تربة المريخ وما تحويه من مواد كيماوية متعة للناظرين PUKmedia - موقع أميركا دوت غوف: 10/08/2008
تشكل اللزوجة والالتصاقية اللتان تتصف بها تربة المريخ والاكتشاف غير المؤكد بعد لمادة كيماوية تدعى البركلورات أو ملح حامض البركلوريك، التي توجد بشكلها الطبيعي على الأرض في أماكن مثل صحراء أتاكاما الباردة شديدة الجفاف في تشيلي، اكتشافين توصل إليهما مسبار وكالة ناسا فينكس ولم يكن العلماء يتوقعونهما. وما فتئ المسبار فينكس يدرس، منذ هبوطه على سهول المريخ الشمالية في 25 أيار/مايو، تربة الكوكب عن طريق مختبر الكيمياء الرطبة الموجود في محلل المجهرية والموصّليّة والكيمياء الكهربائية (المعروف باسم ميكا)؛ وعن طريق محلل الغاز الحراري والمنبعث (المدعو تيغا)؛ ومجهر؛ ومسبار موصلية؛ وآلات تصوير. وقال كبير العلماء المسؤولين عن فينكس، بيتر سميث، من جامعة أريزونا-توسون، خلال مؤتمر صحفي في 31 تموز/يوليو، "إن المريخ تكشف عن بعض المفاجآت. ونحن متحمسون لذلك لأن المفاجآت هي المكان الذي تنبثق منه الاكتشافات." وكان من المخطط له أن تستمر مهمة فينكس 90 يوماً، بحيث تنتهي في أواخر آب/أغسطس الحالي، ولكن وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أعلنت في 31 تموز/يوليو، أنها ستزيد الميزانية المرصودة للمهمة حوالى 2 مليون دولار، ليستمر فينكس في العمل حتى نهاية 30 أيلول/سبتمبر القادم. ويرأس سميث مهمة فينكس، في حين تتم إدارة المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا وتتخذ الشراكة المطورة له مقرها في شركة لوكهيد مارتن للطيران في جو الأرض والفضاء الأبعد منه في كولورادو. وقد ساهمت جهات أجنبية في المشروع هي وكالة الفضاء الكندية وجامعة نويشاتل السويسرية وجامعتا كوبنهاغن وآرهوس في الدانمارك ومعهد ماكس بلانك الألماني ومعهد الأرصاد الجوية الفنلندي. * مياه المريخ وتربته كان أحد الأمور التي توصل إليها فينكس ولم تشكل مفاجأة بالنسبة للعلماء هي تأكيد "تيغا"، وهو مجموعة من الأفران والمحللات التي تقوم بشم الأبخرة المنبعثة من مواد في عينة ما، في 31 تموز/يوليو، بأن هناك ماء على سطح المريخ. وكان العلماء قد شاهدوا دليلاً على وجود جليد مائي على الكوكب من المعلومات التي أرسلتها مركبة ناسا "أوديسي" التي حلقت في مدار حول المريخ وقامت برصده في العام 2002 ومن الكتل المختفية التي وثقت وجودها واختفاءها الصور التي التقطتها آلة تصوير فينكس في حزيران/يونيو. ولكن الفحص المختبري كان، كما قال كبير العلماء المسؤولين عن تيغا، وليام بوينتون الأستاذ في جامعة أريزونا، أول مرة تقوم بها آلات معقدة حديثة جداً بـ"لمس وتذوق" ماء المريخ. وقد أخذت تلك العينة من حفرة بعمق حوالى 51 ملمترا. وقد اصطدمت الذراع الآلية عندما وصلت إلى ذلك العمق لأول مرة، بطبقة صلبة من التربة المتجمدة. وفشت محاولتان لإيصال عينة من التربة المتجلدة في الأيام التي ظهرت فيها مادة جديدة عندما التصقت العينتان بالمغرفة. وظلت معظم مواد العينة التي تم فحصها معرضة للهواء لمدة يومين، مما أدى إلى تبخر بعض الماء الذي كان موجوداً في العينة وجعل معالجة التربة أسهل. ويحاول الفريق العلمي، إلى جانب إثبات صحة الاكتشاف الذي تم التوصل إليه عن طريق المركبة المدارية بوجود جليد مائي قرب سطح المريخ والعمل على تحليل تربة المريخ المتصفة بلزوجة وقابلية للالتصاق لم تكن متوقعة، معرفة ما إذا كان الجليد المائي يذوب في أي وقت من الأوقات بشكل كاف ليصبح متوفراً للكائنات الحية وما إذا كانت المواد الكيماوية المحتوية على الكربون وغيرها من المواد الخام للحياة موجودة على سطح كوكب المريخ. * ملح حامض البركلوريك؟ قام مختبر ميكا للكيمياء الرطبة خلال الشهر الماضي بتحليل عينتين وبإرسال نتائج توحي بأن أحد المقومات التي تشكل التربة ربما كانت ملح حامض البركلوريك (أو البركلورات). وينتظر العلماء المسؤولون عن فينكس الآن تأكيد آلة المحلل "تيغا" لوجود ملح حامض البركلوريك بعد التثبت منه. وملح حامض البركلوريك هو أيون، أي ذرة ذات شحنة كهربائية، يتألف من ذرة كلورين تحيط بها أربع ذرات أكسجين. ويمكن أن تكون مثل هذه المادة الكيميائية المؤكسدة سامة للكائنات الحية، إلا أن بعض الكائنات الحية المجهرية التي تعيش على كوكب الأرض تغذيها عمليات تلعب البركلورات دوراً فيها كما تقوم بعض النباتات بتركيز المادة. وأوضح أحد العلماء المسؤولين عن فينكس، صامويل كونافس من جامعة تَفت في مساتشوستس، خلال مؤتمر صحفي عقدته ناسا في 5 آب/أغسطس، أن النتيجة المحتملة "لا تشير إلى أي أمر سيكون مناهضاً لوجود الحياة بنفس قدر مناهضة حمض الكبريتيك أو الكلورين أو شيء مهلك حقاً لمعظم الكائنات الحية. إنه مادة كيماوية غير خطرة بالنسبة لمعظم الكائنات الحية." ويدرس مختبر الكيمياء الرطبة المواد الكيماوية القابلة للذوبان في التربة من خلال مزج عينة من التربة مع محلول يشكل الماء قاعدته ويحتوي على عدة مواد كيماوية جُلبت من كوكب الأرض. ويحتوي السطح الداخلي لكأس كل خلية على 26 جهاز استشعار أو إحساس تقدم المعلومات عن حموضة وقلوية وتركّز عناصر مثل الكلوريد أو البركلورات. ويستطيع الكأس أيضاً اكتشاف وجود تركزات من المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، التي تشكل أملاحاً تذوب في الماء. كما يعكف فريق علماء فينكس على العمل في سبيل التأكد من أن البيانات التي تثبت وجود ملح حامض البركلوريك لم تعثر علهيا من مصادر أرضية من المركبة الفضائية. وقال سميث: "هذا جزء مهم في الأحجية أثناء محاولتنا معرفة ما إذا كانت هناك ظروف صالحة لعيش الميكروبات على المريخ. وهو بحد ذاته، ليس جيداً أو سيئاً بالنسبة للحياة." |