الكورد الفيليون بين الانتماء القومي والمذهبي

 

يحاول البعض تصوير الكورد الفيليون بانهم اناس يتأرجحون بين القومية الكوردية والمذهبية الشيعية.

وردا على هذا الرأي نقول ان الكورد الفيليون ليسوا شريحة طارئه على المجتمع العراقي انما هم ضمن المادة المكونة لهذاالمجتمع حيث يستطيع الكثير منهم اثبات وجوده قبل تاسيس الدولة العراقية بل وقبل هذا التأريخ  ولو تأملنا طبيعة المجتمع في العراق لوجدنا ان ظاهرة التنوع القومي والديني والمذهبي والفكري سمة غالبه لهذا المجتمع فهناك العرب المسلمون السنه الذين يسكنون المناطق الغربية من العراق وبعض المناطق الوسطى وهناك العرب الشيعة الذين يسكنون المنطقة الجنوبية ومنطقة الفرات الاوسط وبعض المناطق الوسطى وهناك الكورد المسلمون السنة الذين يسكنون كوردستان العراق وكذلك الحال بالنسبة للكورد الفيليون فهم كورد مسلمون غالبيتهم من الشيعة ومنهم مسلمون على المذهب السني مثل الجولك في السعدية وزنكنه في كفري وكلار والدلو في خانقين ومنهم العلي الهية (كاكائيه)  وعلى ما تقدم  تكون مناطق تركزالكرد الفيليون في  كردستان و وسط وجنوب العراق و يوجد التركمان السنة والتركمان الشيعة و يسكنون مناطق متفرقة من العراق وتأسيسا على ما تقدم نجد ان الكورد الفيليون شريحة لا تختلف في تركيبتها وطبيعتها عن باقي شرائح المجتمع العراقي اضف الى ذلك ان ما يسميه البعض تأرجحا هو توجهات طبيعية فكما نعرف ان هنالك من العراقيين من لديهم توجهات قومية و احزاب تتبنى الفكر القومي كمرجعية فنجد في داخل الحزب القومي الواحد عربا مسلمون سنة وشيعة ونجد احزابا تتبنى فكرا مذهبيا مستقلا وهناك قوميات متعددة تدخل في داخلها؛ وتجد احزابا تتخذ افكارا لا ترتبط بالقومية ولا بمذهب حيث يتالف في داخلها قوميات واديان ومذاهب متعددة وينطبق الحال على الكورد الفيليين فهم ينتمون للأحزاب القومية والدينية على حد يماثل باقي شرائح المجتمع العراقي .

ومن جانب اخر لقد اشترك الكورد الفيليون في بناء العراق في الماضي والحاضر وساهموا في تأسيس الاحزاب والحركات الوطنية الكبرى والتي لها باع طويل في النضال وكذلك ساهموا في بناء منظومة العراق الفكرية والعلمية وبناء على ما تقدم لا نجد مبررا لمن يقول بان الكورد الفيليين يتأرجحون بين القومية والمذهبية بدلالة ما عرضنا.

 لقد وجدنا بدافع المسؤلية تجاه هذه الشريحة ان نحرر مقالنا هذا لازالة اللبس الحاصل تجاه هذه الشريحة.

 

بقلم :- فراس جاسم موسى

 

9 -7 - 2005