التجربة المرة للكورد الفيليين

 بقلم المحامي حسين عيدان

 

بعد سقوط نظام صدام في العراق يوم 9 نيسان 2003 استبشر العراقيون بهذا السقوط بصورة عامة ولكن كان لهذا السقوط عند الأكراد الفيلية العراقيون طعم خاص وكان بالنسبة لهم حلماً غالباً ما راود مخيلتهم ودغدغ أحاسيسهم بنشوة النصر على الجلاد نتيجة للظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له منذ تكوين الدولة العراقية في بداية العشرينيات من هذا القرن وخصوصاً فترة التطهير العراقي التي بدأت منذ عام 1968 ولغاية نيسان 2003 وهي فترة حكم حزب البعث وتعتبر هذه الفترة بحق هي الفترة المظلمة التي مر بها الأكراد الفيلية في العراق نتيجة التسفير القهري الذي تم خلال هذه الفترة ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة وتغيب الأبناء والأحبة في سجون ومعتقلات الطاغية ورمي الأطفال والنساء والشيوخ على الحدود خارج الوطن وسط حقول الألغام وفي عز الشتاء القارص بحجة التبعية ، فقد ظلم الطاغية صدام الشعب العراقي بصورة عامة ولكن ظلمة للأكراد الفيلية كان من نوع خاص حيث لم يشهد تاريخ البشرية مثيل لذلك وكان في منتهى الوحشية والهمجية لأنهم من القومية الكوردية أولاً ومن الطائفة الشيعية ثانياً وهو يكره الأكراد لأنهم أكراد ويكره الشيعة لأنهم من مذهب أهل البيت عليهم السلام لذلك كانت قسوة الانتقام لدى صدام لأن الصفتان قد جمعت في الكوردي الفيلي وهو يسكن أمام أنظار صدام في بغداد ، والآن وبعد رحيل صدام يوجد أغلبهم في ديار الغربة بعد أن فقدوا الأهل والأحبة والمال والبنون وكافة الاوراق الثبوتية التي تربطهم بالوطن الأم ، ووجودهم الآن بهذه الأعداد الكبيرة في ديار الغربة خير شاهد وخير دليل على جرائم صدام ضد الإنسانية ولكن الأغرب من ذلك عندما ذكروا أخوتنا داخل الوطن جرائم صدام عندما أرادوا تقديمه للمحاكمة فقد نسوا أو تناسوا جريمة ما يزيد على المليون كوردي فيلي مهجر ونسوا ولم يذكروا ما يزيد على الخمسة والعشرون ألف شاب من الأكراد الفيلية لا يزال مصيرهم مجهول بعد اعتقالهم من قبل أزلام صدام ، وكذلك تناسى أهلنا في داخل العراق عند تشكيل مجلس الحكم بعد سقوط صدام الأكراد الفيلية الذين يعيشون خارج الإقليم الكوردي في كوردستان العراق ، ولم يكن لهم ممثل في هذا المجلس حيث أن الأعضاء الخمسة الذين دخلوا المجلس كانوا جميعهم من داخل إقليم كوردستان ، وكذلك فعلوا عند تشكيل الوزارة العراقية الأولى من قبل مجلس الحكم والحاكم المدني للعراق برايمر فلم يكن في هذه الوزارة كوردي فيلي ، وعندما قلنا للأخوة بأنه من العدل والانصاف أن يكون هنالك كوردي فيلي حتى يستطيع الفيليون أن يقولوا بأن عهد صدام وعهد الظلم قد ولى إلى غير رجعة والدليل على ذلك أن الكوردي قد أصبح وزيراً في الدولة العراقية وبعد الآن لا يستطيع أحد أن يقول له أنت أجنبي ومن التبعية الإيرانية , ليرد عليهم الفيلي بأن أخي الكوردي الفيلي موجود في الحكومة العراقية , لأنه لايزال البعض من ضعيفي النفوس يقولون لأخوتنا في بغداد ووسط وجنوب العراق كلمة عجمي أو تبعية .

 قالوا لنا لماذا هذه التفرقة وأخوتكم من الأكراد في كردستان الذين يعتنقون مذهب أخوانكم السنة هم الذين يمثلونكم ويطالبون بحقوقكم ويجلسون بمكانكم في الحكومة العراقية وفي الجمعية الوطنية .. لنرد عليهم إذاً لماذا يوجد للعرب السنة من يمثلهم بالبرلمان والحكومة وكذلك التركمان والكلدان والآشوريين و.. و.. و.. ونحن فقط الذين يمثلنا أخواننا الأكراد من كوردستان وهم يعتقون المذهب السني قالوا لأنهم من نفس القومية ولو أنهم من مذهب أهل السنة ويسكنون منطقة كوردستان العراق وكل مطالبهم تنحصر في كوردستان وخير دليل على ذلك مطالبهم الأخيرة وعندما كان التفاوض بين قائمة الائتلاف وقائمة التحالف الكوردستاني فكانت مطاليبهم هي عودة مدينة كركوك التي لا نشك في هويتها الكوردية مهما طال الزمن يريدون عودتها إلى إقليم كوردستان قبل واهم من أي مطلب آخر للأكراد وبصورة عامة وكذلك طالبوا بحصة إقليم كوردستان من نفط العراق وعودة أخوتنا من المرحلين والنازحين إلى كركوك وإخراج الوافدين إلى كركوك في الوقت الحاضر إلى جانب مطلبهم الآخر بخصوص بقاء قوات البشمركة .