الدعوة للإتلاف الفيلي مقبولة والإجراءات المقترحة نافعة، ولكن؟؟!!!بقلم : د. زهيرعبد الملكليس في علمي أو قيد معارفي وجود تنظيمات للكرد الفيليين ذات منهج وفكر علماني تعمل فعليا في الساحة السياسية العراقية . لكنني على علم مؤكد بوجود منظمات مدنية للكرد الفيليين أبرزها اثنان إلى جانب عدد من التنظيمات الدينية والخيرية- الاجتماعية . وكلها تعمل على خطوط متوازية لا تلتقي لأسباب عديدة يصعب حصرها وتحديد هويتها ، فهي أسباب هلامية يتعذر الإمساك بها، فهي قائمة وغير قائمة بحسب الظروف والأحوال، وطبيعة العلاقات بين الأطراف المعنية، والأهداف التي تسعى نحوها دون فكر سياسي ذي إطار معروف أو فلسفة سياسية و منهج ذي علاقة بالعلم أو العلوم السياسية والاجتماعية. وقد ترتب على غياب الفكر والمنهج عن بيئة تلك المنظمات نتائج اتضحت خطورتها باقتراب موعد إجراء الانتخابات في 30 يناير الماضي : فقد اكتشف الفيليون فجأة أنهم قد يتخلفوا عن المشاركة الفعلية في أخطر دورة يعقدها أول مجلس لممثلي الشعب العراقي، حيث من مهام هذه الدورة كتابة دستور البلاد، وهو الوثيقة الحاسمة الضامنة لحقوق الكرد الفيليين في العراق . وبذلت كافة منظمات الكرد الفيليين جهودا حثيثة للحاق بالركب بأي شكل من الأشكال ، لكنها ظلت جهود متوازية لا تلتقي مهما امتدت ، تاركة الفرصة سانحة للمناورات والأهواء والفرقة، وتشتت شمل أصواتهم على عدة قوائم انتخابية، وليتهم ينجحوا في نصرتها متفرقين . ونظرا لعدم وجود كيان سياسي يوحد الكرد الفيليين،بحيث يؤهلهم لأن يتقدموا بقائمة واحدة يجمعون على تأييد مرشحيها أو يتحالفوا مع كيان سياسي قوي يحمل عددا من ممثليهم إلى المجلس الوطني العراقي أو الاتجاه لحشد أصواتهم لدعم قائمة تتبنى قضاياهم،وشعوري بأهمية مبادرة تلك النخب إلى العمل الجاد من أجل بناء وإعادة بناء شخصية الكردي الفيلي ولاسيما من الشباب ، وكذلك إعادة يناء المجتمعات الفيلية المتناثرة في وسط البلاد وجنوبها ، بادرت عن قناعة وإيمان إلى دعوة النخب من مثقفات ومثقفي وطلائع الكرد الفيليين وشبيبتهم إلى تأسيس حزب سياسي متين العماد وحديث البنية ذي فكر تقدمي ومنهج واضح المعالم مواكب لروح العصر وأهداف ذات آليات شفافة على أسس من التفاني والتضحية ونكران الذات من أجل ألا تتكرر مآسي شعبنا العراقي ومحنه مع الاستبداد والإرهاب والظلم العاتي الوحشي عربا وكردا وأقليات أخرى، ومن أجل عيون أطفال الكرد الفيلية الذين مرغ النظام السابق وجوههم في الطين والتراب وحشر خيرة شبابهم في مقابر جماعية ما زال أنينهم يدوي في رأسي منذ أكثر من ربع قرن مضى. ولأني أعلم علم اليقين أن في الاتحاد قوة وفي الفرقة ضعف بادرت بهذه الدعوة حتى يستفيق الفيليون من سباتهم ويرفعوا ثقلهم عن كاهل اخوتهم في القومية ويحملوه بأنفسهم بجدارة ويصطفوا إلى جانب الحركة الوطنية التحررية العراقية عموما والكردية بوجه خاص من أجل بناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي مزدهر في حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
zuhair@libero.it |