سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني :لاحقوق للكرد الفيلية في الملف الكردي

حمَّل سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني (برلمان الاتحاد الوطني الكردستاني) السبت، بعض القيادات الكوردية “الشابة” ما اسماه بالاوضاع الصعبة للكورد الفيليين، مبيناً ان هذه القيادة “تجهل” الكثير عن دورهم في تأسيس الحركة الكوردية لان الكثير منهم دخل المعترك السياسي بعد سقوط الطاغية صدام ويبدوا بانهم غير ملمين بتأريخ الحركة الكردية ولايعرفوا بإن الانفال بدأ بالكرد الفيلية عام 1980إذ اباد صدام اكثر من خمسة آلاف شاب كردي فيلي مستخدمين الغازات السامة لابادتهم ولم يعثروا مقابرهم في جنوب العراق على الرغم من عثور اللجان على رفاة الالاف من شهداء الانفال والبارزانيين..فالامهات الثكالى اصبن بخيبة امل لعدم اهتمام القيادات الكردية و الحكومة الاقليمية في كردستان بجثامين ابنائهم …فهل من المعقول بان عشرات اللجان المختصة بمتابعة المقابر الجماعية لم تعثر على هيكل عظمي لشاب كردي فيلي واحد !!إذ كان من الاجدر ان تهتم الاحزاب الكردستانية بهذه الشريحة المنكوبة وخاصة بعد سقوط النظام الدكتاتوري ..فبعض القيادات الكردية الجديدة تطالب الكرد الفيلية في بغداد بان يصوتوا لهم ونسوا بأن اهالي السليمانية واربيل ودهوك لم يصوتوا للكرد في انتخابات المحافظات إلا عدد يسير مخجل وكل الاصوات التي حصلنا عليها كانت من القوات العسكرية المرافقة لفخامة الرئيس مام جلال!!!لماذا لايتم التحقيق في هذه القضية …ففي تلك الانتخابات لم يسمح للكرد الفيلية في المشاركة في العملية الانتخابية بإعتبارهم كرد من خارج الاقليم !!! .

يأتي هذا في وقت طالب فيه رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم السبت أن يكون للكورد الفيليين “هوية مستقلة” بهم كباقي مكونات الشعب العراقي، مؤكداً على أنهم تعرضوا لابشع اساليب التعذيب على يد النظام السابق.

وقال عادل مراد لـ”شفق نيوز”، إن بعض القيادات الكوردية الجديدة تتحمل مسؤولية الاوضاع الصعبة للكورد الفيليين بعد سقوط النظام السابق”.

واضاف أن “هذه القيادة تجهل الكثير عن دور الكورد الفيليين في تأسيس الحركة الكوردية التحررية، ومنها ان اول مؤتمر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16/8/1946 عقد في بيت يعود للكورد الفيليين في بغداد، وكان ابرز قادة الحزب الدكتور المرحوم جعفر محمد كريم الفيلي”.وعبدالحسين الفيلي والمرحوم محمد صادق موسى وجعفر صادق ..فالكرد الفيلية قدموا مساعدات هائلة للثورة الكردية منذ اندلاعها في ايلول 1961 ولغاية انقلاب شباط الاسود عام 1963 حيث بدات مسلسل طرد وابادة الكرد الفيليين لانهم ساندوا الثورة الكردية بالاموال والكوادر الفنية والسياسية ولانهم ساندوا الحركة الديمقراطية العراقية.

وكان اهالي الكورد الفيليين طالبوا عبر “شفق نيوز”، في وقت سابق، رئيس الجمهورية جلال طالباني بتفعيل عمل مكتب شؤون الكورد الفيليين في رئاسة الجمهورية للمساعدة في حسم قضاياهم العالقة.

واشار مراد الى ان “هناك اطرافا عديدة ومنها حكومية في رئاسة الجمهورية وحتى كوردية وقفت عائقاً امام تشكيل مكتب في رئاسة الجمهورية لمتابعة قضايا الكورد الفيليين”على الرغم من مثابرة الرئيس الطالباني على الموضوع وتشجيع السيد السيستاني والحكيم ورئيس الوزرا المالكي

ولفت إلى أن “عدم توجه القيادة الكوردية الحالية لقضية الكورد الفيليين فتح الباب للاحزاب الدينية لتستغل قضيتهم في تحقيق اجندها السياسية وفصلهم عن الامة الكوردية”.

واوضح مراد أنه “رغم مرور سنوات عديدة على سقوط النظام السابق مازال الكورد الفيليون يعانون من بيروقراطية الدولة الجديدة، ولايتمكنون من استعادة حقوقهم الا بدفع اموال طائلة ورشوات هائلة”ولازالت بيوتهم مصادرة وفق قوانين صدام حسين التي لم تلغى لحد اليوم.

وتعرض الآلاف من الكورد الفيليين الى عمليات تهجير من قبل النظام العراقي السابق بدأت بتاريخ الـ 4 من نيسان عام 1980,وقبلها في شتاء عام 1971 حيث تم تهجيرهم الى ايران لاسباب طائفية بغيضة بعد مصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة ومتاجرهم ومحلاتهم واسواقهم ومدارسهم ووثائقهم الثبوتية كالجنسية وشهادة الجنسية العراقية بحجة ان اصولهم تعود الى ايران, ما اضطر البعض منهم الى تغيير اسمائهم حفاظا على حياتهم وعوائلهم من القتل والتهجير.