استجابات على مستوى الشعور بالمسؤولية
من الكرد الفيلية
Feb 4, 2005
بقلم: د. زهير عبد الملك
وردني عدد من الرسائل من عدد كبير من الكرد الفيلية في الخارج من مختلف العواصم
والمدن الأوربية. والقاسم المشترك بين تلك الرسائل ترحيبها بفكرة تأسيس حزب سياسي
فيلي يصطف إلى جانب أعضاء الحركة الوطنية التقدمية السائرة نحو بناء عراق ديمقراطي
تعددي فيدرالي مزدهر باقتصاده وثقافاته الوطنية. وبعضها تطرق إلى المنظمات
والمؤسسات التي أنشأها الفيليون في الوطن والخارج ودورها في التنظيم المقترح ومدى
أهميتها في خدمة قضايا الفيليين داخل الوطن وخارجه .
1- المنظمات والمؤسسات التي أنشأها الفيليون في الوطن والخارج على قدر كبير من
الأهمية ، ودورها أساسي وفاعل في خدمة قضايا الكرد الفيليين وفق ما تراه من منظور
أهدافها وبرامجها وأنظمتها الداخلية، وإن تباينت أدوارها وفاعلية أدائها وطبيعة
أهدافها بين الخارج والداخل .
2- وأحد تنظيمات الخارج يرى في عدم حصول الفيليين على حقوقهم القومية والمدنية سبب
يعزوه إلى " عدم وجود كيان سياسي قوي خاص بهم (أي بالكرد الفيليين ) " ويرى "من
المفروض على جميع القوى السياسية أن تدعم دخولهم (أي الفيليين) للساحة السياسية
كشريك جديد لهم لخدمة العملية الديمقراطية الجديدة بما يمتلكون من قدرات كبيرة" .
3- وفي خارج الوطن العراقي عدد من التنظيمات العاملة في الخارج و الداخل، وقسم آخر
ينشط من خلال وسائل الإعلام الإلكترونية وتقتصر جهوده على جميع الكرد الذين يعيشون
خارج حدود كردستان العراق من الكرد الفيلية وغيرهم من الكرد.، وعدد آخر يركز في
الداخل والخارج على خدمة الجوانب الروحية والدينية لأبناء الشريحة الفيلية .
4- وفي الساحة الفيلية منظمتان نشيطتان تعملان في الداخل والخارج على نحو مستقل
وبجهود متوازية . تعرّف الأولى نفسها ب " منظمة ديمقراطية مستقلة ذات أهداف سياسية
تمثل مصالح الكرد الفيليين الوطنية ، وتضم في صفوفها ممثلي منظماتهم ومؤسساتهم
وشخصياتهم المستقلة في جميع بلدان تواجدهم ومن كافة الاتجاهات الفكرية لغرض بلورة
وتوحيد خطاب سياسي يخدم أهدافهم، باعتباره (يقصد باعتبارها) الناطق الرسمي لهم في
جميع المجالات والمحافل الدولية والوطنية والقومية "
.
5- وتعرّف الثانية نفسها بصيغتين لا يفوت القارئ المدقق في ما يقرأ الفارق بينهما
.ففي الفصل الأول من منهاج المنظمة تشير إلى أنها " منظمة عراقية سياسية ديمقراطية
مستقلة ، تضم المستقلين ومن مختلف الميول والقناعات الفكرية ممن يجمعهم هدف مشترك
في الدفاع عن مصالح المنظمة وحقوقها وتوحيد خطابها السياسي وتمثيلها في مختلف
المجالات ضمن الأطر السياسية المتواجدة على الساحة العراقية" . وتكرر تعريف نفسها
في المادة الأولى من نظامها الداخلي بالشكل التالي : منظمة عراقية سياسية ديمقراطية
مستقلة تتكون من أبناء الشعب ، المستقلين سياسيا ممن يوافقون على منهاجها ونظامها
الداخلي ويلتزمون بالعمل بشكل طوعي لتحقيق أهدافها بما يؤدي إلى تثبيت الشريحة
الفيلية في مكانها الطبيعي ضمن قوى الشعب العراقي بكافة أطيافه وشرائحه المتآخية
العاملة بجد وإخلاص لتوحيد صفوفه وبناء العراق الجديد على أساس ديمقراطي، حر،مستقل
، مسترشدين بالتاريخ العريق لشعب العراق العظيم ".
6- أما الكيان السياسي للكرد الفيلية المقترح من خلال ما أكتبه في هذه المقالات
فيهدف إلى تأسيس حزب سياسي لا على غرار النمط القديم في تأسيس الأحزاب بل نمطا
جديدا في هيكله وتنظيمه وشفافية أهدافه وآليات عملة من خلال تعبئة أكبر عدد ممكن من
النخب الفيلية في الخارج والداخل في تنظيم سياسي موحد نورثه لأجيالنا القادمة كيانا
قويا متماسكا ديمقراطيا تطوعيا يدير أجهزته بنفسه وبتمويل من أبناء الشريحة الفيلية
في إطار خدمة مصالح الكرد الفيليين المادية والمعنوية والارتقاء بمستوى أبناء
الشريحة وأجيالها الجديدة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا لبناء ظهير قوي لإسناد الحركة
الوطنية العراقية في عمليتي إعادة أعمار البلاد وترسيخ مؤسسات الديمقراطية السياسية
والاقتصادية في العراق الجديد .
7- إن دخول البلاد مرحلة النمو الديمقراطي بالرجوع إلى رأي المواطنين في انتخاب
الفريق الحاكم للبلاد بتخويل مباشر من الشعب العراقي إنما يحتم على النخب الفيلية
المبادرة إلى إنجاح هذا المشروع الحيوي بكل جد وإخلاص ، وترك ما هو ثانوي لما هو
مهم وأساسي لإيصال ممثلي الكرد الفيليين إلى قبة البرلمان العراقي في دورته القادمة
وما يليها من دورات ضمانا لحقوق أبناء الشريحة بما يتناسب مع وضعهم الاجتماعي
والاقتصادي وثقلهم السياسي والثقافي وإرثهم التاريخي في الأدب والفن والتراث الشعبي
المهمل حتى الآن.
8- إن رغبة الكرد الفيليين في تشكيل حزب سياسي قوي هدف استمعت له من أفواه العشرات
من الكرد الفيليين الذين التقيت بهم ليس الآن فحسب بل منذ سنوات طوال ، وقد آن
الأوان لكي تضع النخبة الفيلية في الخارج وفي داخل الوطن بصماتها لتعميد هذا الكيان
الجديد بكل ما يطمح إليه الفيليون أطفالا وشبانا ونساء ورجالا وشيوخا ما زالوا
يحتفظون بقوة الوشائج التي تربط الفيليين في بينهم ومع أمتهم الكردية وشعبهم
العراقي المتعطش للحرية والديمقراطية والنظام الاتحادي الحر .
مقال لتبادل الآراء ولفتح حوار مثمر بين النخب الفيلية بمنتهى الشفافية والحرص على
مستقبل شريحتنا وحبنا للوطن العراق.
zuhair@libero.it
|