اعيدوا حقوقهم في ذكرى تهجيرهم القسري - قيس قره داغي

[12-04-2006]

للكورد الفيليين جذورفي العراق أعمق من جذورمعظم الدول والحكومات التي تشكلت على أرض العراق ، ولو بحثنا عن ثقافة تحمل العراقية الحقة فلا نجدها متكاملة ألا بين أبناء الكورد الفيلية ، أما تاريخ مأساة الفيلية فيبدأ مع بداية سيطرة الفكر الشوفيني العروبي على زمام الحكم في العراق بعد القضاء على وزارة الزعيم الركن عبدالكريم قاسم في شباط 1963 الاسود ، حيث أنهم وجدوا في الفيلية عقبة تقف في طريق ثبات أقدامهم على الارض العراقية ، فالفيلية يسكنون في عموم العراق ويتمركزون في قلبه ( بغداد ) وهم يسيطرون على الحركة التجارية فيه وناشطوهم ساهم وبفاعلية في تأسيس حزبين كبيرين في العراق أما الاول فهو الحزب الشيوعي العراقي وهو أقدم الاحزاب السياسية وأنشطها في العراق ، والثاني هو الحزب الديمقراطي الكوردسستاني وهو اقدم الاحزاب الكوردستانية وثم ساهموا في تشكيل الاتحاد الوطني الكوردستاني في اواسط السبعينات وهو من الاحزاب الكبيرة في العراق وسكرتيره يرأس العراق الفدرالي ودواليك مع الاحزاب والتيارات الوطنية الاخرى ، ولذلك تعرضت هذه الشريحة الاصيلة الى مآسي التنكيل والقتل الجماعي ( الجينوسايد ) والتهجير الجماعي والاستيلاء على ممتلاكاتهم بشكل وحشي ، وأجزم ان شرعية ما يحصل عليه الفيلي من قوته وماله وممتلكاته هي الاطهر نظرا الى استعانة الفرد الفيلي الى عرق جبينه ونشاطه التجاري وذكائه الفطري في التعامل وثقة الآخرين به ، ولا عجب من أن يكون احد اسباب تهجير الكورد الفيلية قبل ستة وعشرين سنة هو طمع جلاوزة البعث في ممتلكات الكورد الفيلية ، حيث تم تجريدهم من كل ما يملكون وحتى اوراقهم الثبوتية لكي يستولوا على كل ما يملكون من أموال منقولة وعقارات ودور ومساكن ، وربما لا يعرف البعض ان خير الله طلفاح خال الدكتاتور ومربيه قد وضع يده على اموال اليهود المهجرين منذ عام 1951 بمسرحية مضحكة ، إذ نشر اعلانا صغيرا في جريدة الجمهورية يوم كان محافظا لبغداد يدعو الى مزاد علني لممتلكات اليهود من عقارات وبساتين ( وطبعا معظمها في الاماكن الراقية في بغداد ) وقد تم نشر الاعلان بعد يوم من اجراء المزاد ليقوم بشراء جميع الممتلكات بنفسه وجعل سعر المتر الواحد منها ب ( خمسة فلوس ) فقط لا غيرها واصبح يملك كل ما بناه يهود بغداد طوال حياتهم بسعر وليمة مطعم ، وهكذا مع ممتلكات الكورد الفيلية حيث تم بيعها من يد الى أخرى عشرات المرات في غضون هذه السنين العجاف .
ونحن نستقبل هذه الذكرى الاليمة لا بد لنا ان نسأل الحكومة القائمة التي تتدعي انها حكومة عهد جديد في العراق مجموعة من الاسئلة منتظرين إجابات منهم مكتوبة ومعلنة :

- هل تم اعادة الجنسية العراقية الى الكورد الفيلية بعد أن حرمتها عليهم الحكومة السابقة والحكومات التي سبقتها ، أم ان الحكومة الحالية تتعاهد على المضي في تحريم الكورد الفيلية من حقوق المواطنة ! ؟

- هل خطت الحكومة الحالية خطوة نحو اعادة ممتلكات الكورد الفيلية وتعويضهم الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بهم جراء سياسة التهجير القسرية أم انها تنتظر ان تنتهي المعونات الدولية وتجف منابع البترول لتقول لهم( اعذرونا خزينة الدولة خاوية ) ! ؟

- هل فكرت الحكومة الحالية باعادة المهجرين الذين لا زالوا يعيشون في المخيمات الى الوطن أم ينتظرون ان تنسى الاجيال القادمة منهم وطنهم ولغتهم في المهجر الايراني ! ؟

- هل تملك وزارة المهجرين قوائم باسماء شهداء الكورد الفيلية ، وهل قامت بمنح ذويهم رواتب تقاعدية ، وهل فكرت باقامة نصب تذكاري لهم في احدى مناطق بغداد ( مثلا في عقد الاكراد أو العقاري أو حي جميلة أو الفضل أو ساحة النهضة ) ، وترى هل فكرت باطلاق اسم شهداء الكورد الفيلية على شارع فلسطين مثلا وقد بدأ التهجير منه !؟

- هل تفاجئنا هذه الحكومة بالتبرع بفضائية خاصة للكورد الفيلية ليتكلموا للعالم عن شؤونهم وشجونهم باللهجة اللورية الجميلة التي تنساب الى الاسماع كسمفونية موسيقية !؟

ننتظر ان نسمع صدى اسئلتنا وحبذا لو كانت الاجابة إجراءات على ارض الواقع .

تحية الى شهداء الكورد الفيلية الخالدين .