البرنامج السياسي للحزب الفيلي مؤيدون ومعارضون للحزب
السياسي..
د. زهير عبد الملك
[21-02-2005]
البرنامج
السياسي للحزب الفيلي
مؤيدون ومعارضون للحزب السياسي الكردي الفيلي
(أ) المؤيدون
تلقت الدعوة لتأسيس حزب سياسي للكرد الفيليين استجابة كبيرة من جانب أبناء الكرد
الفيليين في الخارج وإلى حد ما من الداخل، وذلك أمر متوقع في الظروف التي نعمل فيها
.
المؤيدون يشاركوننا الرأي في ما ذهبنا إلية من مبررات بشأن تأسيس حزب للكرد
الفيليين. وهذه المبررات تتلخص في فكرة واحدة من الصعب أن يختلف اثنان من السياسيين
كردا كانوا أم عربا من المعنيين بشأن بناء عراق ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان بشأنها
: وهي إن إنشاء كيان سياسي للكرد الفيليين هو الوسيلة المثلى لتأطير وجودهم السياسي
والاجتماعي في العراق، وتجنيبهم مآسي التشريد والتسفير والتشكيك بعراقيتهم،
وحمايتهم من نزوات السياسيين المغامرين في العبث بمصائرهم وتخريب بيوتهم والاستحواذ
على أموالهم ناهيكم عن إرهابهم وسبيهم جماعيا وتقتيل شبابهم على نسق ما حدث لهم في
العهود الملكية ومعظم فترات العهد الجمهوري ولاسيما في عقدي السبعينات ت من جهة
وعلى الثمانينات، على أيام عصبة حزب البعث العربي الاشتراكي .
كما يشاركنا المؤيدون الرأي في ضرورة أن يعتمد الحزب المنتظر على عنصري الشفافية
والتطوعية ونكران الذات في آلية العمل والنشاط السياسي من جهة، وارتباط هويته
السياسية بعناصر الفكر السياسي للحركة الوطنية والكردستانية العراقية، وطموحاتها في
بناء عراق ديمقراطي ذي دولة عصرية اتحادية تستند إلى أسس السلم الاجتماعي والأمن
الوطني وازدهار اقتصاد البلاد وثقافاتها القومية .
والحزب السياسي للكرد الفيليين هو الوسيلة المثلى للعمل من خلال الآلية التي يتيحها
النظام السياسي في العراق الديمقراطي، وهو ذو آفاق واعدة بالمزيد من الحرية وانحسار
قوى الظلام والإرهاب والديكتاتورية،أي الجمعية العمومية (البرلمان) ومؤسسات المجتمع
المدني التي ستشكل العود الفقري للنظام الديمقراطي لتحريك المؤسسات الديمقراطية
وتفعيلها وتعبئة الرأي العام وتوجيهه نحو إنصاف الكرد الفيليين في العراق من خلال
الاعتراف بوجودهم الاجتماعي والقومي في بغداد وسائر مناطق العراق الجنوبية،أي
الإقرار بكونهم عراقيون شردوا من وطنهم بالقوة الغاشمة وأسقطت عنهم الجنسية
العراقية ظلما وعدوانا ، وتعيد لهم الاعتبار الواجب وتعوضهم عما لحقهم من أضرار
مادية ومعنوية أسوة في العراق من خلال الاعتراف بوجودهم الاجتماعي والقومي في بغداد
وسائر مناطق العراق الجنوبية،أي الإقرار بكونهم عراقيون شردوا من وطنهم بالقوة
الغاشمة وأسقطت عنهم الجنسية العراقية ظلما وعدوانا ، وتعيد لهم الاعتبار الواجب
وتعوضهم عما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية أسوة بغيرهم من العراقيين من ضحايا
النظام البائد .
