الانتخابات : من يشتري ومن يبيع ؟ !! 

 بقلم : د. زهير عبد الملك

 

الخبر : أكد إمام مسجد براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة صلاة الجمعة ليوم أمس على وجود أشخاص وجهات سياسية يقومون بشراء أصوات الناخبين بطرق غير شرعية من الآن من اجل كسب الانتخابات القادمة.

 التعليق: أن يشتري بعض الذين يرشحون أنفسهم لمناصب حكومية أو برلمانية أصوات الناخبين بالوعود أو النقود،  ظاهرة طبيعية في وضع غير طبيعي أيا كان بلد ذلك السوق.

 وهي ظاهرة طبيعية بمعيارين الأول ذاتي،  ويرتبط بشخص المشتري والبائع، والثاني موضوعي،  أي له صلة بواقع المجتمع ومستوى نموه ودرجة تطوره ودور القوى الاجتماعية الفاعلة أي الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية ومدى وعيها بمصالحها و دورها في إدارة الدولة الديمقراطية وحرصها على أداء ذلك الدور.

 ومتى كانت مثل هذه الظاهرة مستفحلة تشير دلالاتها إلى أمرين: الأول أن يكون لدى الدولة الديمقراطية قوانين تمنع عمليات شراء أصوات الناخبين بالعقاب،  كما تعاقب من يبيع صوته لقاء وعود أو نقود.

  بيد أن من الصعوبة بمكان كشف مثل هذه العمليات بالجرم المشهود، أما إذا كانت عملية الشراء والبيع علنية وعلى رؤوس الأشهاد فذاك دليل ناصع على أن الضرورة تقتضي مكافحة ذاك الوضع غير الطبيعي لا بالقوانين الديمقراطية وحدها بل وبجهود الأحزاب السياسية الديمقراطية، ومن خلال نشاط النقابات والمنظمات الاجتماعية  ومنظمات المجتمع المدني.

 وهذه الجهات هي الأقدر على توعية الناخبين بمصالحهم الانتخابية والنهوض بسلم القيم لديهم إلى مستويات الشعور بالمسؤولية السياسية وغلق الأبواب بوجه السياسيين المزيفين والمفسدين حفاظا على الديمقراطية وعلى نزاهة ممثلي الشعب . 

 

Back