لا يا دولة الرئيس ما هكذا يجري استغفال العراقيين بقلم : د. زهير عبد الملك جاء في التصريح الصحفي الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء يوم 10-1-2009 والمنشور في موقع صوت العراق ما يلي : .......وقال سيادته إذا تحدثنا عن الدولة الواحدة فإنها لا تتحقق إلا في ظل الدستور،وإذا كان الدستور قد رسم لنا طريق العمل بالفيدراليات والحكومات المحلية في المحافظات وان لا نعمل بالمركزية الحديدية،فان ذلك لا يعني بناء فيدراليات وحكومات محلية قوية في ظل دولة مركزية ضعيفة،لان الفيدراليات والحكومات المحلية لن تستمر إذا لم تكن هناك دولة مركزية قوية قادرة على حماية العراق وسيادته وحماية الفيدراليات والحكومات المحلية.
إذ هذا هو الطريق السليم لبناء الدولة الواحدة والقوية أيضا. أما إشارتك إلى أن بناء فيدراليات وحكومات محلية قوية بظل دولة مركزية ضعيفة، فهو افتراض لم يتفوه به أحد غيرك أو تستهدفة جهة سياسية أخرى بما في ذلك حزبك يا دولة الرئيس. ناهيك عن أن في مثل هذا الرأي الكثير من النوايا الخطيرة على مستقبل العراق وشعبه الذي كفاه ما عاناه من مظالم الحكام الدكتاتوريين وحماقاتهم ، لا من الأمس القريب بل منذ أعماق التاريخ حتى الاحتلال الأمريكي مؤخرا. والأسوأ من هذا وذاك استنتاجك غريب الشأن حيث تقول : لان الفيدراليات والحكومات المحلية ، لن تستمر إذا لم تكن هناك دولة مركزية قوية قادرة على حماية العراق وسيادته وحماية الفيدراليات والحكومات المحلية. وهنا بيت القصيد: دولة مركزية قوية، تتحكم بكوكبة من فيدراليات وحكومات محلية ضعيفة . تماما كما كان الحال في عراق الأمس. عراق الاستبداد والحروب والظلم : دولة مركزية قوية وغنية وذات جبروت وعظمة في بغداد تقابلها مجموعة من المحافظات والمدن والقرى الخربة التي يتفشى فيها الجوع والفقر والمرض وينتشر فيها الجهل والظلم و أجهزة الأمن والشرطة والجيش المسخرة كلها لخدمة الحاكم الظالم ودعم طغيانه. لقد سعى ويسعى كل الفيدراليون في العراق إلى أنشاء دولة قوية بمركزها وأطرافها . ذلك لأن قوة المركز من قوة الأطراف وقوة الأطراف من قوة المركز. فهما قطبا الدولة الحديثة وعمادها ولا مكان للافتراضات الغيبية أو القائمة على الأوهام بل افتراضات علمية قائمة على الحسابات والأرقام والتوقعات التي يسندها الدليل الملموس. libero.it@ zuhair |