معاناة الكرد الفيليين الى متى؟
بقلم: مكتب
الاتحاد/السليمانية
-
(صوت العراق) -
05-10-2011
ففي صبيحة
يوم 1/10/2011 عقد شريحة من الكرد الفيليين مؤتمرا بإسم المؤتمر الوطني
العام للكورد الفيليين في بغداد , بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي والسيد
عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى والشيخ محمد سعيد النعماني رئيس
المؤتمر الوطني للكرد الفيليين في العراق فضلا عن عدد من الوزراء واعضاء من
مجلس النواب. وشيوخ ووجهاء العشائر على قاعة الشهيد الحكيم في جامعة بغداد.
كما أشار
سماحته الى العديد من الممارسات القمعية التي تعرض لها الكرد الفيليين على
يد النظام الصدامي، حيث ذكر منها التهجير القسري والتغييب للشباب الكرد
والسجن والحرمان من الحقوق الاساسية واسقاط الجنسية العراقية عنهم
والتصفيات الجسدية وسرعة تنفيذ احكام الاعدام بعيدا عن القضاء العادل
ومصادرة الممتلكات والاموال واجراء التجارب الكيمياوية والجرثومية على
الكرد الفيليين وصولا الى جريمة تطليق الزوجات الكرد بالاكراه، مبينا أن
هذه الآلام والمحن لم تزيد الكرد الفيليين الا زيادة في العزيمة والاصرار
والتضحية وثباتا على الهوية والتزاما بالنهج الصحيح نهج المرجعية الدينية،
والتزاما بالمسار الذي وضعه الكرد لانفسهم ولم يحيدوا عنه طوال هذه العقود.
وعبر السيد
الحكيم عن أسفه من أن هذه الشريحة لم تمثل اليوم وبعد تسع سنوات من العراق
الجديد التمثيل العادل في التعيينات وفي المواقع الدنيا وصولا الى المواقع
المتقدمة في الحكومة والبرلمان والوزراء وما الى ذلك، معربا عن الامل
بتغيير هذا الواقع وانصاف هذه الشريحة المظلومة.
واضاف السيد
مراد: ان الكورد الفيليين يعانون في اطار العراق الجديد من الاقصاء
والتهميش و البيروقراطية الادارية ومكائد مديرية الاحوال المدنية السيئة
الصيت في الكرادة ببغداد، وقد استهدف الارهابيون مناطقهم في بغداد مرات
عديدة مما اسفر عن استشهاد المئات منهم وبشكل خاص الكسبة والفقراء في مناطق
مختلفة في بغداد .. وقد اكد السفير عادل مراد على ضرورة ان يعرف القادة
السياسيون الشباب الكرد في الاقليم وبغداد, حجم نضال وتضحيات الكرد
الفيليين في تشكيل حركة التحرر الكردية والديمقرطية منذ اربعينيات القرن
الماضي في بغداد وعلى العراقيين ان يتذكروا بان الكرد الفيليين هم الذين
قاوموا البعث الفاشي في 8 شباط 1963 وهم الذين رفدوا الحركة الديمقراطية في
العراق بآلاف الشهداء منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد اليوم ..
واضاف قائلا
:الكورد الفيليون تعرضوا لابشع تهجير في تأريخ العراق المعاصر في شتاء 1972
على يد ازلام صدام حسين وناظم كزار ,إذ هجر النظام اكثر من نصف مليون مواطن
عراقي من الكرد الفيليين الى الحدود الايرانية ,بعد نهب اموالهم وتمزيق
مستمسكاتهم وظل معظمهم سنوات عجاف في المخيمات كئيبة ..وفي يوم 7/4/1980 شن
الفاشست البعثيين حملة شرسة اخرى ضد الكرد الفيليين في العراق,فقاموا
باعتقال المئات من كبار تجار العراق من الكرد الفيليين صبيحة يوم 7/4/1980
بعد سلب محلاتهم واسواقهم ومعاملهم ومكاتبهم واملاكهم المنقولة وغير
المنقولة ووثاقهم العراقية ,وحجزوا الالاف من اولادهم وتم تصفيتهم لاحقا
عبر التجارب الكيمياوية والغازات السامة من قبل المقبور حسين كامل والتنسيق
مع المجرمين سعدون شاكر ومزبان خضر هادي وعزيز صالح النومان وطارق عزيز
واحمد حسين خضير السامرائي , بامر من صدام حسين,فتم تهجير ذويهم الى ايران
فأستشهد المئات من النساء والاطفال بعد اجبارهم للسير على حقول الالغام
المبعثرة على الحدود العراقية الايرانية. وقدرت لجان الصليب الاحمر الدولي
والهيئات الانسانية عدد المهجرين الكرد الفيليين بحوالي مليون انسان , اكثر
من نصفهم كانوا من النساء والاطفال والشيوخ .
وقال بان
ابادة اكثر من خمسة الاف شاب كردي فيلي عن طريق التجارب الكيمياوية في سجون
نقرة السلمان والتسفيرات والحاكمية والفضيلية وابو غريب والسجون السرية
التابعة للمخابرت العراقية خلال السنوات 1981 ولغاية 1985 ستبقى وصمة عار
في جبين الطغاة البعثيين الفاشست وحلفائهم وانصارهم الارهابيين الحاليين.
ان ما صدر
عن لسان المقبور صدام من كلمات بحق الكرد الفيليين في 26/2/1981 ونشرته
جريدة الثورة آنذاك عن صدام قوله (أجتثوا هذه الشريحة من ارض العراق لكي
لايدنسوا تربة العراق ولا يدنسوا هواء العراق ولايدنسوا دماء العراق عندما
تندمج دمائهم بدماء العراقيين بالتزاوج ....)
ان وضع نهاية لهذه التراجيدا الانسانية تقع على عاتق الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان ووزارة الهجرة والمهجرين في بغداد ووزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في اربيل ورئاسة الجمهورية ومجلس النواب العراقي ومنظمات المجتمع المدني في العراق .....
|