الكورد الفيليون.. عزم قومي لاينضب
ان المؤتمر الخاص للكورد الفيليين الذي انعقد في اربيل وبرعاية رئيس اقليم كوردستان يعد مظهرا تاريخيا من مظاهر الديمقراطية الكوردستانية التي تزداد رسوخا عاما بعد عام فليس افضل وابدع من ان يصارح المرء قيادته ويكاشفها في المعاناة وهذا افضل بكثير من الصمت الذي قد ينتهزه ذوو المصالح في سوق السياسة والمناقشات المعقدة وقد قيل (صديقك من صدَقك لا من صدّقك).
ان حجم التضحيات والمعاناة الكبيرة التي عانى منها الفيليون وحجم المؤامرة التي كانت قد استهدفتهم هي اول اسباب عدم اكتمال انجاز كل متطلبات وحقوق الكورد الفيليين منذ سقوط النظام البائد وثاني هذه الاسباب ان من يقارن بين وضع الكورد الفيليين واشقائهم الكورد الذين يسكنون كوردستان سيجد حقا فرقا كبيرا بين الشريحتين والسبب في ذلك هو ان الشريحة الثانية تسكن كوردستان التي تحررت منذ خمسة عشر عاماً بينما الاشقاء الكورد الفيليون وزعتهم مأساتهم بين العراق وايران واقطار اخرى وسلبت منهم املاكهم وعقاراتهم ومساكنهم ومصادر رزقهم لابل حتى لعبت تلك الماساة دورا في ايذاء البنية الاجتماعية ووحدة العائلة الفيلية وكل هذا هو خارج كوردستان وموزع بين بغداد والمحافظات وايران والعالم وفي ظرف انتقالي سريع انشغلت القيادة الكوردية فيه كثيرا بضمان حقوق الكورد باسرهم دستوريا واقرار النظام الفدرالي.
ولقد كان وصف الرئيس مسعود البارزاني لحالة الكورد الفيليين وصفا بليغا عندما
اشار سيادته الى انهم (اول من ضحى واخر من استفاد) كما كانت لاشارته الوفية
الى دور الكورد الفيليين في دعم ثورة ايلول ماديا وان معظم المساعدات كانت
تاتي منهم ومثلما حصتهم في كرمهم الثوري كانت حصة الاسد فان حصتهم في
التضحيات ايضا كانت حصة الاسد.
اننا نتمنى ويجب ان نعمل سوية من اجل وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ والتفعيل
باسرع وقت وكذلك نامل ان يعقد المؤتمر الثاني في العام المقبل ليناقش مدى
التحقق الايجابي الذي حصل لابناء الشريحة الفيلية، هذه الشريحة التي اتسمت
بالاباء والبطولة وهي على خطوط التماس مع الد اعداء الكورد في النظم
المتعاقبة على دست الحكم في العراق. |