الكورد الفيلين .. بين حق المشاركة.. وجدلية التهجير
 
وسام رحمن اليوسفي
السبت 03/10/2009
أن القضية الأساسية للعمل الوطني في العراق الآن هي مسالة الحقوق القومية للأكراد وأقامة حكم ديمقراطي فيدرالي من فوق إلى تحت، وان المستوى العام لهذه القضية يتضمن اساساً صالحا لنيل الكورد وإخوانهم العرب حقوقهم بالتساوي دون تميز أو تفضيل فئة على أخرى باعتبار إن الشريحتين هما المكون الأساسي في هذا البلد وركنيه الأساسيان منذ القدم.

وقد وقفت الحكومات والأنظمة السابقة عند عقبة هذه المسألة المهمة وحاولت قمعها واجتيازها بأساليب غير ممنهجة لاتستند إلى رؤية واقعية مما أودى بهذه الأنظمة والحكومات للتداعي والسقوط في أزمة عنوانها الانهيار والتلاشي والتاريخ يخبرنا بالشواهد دائماً وأبدا فهو سجل إحداث الأمم والشعوب، فالواقع الحالي دليل يأخذ بأعناقها إلى جادة الصواب المتمثلة بالأخذ بنظام المشاركة والاستفادة مما سبق من التجارب المريرة التي مازالت ذكراها شاخصة أمام أبصارنا تلك التجارب التي أحدثت شرخاً في تكوينه المجتمع العراقي ومزقتهُ ولازلنا نعاني تبعاتها ونحصد هشيمها حتى يومنا هذا، جراء تهور الحكومات والانظمه وتبنيها نهجاً عدائياً وعنصرياً ضد شريحة الكورد (الفيليون) وجعلهم مواطنون من الدرجة الثانية ثم زادت هذه العدائية فتحولت إلى هستيرية عدائية ضد الشعب الكوردي فعمدت هذه الحكومات والأنظمة إلى القرار الصعب والشديد على نفوس الكورد وهو بمثابة رصاصة الرحمة في جبين وحدة المجتمع العراقي عندما أمر بتهجير الكورد خارج البلاد تحت وطأة التدابير الأمنية، وأسقطت عنهم الجنسية وسُلبت ممتلكاتهم بالواقعة الأليمة التي عرفت (بالتهجير أو التسفير) ألقسري الذي مارسته الحكومة العراقية (البعثية) فعمدت إلى تهجير أعداد كبيرة من الأسر الكوردية المتنفذة والتي لها ثقل اجتماعي في المجتمع إلى خارج أراضي العراق وبالتحديد إلى (إيران).

ونحن لسنا الآن بصدد تقيم وتبين تلك المحاربات اللاانسانية بل بصدد الوقوف على مايتعلق بشؤون الهجرة أي النزوح من المكان.

فالتهجير بهذا المعنى هو شي من النزوح القسري الذي تم تحت الضغط والاكراه حتى لو بقي محدوداً على شريحة وفي أضيق نطاق، وليست كما يفسرهُ بعض الكتاب ذوي الأقلام المسيسة الذين يحاولون تحريف الحقائق واظهار عكس الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رائعة النهار، فهم يزعمون (بأن الحكومات السابقة عمدت إلى تهجير عناصر كثيرة دءابت على العصيان المسلح وباعت هذه الأرض وتجسست عليها).

وهو قول باطل لايقف أمام الحقيقة الاكما يقف الرماد اذا اشتد به الريح حيث انهُ لايستند إلى دليل ولكن مااضيع الحق في مجال التعصب ونحن نجيب بالنقيض لهذا الطرح وهو أن الكورد منذ ظهور الأنظمة السابقة هم عامل مؤثر في الموازنة الوطنية اذ لم يكونو جزءاً أساس وعامل مؤثر في الثوراة ضد المحتلين وبهذا فهم وطنيون وولائهم لبلدهم وحفاظهم على هويتهم يذكرهُ التاريخ في ثورة العشرين وفي مذكرات السيد الحبوبي عندما قال أن ثلث ثورة العشرين هم من الكورد.

فهذه الطروحات وغيرها مدعاة لجهل أصحابها وما يدور في صدورهم من أحقاد دفينة فهم لم يتعلموا جديداً ولم ينسوا قديماً. فهذه الطروحات حول وطنية الكورد واضطهادهم وتهجيرهم هيئت مناخاً سلبياً. وعمقت النوازع العنصرية، وتركت اثاراً نفسية. وخلقت أزمات يومية لدى شريحة الكورد المظلومة.

أني ما اردت التذكير بتلك التجارب المتعثرة إلا لأدلل على مقدار ماجرتهُ تلك السياسات الاقصائية من خسائر على شريحة الكورد الفيليون وأحدثت هوى في الجدار المجتمعي ولكي يفتح الباب للتسامي على الجراح ؛ ينبغي للساسة العراقيين الايكونوا شفاهيون وان يكون لديهم نص مكتوب يوضح علاقتهم بالكورد ، ولعلي أخذت جانب التفاؤل ،في ظروف تراكمت بها الخيبات ، ولكن الرهان على اليقظة الوطنية يبقى رصيدا والأمل بعقلانية الرجال المثابرين ممن عركتهم التجارب واستخلصوا عبرها .

Back