إني أتهم رئيس الوزراء بالفشل

بقلم : د. زهير عبد الملك

 الشغل الشاغل للسيد رئيس الوزراء منذ أن وقع بنفسه وثيقة إعدام صدام أن يبقى ولربما إلى أبد الآبدين رئيسا للوزراء.

وللوصول إلى هذا الهدف وهو هدف ديمقراطي- تنافسي مشروع مستلزمات محددة ومعروفه في ثقافات جميع شعوب الأرض قديما وحديثا.

ومن هذه المستلزمات ما هو ذاتي أي يندرج ضمن المكونات الفكرية والمهنية والشخصية التي يتحلى بها المرشح.

وفي القاموس السياسي مصطلح يلخص هذه الكفاءات والصفات بكلمة واحدة : أن يحمل المرشح سمات رجل الدولة علما ومعرفة ومهنية وخبرة عملية. لكي ينصب حاكما على بلد مثل العراق.

ومنها ما هو موضوعي أي يتعلق بتاريخ العراق وجغرافيته المعقدة وفي ضوء التجارب المريرة التي شهدها طوال تاريخه وبمقارنة أوضاعه بأوضاع الشعوب القريبة والبعيدة، فيكون حازما حذرا و حاكما عادلا ديمقراطيا يؤمن بحرية الفكر واحترام رغبات السكان وتطلعاتهم دونما وصاية أو ولاية لأحد غير صناديق الاقتراع.

وبكلمة واحدة أن يكون المالكي مقبولا من لدن العراقيين ومن قبل المحيط الإقليمي والدولي.

فهل يلبي السيد المالكي هذه المستلزمات فعلا ؟

لعل أحداث يوم الأربعاء الأسود التي لم تكن بالحسبان ، على الأقل في رأي السيد رئيس الوزراء، هي التي عادت بحسابات السيد المالكي إلى نقطة الصفر.

ففي الأسبوع الذي سبق جرائم الأربعاء هذا كان تركيز حزب المالكي ينصب على انتزاع منصب رئيس الوزراء من الائتلاف المقترح قبل المشاركة فيه.

كما كان حزب الدعوة الإسلامية ومناصريه من داخله ومن خارجه يعملون بجد وحماس من أجل الوصول إلى هذا الهدف بأي ثمن.

وبعد انقشاع مخلفات الجرائم التي شلت بغداد حكومة وشعبا يوم الأربعاء ظهرت على السطح أخطاء المالكي في الإدارة وفي القيادة وفي الوصول إلى أهدافه في آن واحد.

وكلها يحمل أكثر من دليل على أن المالكي لا يصلح زعيما للعراق بما لديه من كفاءات وخبرات.

لو كان لدي بديل لطالبت بإقالة المالكي من رئاسة الوزراء.

ولكن ما العمل ؟!!

وهذا هو الحظ السيئ الذي ما انفك ملازما لتاريخ ومستقبل العراقيين.

وفي كل منعطف تاريخي من حياتهم تسمعهم يقولون :

ما العمل وليس من بديل عندنا ؟!!!!!!!

libero.it@ zuhair

 

Back