تصريحات البارزاني رد منطقي على واقع غير منطقي
بدأت ردود الفعل على تصريحات الرئيس مسعود البارزاني بصدد إبرام الاتفاقية من عدمه والتي أدلى بها في واشنطن يوم الجمعة 31/10/2008 تثير اهتمام الرأي العام العراقي مستنكرا ومستفهماّّّّّّّّّ.؟
ترى بماذا صرح الرئيس ؟ قال إن "التركيز في الوقت الراهن ينصب على توقيع الاتفاقية، وسنبذل كل ما بوسعنا من أجل توقيع هذه الاتفاقية، وإذا لم يتم توقيع الاتفاقية، وإذا لم نتوصل إلى أي اتفاق، وإذا ما طلبت الولايات المتحدة أن تقيم قواعد لها في إقليم كردستان، فأنا على ثقة بأن برلمان الإقليم وأهالي الإقليم وحكومة الإقليم، الكل سيرحب بهذا الطلب.
والآن لننظر في منطقية هذا التصريح المشروط بثلاثة شروط ويستند إلى تصورين . التصور الأول : يجمع المحللون السياسيون على أن الأخطار ستحيق بمستقبل العراق إذا رفض الأخير إبرام الاتفاقية مع الولايات المتحدة . وهذا يعني أن تعود حالة الفوضى وانتشار جرائم القتل والخطف والدمار في أرجاء البلاد وربما حربا أهلية بين العراقيين من جهة وقوات القاعدة واللصوص وحزب البعث من جهة أخرى. وهذا يعني مرة أخرى أن تندفع القوات المسلحة الإيرانية لملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأمريكية وتحتل البلاد. هكذا ستنتهي قصة العراق واستقلاله السياسي . التصور الثاني : أن لا تنفض الولايات المتحدة يدها من العراق بل ستنفذ انقلابا عسكريا بواسطة عملائها من أزلام البعث العراقي في حالة رفض الاتفاقية موضوع البحث.لكي لا تبتلع إيران العراق وتبتلع معه كردستان وبذلك يصبح شعبان أصيلان لقمة سائغة للطامعين الجدد منذ القدم في بلاد الرافدين.
ترى كيف يمكننا أن نتصور رد فعل الزعيم الكردي مسعود البارزاني، وهو مسئول عراقي بامتياز و كردي مسؤول عن شعب بدا لأول مرة يتنفس نسيم الحرية منذ أن ألحقه البريطانيون عنوة بالدولة العراقية لدى تأسيسها في عشرينات القرن الماضي على يد حكام العراق القوميين العربيين والمستعربين والبعثتين؟ الحكمة لدى البارزاني القائد السياس والعسكري تقول أن عليه أن يستعد لأسوء الاحتمالات المدمرة التي قد يتعرض لها العراق. ويستعد لمجابهتها. ولا أدري كيف يتسنى للبعض أن يتساءل عما إذا ما كان إن الدستور العراقي يبيح إقامة قواعد أجنبية في الأقاليم. وهل أن تصريح البارزاني هذا يعزز الأخوة العربية الكردية؟ والأدهى من كل ذلك أن يتساءل آخرون عن هل إن السيد البارزاني متأكد من أن تصريحه هذا لا يلحق ضرراً بالشعب الكردي؟ أسئلة غريبة الشأن . لأفراد يغنون خارج السرب. |