وتشكل مبررات تأسيس الحزب الكردي الفيلي وأهدافه الاستراتيجية العناصر الأساسية
لبرنامجه السياسي،وهو ما ستعكف اللجنة التحضيرية التي من المنتظر تشكيلها من خيرة
أبناء الفيليين ومثقفيهم على صياغة تفاصيله ، ووضع النظام الداخلي للحزب.
(ب) المعارضون
المعارضون لتأسيس الحزب الكردي الفيلي على ثلاثة أنواع . الأول معارض وكفى. وهو حر
في ما يرى . ويثير النوع الثاني تحفظات تنم عن الحرص على مستقبل الفيليين وتمسكهم
بقوميتهم، وهو ما نحرص عليه وعلى انتمائنا القومي الكردستاني بكل تأكيد، وليس في
الأمر مزايدات، فكل إنسان معروف بتأريخه. أما النوع الثالث فقد أقحم موضوعات غريبة
الشأن في هذا العصر : أعني عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان، منها الإيديولوجية
والتجانس الفكري بين الفيليين .ووجه الغرابة في طرح هذين المقولتين، كوني لا أجد
للإيديولوجية مكانا في الحزب الكردي الفيلي من حيث أن الإيديولوجيا نسق فكري
ومنظومة من العقائد تعكس وجهة نظر معينة لتفسير حركة المجتمع ، والعمل على تغييره
وفق منظور فلسفي، وتستلزم بحكم ذلك وجود تجانس فكري في قيادة الحركة وبين قواعدها.
كما أستغرب تماما استخدام عدم وجود تجانس فكري بين الفيليين سببا في عدم التقاء
الفيليين وعملهم من أجل أهداف آنية ومرحلية وبعيدة المدى للنهوض بالوضع الاقتصادي
والاجتماعي والثقافي للمجتمعات الفيلية المتناثرة في وسط البلاد وجنوبها والعمل على
إرسال ممثليها إلى البرلمان العراقي للمشاركة الفعالة في بناء الوطن وترسيخ دعائم
الديمقراطية فيه. (مقالنا بعنوان الحزب الكردي الفيلي الجديد والهوية السياسية على
موقع المجلس العام للكرد الفيليين ).
إن القراءة المتأنية للمقالات التي نشرها المثقفون الكرد الفيليون على مواقع عديدة
على الشبكة كفيلة بتوجيه المناقشات صوب التبادل المثمر للآراء ولا فائدة من التغريد
لوحدنا كل على غصن لوحده .
نعم أن أمام الشبيبة الفيلية مهمة صعبة. ومرد صعوبتها عوامل الرفض والشعور بالإحباط
التي زرعتها في قلوبهم الأنظمة الاستبدادية المعادية لحقوق الإنسان من خلال العنف
والإرهاب الذي مارسته بحقهم، ومن ثم النكوص على الذات والفرقة والتشتت والعزوف عن
العمل السياسي المنظم .
لقد تساقط النظام الديكتاتوري للبعث،و تدفق الملايين من العراقيين على صناديق
الاقتراع لاختيار ممثليهم رغم قوى الظلام والإرهاب الصدامي بما يشكل دليلا ناصعا
على الفشل الذريع للدكتاتورية والعنف والإرهاب في إخضاع العراقيين لإرادتهم
الشريرة.
بيد أن المقترعين من الكرد الفيليين إ نما شعروا منذ تحرير البلاد بنوع جديد من
الإحباط ، جراء إهمال وجودهم سهوا وقضاياهم التي ما زالت عالقة ، فاندفعوا عشوائيا
للتشبث بهذه الجهة أو تلك سبيلا لتمثيلهم في الجمعية الوطنية (البرلمان ) بلا جدوى
، فتشتت أصواتهم ، وهذا ما حذرنا منه آنذاك، و ليت معظم الفيليين اندفعوا ذلك اليوم
لانتخاب مرشحيهم على قائمة تمثلهم جميعا في إطار حزب سياسي قوي بمفرده أو متحالفا
مع أشقاءهم في الانتماء القومي أو الوطني العراقي الحر الديمقراطي.
zuhair@libero.it
|