الكرد الفيلية حقائق و مواقف ...الحلقة الأولى
Jan 3, 2005
بقلم: ضياء السورملي
Kadhem@hotmail.com
تساؤلات كثيرة تدور في أذهان الكثيرين حول هذا الجنس من البشر الذين يسمون
الأكراد الفيلية ويحلو للبعض أن يسميهم بالمسفرين ، التبعية الأيرانية ، عربه
كان ، السوقية ، العجم ، الكرود ، ويقول الشاعر المرحوم الملا عباس الملا
ابراهيم من مدينة الكوت والذي توفي في مدينة ايلام الكردية في ايران
سفرونه سفرونه و عل الحدود خلونه
لا احنه عرب حسبونه ولا احنه عجم سمونه
جوه الخيم خلونه و لجيرفت و جهرم ودونه
لا خبز و لا مال و عن الأهل بعدونه
و ترجع مشكلة الكرد الفيليين الى زمن تشكيل الدولة العراقية في بداية القرن
العشرين ، و تعاقب الحكومات ذات النزعات الطائفية و العنصرية على حكم العراق
ان تعقيدات تركيبة تنوع الجنس البشري في العراق بسبب التعدد العرقي و الديني
و الأجتماعي و الجغرافي لم تستغل لتلعب دورا فاعلا وايجابيا في نهضته بل على
العكس من ذلك كانت موضع نقمة لجميع هذه الطوائف التي عاشت في هذا الأقليم
الجغرافي ولعل هذا كان سببا رئيسا في تخلف المجتمع العراقي وعدم نهضته بسبب
عدم فهم تركيبته السكانيه و عدم الأستفادة من هذه الميزة ذات الحدين .
كما ان تنوع مصادر الثروة والمياه والبترول هي الأخرى صارت مصدر نقمة وليست
مصدر نعمة بسبب الجهل والتخلف و سوء ادارة الثروة من قبل الحكومات المتعاقبة
على السلطة في العراق الحديث . ولقد تعددت مسميات الأقليم الجغرافي للعراق
نتيجة لتلك الثروات مثل تسمية بلاد الرافدين ، الهلال الخصيب ، بلاد ما بين
النهرين ، كما ان اختلاف الثقافات وتباينها على فترات متباينة شكل حضارات
متنوعة مثل حضارة سومر ، حضارة بابل . حضارة الأشوريين و غيرها .
ومثلما تشكلت حضارات على مر العصور فقد مر العراق بعصور مظلمة ونكسات نتيجة
لحكم سفاحين و مجرمين من امثال أبو العباس السفاح الذي كان ياكل طعامه بطبق
على أشلاء ضحاياه وكذلك الحجاج بن يوسف الثقفي الى خاتمة السفاحين بطل
المقابر الجماعية المجرم صدام حسين
كما شهد العراق مصرع سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) هو وصحبه وتم
قطع روؤسهم وتعليقها على الرماح و هذا مايحدث اليوم لأحفاد الحسين و ابناء
العراق بنفس طريقة القتل أو بطرق أبشع منها وهنا نستدل على وجود صنف من البشر
ذو النزعة العدوانية وهو الصنف الأكثر رذيلة من بين صنوف البشر .
وما حدث للكرد الفيليين في العراق يدلك على فعلة كارثية بشعة في أهدافها وفي
تنفيذها ، ترحيل جماعي و قسري لأكثر من ربع مليون شخص من الأطفال و النساء و
الشيوخ وفصل الأبناء من الذكور عن عوائلهم ليتم قتلهم بشكل جماعي و طمس معالم
تلك الأبادة الجماعية التي جرت وإخفاء آثار قتلهم لأكثر من عقدين من الزمن
يتحمل وزر هذه المجزرة أطراف عديدة ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر ، ساهمت
بصمتها أو ساهمت بعدم ردة فعلها أو ساهمت بتبرير هذه الجريمة لمنفذيها ومن
الجهة الأخرى يتحمل وزر هذا الفعل الشنيع و غير الأخلاقي منفذوا هذه الجريمة
ممن أصدر الأوامر بترحيلهم و الأوامر بقتلهم ومن نفذ تلك الأوامر وكل من ساهم
بسرقة ممتلكاتهم المنقولة منها وغير المنقولة .
لقد تلطخت أيدي الكثيرين بهذه الجريمة النكراء ، عراقيين و ايرانيين ، عربا و
كردا ، سنة و شيعة ، أحزابا و أفرادا ، شخصيات وعلماء ، رجال دين و ملحدين ،
أفاضل و اراذل ، كل يساهم من موقعه بشكل مباشر أو غير مباشر ، صامتا أو
مشاركا ليسجل هذا الحدث الشنيع بحروف من العار والشنار في الصفحات المظلمة من
تأريخ العراق الحديث .
ولكي ننصف من وقفوا مع مأساة شريحتنا ، نقول وقفت قوى خيرة كثيرة مساندة و
داعمة له في محنته أثناء و بعد حملات التهجير القسرية ، ولكن قوى الظلام كانت
أقوى في غيها و في ظلمها لأبناء أمتنا فحدث ما حدث .
ولتحديد المسؤلية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء بشكل أساسي فان المسؤلية
الرئيسة تقع على رموز النظام العراقي الحاكم برئاسة المجرم احمد حسن البكر و
طاقم حكومته ومن ضمنهم الوزراء الأكراد والوزراء الشيوعيون و الأحزاب التي
كانوا يمثلونها في الحكومة العفلقية . وأجهزة الأمن والمخابرات والأستخبارات
العسكرية وتنظيمات حزب البعث العفلقي الفاشستي الهمجي .
ونريد ان نذكر بالدور الجبان للقادة الاكراد في ذلك الوقت ودورهم المتخاذل
اما بسبب عدم استيعابهم للدور النضالي للكرد الفيليين في الحياة السياسية في
العراق او بسبب ضيق افاقهم و قصرالنظر في حساباتهم لما يدور حولهم من
التطورات السياسية . ففي تلك الفترة كان جلال الطالباني مرتميا في أحضان صدام
حسين و مستشاره الشخصي للشؤن الكردية وكان الطالباني من القادة المتمردين على
قيادة الزعيم الكردي الراحل مصطفى البارزاني ، وفي بداية السبعينات كان الحزب
الديمقراطي الكردستاني متفقا مع السلطة العراقية البعثية باتفاقية أذار
المشؤومة التي كانت الغطاء السياسي لعملية الترحيل القسري العنصري للكرد
الفيليين ومن ثم الأبادة الجماعية لأبنائهم .
ان النظرة الأستعلائية للقيادات الكردية الحالية المتسلطة على دفة الأمور في
كردستان وغفلتها واهمالها للكرد الفيليين مقارنة باخوانهم البارزانيين و
أكراد سوران وباهدينان سنجد ان التمييز و التفرقة في التعامل واضحا و بشكل
كبير بحيث يشعر الكرد الفيليين بانهم يعاملون و كانهم ليسوا أكرادا ، أو انهم
ليسوا عراقيين وان رفع الغبن والحيف عنهم اصبح بمثابة مكرمة من مكارم مسعود و
جلال والتي تذكرنا بمكارم توزيع البيض التي كان يتكرم بها الطاغية صدام
التكريتي على الشعب العراقي المغلوب على امره .
Back |