحة الكرد الفيليين من سكان بغداد والمدن الجنوبية العراقية بعراقيتهم الأصيلة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات شأن غيرهم من شعوب وادي الرافدين ؟
ثانيا : هل ستعمل الحكومة المنتخبة على استعادت ثقة الكرد الفيليين بعد الشرخ الذي أصاب نفوسهم جراء طردهم من وطنهم بالقوة الغاشمة وإسقاط الجنسية العراقية عن زهاء ثلاثمائة وخمسين ألفا منهم بجرة قلم ودون شعور آدمي أو إحساس إنساني من فئة ظالمة أعماها التسلط والعنصرية، وتعيد لهم ممتلكاتهم وأموالهم التي استحوذ عليها جلاوزة النظام المقبور، وتعيد إلى أطفالهم الذين ما زالوا يتغنون باسم العراق ولكن بحسرة وألم لا يخفى على المراقب النبيه حيث يراهم يفرحون لانتصارات الشعب العراقي ، وتواسي أحزان الأمهات والآباء والأسر التي فقدت أبنائها شبابا بعمر الزهور ورجالها العاملين الأشداء .
بيد أن عندي سؤال ثالث .
ترى هل سيستطيع الكرد الفيليون الصعود إلى القطار من باب عربة واحدة ؟؟؟
Zuhair@libero.it