الكرد الفيلية حقائق و مواقف ...الحلقة الثانية
Jan 4, 2005
بقلم: ضياء السورملي
Kadhem@hotmail.com
ان
ما حدث في كردستان من مجازر أثناء و بعد ترحيل الكرد الفيليين وبالتحديد قصف
مدينة قلعة دزة بقنابل النابالم في آذار سنة 1974 و مدن كردية اخرى مثل بيارة
وتويله وحاج عمران ، ثم الأبادة الجماعية و تدمير القرى الكردية خلال حملات
الأنفال السيئة الصيت و كذلك القصف البربري لمدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية
ومقتل الآف الأكراد في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ، كل هذا حدث نتيجة
لضعف القيادات الكردية و تخلفها وعشائرية تركيبتها واحتراب فصائلها المسلحة .
أضف الى ذلك اشتراك فصائل كردية مسلحة وباعداد هائلة من فرسان صلاح الدين أو
من يسميهم الأكراد بالجحوش مع الجانب المعادي للثورة الكردية نتيجة للممارسات
الخاطئة التي وقعت فيها القيادات الكردية والأحزاب التي كانوا يقودونها
والمصالح الفردية الضيقة والصراع على مراكز السلطة والنفوذ .
الغريب في يومنا هذا ان الكثير من قيادات تلك الفصائل المعادية للشعب الكردي
وللقوى المناضلة ومن يسمون بالمستشارين في زمن حكم الطاغية صدام حسين أصبحوا
اليوم مناضلين و قادة في صفوف الأحزاب الكردية المتنفذة والحاكمة في كردستان
وقسم كبير من هذا النفر النكرة والذي وقف ضد الأكراد بل وشارك في حملات
الأنفال يتم ادراج اسماءهم ضمن القوائم الانتخابية الكردية !!
من اهم أسباب انهيارالحركة الكردية المسلحة بعد اتفاقية الجزائر التآمرية بين
الحكومة العراقية و بين الحكومة الأيرانية هو فقدان العمق الأستراتيجي الذي
كان يشكله الكرد الفيليين للحركة الكردية في مناطق عديدة في المحافظات الوسطى
والجنوبية من دعم مادي و معنوي فقدته الحركة الكردية نتيجة لترحيل الفيليين
القسري الذي مورس ضدهم وعدم دعم ومساندة القيادات الكردية لهم في زمن الترحيل
وبذلك استطاع النظام الحاكم ان ينهي الحركة المسلحة و لو لفترة محدودة بعد
اتفاقية الجزائر وفرار القيادات الكردية الى خارح العراق تاركة ورائها الجموع
الهائلة من البشمركة في حسرة وحيرة من أمرها لتستسلم وتلقي باسلحتها مشدوهة
من هول الصدمة .
ونتيجة لأنهيار الحركة الكردية المسلحة وهروب قادتها ، أصبح الكرد الفيليين
تحت نقمة النظامين القمعيين في العراق وايران بقيادة صدام حسين وشاه ايران ،
وبقي الفيليون طي النسيان لأكثر من عقدين من الزمن ولم يدافع عنهم أحد ، وفي
ظل تلك الظروف القسرية والصعبة مارس النظام البعثي أبشع جريمة في تأريخ الأمة
العربية بقتله لجميع المسجونين من ابناء جاليتنا الأعزاء وإعدم الالاف من
خيرة الشباب من دون ان تذكرهم او يتذكرهم اي مسؤول كردي او مسؤول عربي أو
امام شيعي أو داعية سني ، صمت السادة و الشيوخ ولم يفت أي من آيات الله
السابقين بفتاواهم أو الآيات العظام من الذين يكثر الحديث عنهم هذه الأيام
رغم ان الفيليين من أتباع المذهب الجعفري ولم تدافع عنهم المنظمات الأنسانية
أو المنظمات الخيرية .
ربما يبرر البعض ما حدث للكرد الفيليين من مصائب و يختلق المبررات والأسباب
المؤدية لذلك ولكن الجريمة ستظل وصمة عار على جباه مرتكبيها ، يردد البعض بان
صدام قد كان عادلا في ظلمه ونقول لهولاء أبقوا صامتين افضل لكم فلا يعقل ان
يجتمع الظلم والعدل بمكان واحد وحتى توزيع النظام العفلقي للظلم لم يكن عادلا
بل كان ظلم الكرد الفيلية أكبر و أعتى و أقسى كما قال ذلك المناضل عدنان رضا
الذي قضى اكثر من عقد من الزمن من عمره في زنزانات النظام البعثي .
تشهد الساحة العراقية في هذه الأيام تشكيل تنظيمات وأحزاب متعددة و هي ظاهرة
صحية وديمقراطية ولا اعتراض لنا عليها ، ولكن ننبه فقط ونعترض على تشكيل
واجهات كارتونية مزيفة لأحزاب تريد المتاجرة بمأساة قضيتنا وباسم الفيلية
مثلما كان يفعل النظام المقبور ، رافعة شعارات اسلامية تارة ويافطات شيعية
تارة اخرى ونحن لا نزال نذكر شعاراتهم المنافقة في ايران وكيف انقلبت عند
وصولهم لكراسي الحكم والسلطة في بغداد ، سيلاحقهم أبناء شعبنا ويعري ما
يحملون من افكار عتيقه ويفضحون سرقاتهم واستهتارهم بارواح شهداءنا باسم
الأسلام او باسم الشيعة فالاسلام والشيعة منهم براء . لن نعترف باي حزب
اسلامي او غير اسلامي كردي او عربي اذا لم يصدر فتاوى وتعليمات وارشادات
بوجوب ارجاع ممتلكات الفيليين المصادرة والمسروقة وبدون اي قيد او شرط . علما
بان هذا من صميم واجبات الحكومة العراقية
ان ممتلكات الفيلية غير خاضعة للأجتهاد من اي جهة ، يجب ان تعاد الممتلكات
اولا وفق صيغ و ضوابط قانونية واضحة ثم يصار الى حل النزاعات لاحقا بين
المستحوذين على الممتلكات من بائعين ومستأجرين يصنفهم القانون بالمشتركين في
الجريمة ، كما نطالب بالتعويض عن الضرر الذي لحق بمن سلبت ممتلكاتهم جراء
الفعل الأجرامي . باختصار يتخلى من يسكن عقارا تعود ملكيته للكرد الفليين و
تسلم لمالكيها ثم يصار لحل النزاعات بين الأطراف التي سكنت العقار بدون وجه
حق استنادا الى القوانين .
Back |