مؤسسة البحر الأبيض المتوسط العالمية للتعريف بجريمة الأبادة الجماعية لشعب كوردستان تمنح الرئيس مسعود بارزاني جائزة السلام

في مؤتمر عالمي عقد امس السبت في أربيل عاصمة اقليم كوردستان ونظمته مؤسسة البحر الأبيض المتوسط لتعريف العالم بجريمة الأبادة الجماعية لشعب كوردستان قلد مندوب المؤسسة بحضور الهيئة العليا السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان جائزة السلام وقدم الجائزة كل من السكرتير العام للمؤسسة ووزير الدفاع الألباني الذي نقش شخصياً تلك الجائزة الرفيعة كونه أحد أكبر النقاشين في تورينو.. وألقى السيد رئيس الاقليم خلال المراسيم كلمة مقتضبة أستعرض فيها المآسي والأبادة الجماعية التي تعرض لها شعب كوردستان لاسيما على أيدي النظام البائد وجوانب من التزام شعب كوردستان بأرفع القيم الأنسانية بعيداً عن العنف والتطرف داعياً العالم الى مساعدة شعبه في مواجهة الحياة الجديدة بأعتبارهم، قال الرئيس البارزاني، أصدقاء شعب كوردستان الذي كان يقول عنه العالم سابقاً أنه لا أصدقاء له بأستثناء جبال كوردستان.

وبهذه المناسبة القى السيد مسعود بارزاني كلمة قيمة هذا نصها:

أتسلم هذه الجائزة نيابة عن كل أم شهيد وكل شاب فيلي مغيب، ونيابة عن ذلك العريس البارزاني في ليلة دخلته الأولى، وعن أم كرميانية فقدت زوجها وتسعة من أولادها. انه لشرف كبير أن أتسلم الجائزة نيابة عن كل هؤلاء وعن شعب كوردستان.

انها تقدير لتضحيات ونضال شعبنا الخالص والنقي الذي انتهجناه على امتداد نضال الحركة التحررية الكوردستانية وانها تهدى للثقافة التي يعتز بها الشعب الكوردي وهي ثقافة التعايش القومي والديني والمذهبي، كنا في السابق نقول أن جبالنا فقط هي أصدقاء لنا، ولكن والشكر لله ان لنا الآن أصدقاء كثيرين، والأصدقاء الحاضرون معنا اليوم هم نموذج حي ترونه هنا. وأتقدم بالشكر من أعماق قلبي لحضوركم وهمتكم من اجل تعريف العالم بالأبادة الجماعية لشعب كوردستان وهذا هو أكبر ثأر من هؤلاء المجرمين. أن ثقافتنا هي مقدسة وفي مثل هذا الشهر من ربيع عام 1991 انتفض شعبنا في عموم كوردستان وقد استسلم فيلقان من الجيش العراقي آنذاك الى قوات بيشمركة كوردستان.. ولم تزل جروح شعبنا تنزف من أثر القصف الكيمياوي في حلبجة. وكان لايزال عشرات الالاف من ابناء كوردستان لاجئين الى هذه الدولة أوتلك. ومع هذا قامت عوائل الشهداء بأيواء الجنود و أطعامهم وارسالهم الى ذويهم بكل احترام وتقدير.

لقد تعلمنا هذه الثقافة من شعبنا وتعلمنا منه التسامح ونفتخر بهذه الاخلاق الحميدة. نحن شعب وفي، لاننسى من أحسن الينا ولا ننسى أيضاً من ظلمنا وغدر بنا ولكننا لانبحث عن الثأر.

وبل نثأر عن طريق تعاونكم وهمتكم العالية في تعريف العالم بهذه الجريمة، ونثأر عبر تعزيز ثقافة التسامح  في كوردستان والعراق ومن خلال اعمار كوردستان.

مرة أخرى أشكركم من صميم قلبي متمنياً ان نتقدم الى الامام يوماً بعد يوم بفضل الأصدقاء من أمثالكم وتتطور قضيتنا، فنحن شعب لنا حقوقنا المشروعة، مثل سائر القوميات الاخرى. وعازمون على مواصلة النضال ولكن بعيداً عن التطرف والعنف وبشكل سلمي وديمقراطي. ونحن بحاجة الى مساعدتكم ودعمكم المستمر وشكراً لكم.

هذا وتتألف الجائزة من قاعدة ووشاح هي رمز السلام في كوردستان يعلوه علم أحمر على سارية رفيعة إشارة الى دماء شهداء كوردستان وهي جائزة أعيدت صناعتها في العديد من عواصم العالم ووعد الرئيس البارزاني بأنشائها في مدينة أربيل وبأعلى أرتفاعاتها قياساً لمثيلاتها في العالم. وحضر المراسيم العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والضيوف من مختلف دول العالم. وأكد سكرتير عام منظمة البحر الأبيض المتوسط ديرليوس رولنيك خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أنه والعالم أجمع عاجزون حتى عن مجرد الأعتذار لشعب كوردستان على تخلفهم عن تعريف العالم بتلك الجريمة الأنسانية البشعة وقال: إن حضورنا وهذه الجائزة الكبرى هي تقدير لدور الرئيس البارزاني في ترسيخ أسس المحبة والسلام والتعايش في اقليم كوردستان بعيداً عن العنف والتطرف والثأر الجاهل ولدور شعب كوردستان والمظالم التي تعرض لها عبر التأريخ ودليل على أن المجموعة هذه ستواصل العمل الدؤوب لتعريف العالم بتلك الجرائم الفظيعة التي تعرض لها هذا الشعب في عصر حرية الشعوب وأنعتاقها.