الكرد الفيلية حقائق و مواقف (الحلقة
الرابعه)
Jan 9, 2005
بقلم: ضياء السورملي ـ لندن
Kadhem@hotmail.com
يطلق المتزمتون من زعماء الأمة العربية في العراق ومناصريهم موضوعة العراق الموحد
الأوحد ، وعندما تشتد حماستهم يقولون العراق العربي الموحد الأوحد من الشمال الى
الجنوب ، وعندما يزيد استرخائهم في حضرة الملوك والرؤساء العرب يتمطط الشعار ليصبح
العراق العربي الموحد الأوحد وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية المجيدة ، ثم يعقب ذلك
ما يترتب على ذلك من تبعات مثل العلم العراقي و شعار الجمهورية العراقية والخطوط
الحمراء التي لا يمكن تجاوزها وهذه الخطوط الحمراء صاروا يستخدموها لأسكات من
يريدون اسكاته بها
وحتى لا نكون ضحية لأرهاب هذه الجماعة الجاهلة و المتخلفة عن فهم المعاعيير الوطنية
و المبادئ الديمقراطية وحتى لا نمارس نحن نفس ممارساتهم ولا نكن ضحية للممارسات
الدكتاتورية المقيتة و تسلط الجهلة وتحكم الشوفينيين بنا و بأمور بلادنا علينا ان
نرفض فكرة هذا الشعار المتخلف أولا ونبدأ بفرض اسس ليست بجديدة ولكننا ابتعدنا عنها
كثيرا ، أسس مبنية على مبادئ القانون الدولي ومبدأ حق تقرير المصير للشعوب
والأحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى
العراق وكما هو معروف للجميع يتكون من قوميات متعددة من العرب والأكراد والتركمان
والكلدان والأشوريين ومن رجال ومن نساء وغيرهم من أجانب لهم نفس الحقوق التي لنا
كفصيل من البشر وهم ليسوا موحدين توحيدا أوحدا
والعراق يتكون من أديان ومعتقدات متعددة منها الدين الأسلامي و الدين المسيحي
والدين الصابئي المندائي و الدين اليهودي ومعتقدي البهائية و الكاكائية و أيضا
معتقدي الديانة البوذية والهندوسية من الجاليات التي تعمل في العراق و يوجد من ليس
له معتقد ، والأكراد منهم أكراد سوران و باهدينان و هورمان واللور الفيليين ،
وهؤلاء كلهم ليسوا موحدين توحيدا أوحدا
في العراق مسلمون ينقسمون الى سنة وشيعة والسنة منهم ينقسمون الى حنبلي وشافعي
ومالكي وفيهم المعتدل فكريا وعقليا وفيهم المتشدد والمتزمت وفيهم من السلفيين من لا
يرضيه العجب ولا الصيام في رجب أما الشيعة فلا يوحدهم موحد لأنهم يعتمدون مبدأ
الأجتهاد ويقلدون مرجعياتهم الدينية التي لأيعدها عداد ولا يحصيها احصاء
ونفس الشئ ينطبق على المسيحيين كاثوليك و بروتستانت أو من أتباع الكنائس المتنوعة
الشرقية والغربية
وهؤلاء جميعا ليسوا موحدين توحيدا أوحدا
والأمثلة كثيرة على أن العراقيين غير موحدين ، عدم التوحد لايفسد من الأمر شيئا لو
حكمنا عقولنا وتوحدنا في أن نعطي لكل حق حقه وهذا لا يتم من دون ان يتنازل كل فريق
من الفرقاء عن جزء من زعامته و جبروته وتسلطه و يتعلم الأستماع الجيد للاخرين قبل
اصدار الفتاوى وقبل تحريم الحلال و الطيبات وقطع الرؤوس من أعناقها
سنقسم العراق الموحد توحيدا أوحدا الى كل مكوناته التي ذكرنا جزءا يسيرا منها ونحصي
كل مفردات تكوينه ثم نتفق دستوريا ونتفق فكريا ونتفق منطقيا حول ادارة كل الأجزاء
في تركيبتنا الفكرية و الجغرافية والعرقية و الدينية ، اذا نجحنا في لم الأجزاء
المفككة سنقول نحن متفقون على الأتحاد الأختياري فيما بيننا ، ومتى فشلنا مثلما نحن
عليه الان فلن ينفع الزعيق ولا النهيق ولا التهديد ولا الوعيد لسبب بسيط هو اننا
مختلفون بكل شئ ، واذا قررنا خيار القوة فاستعدوا يا أهلنا للحرب أو شدوا الرحال
الى أصقاع و أراضي بلدان اخرى و أطلبوا اللجوء هناك مرة اخرى ، أسلم لكم وأضمن من
العراق العربي الموحد الأوحد وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية المجيدة
ومن الروايات الكرديه الفيلية يحكى ان ملك الغابة الأسد الضرغام الهمام في احدى
غابات الطبيعة قد هرم وشاخ وبان عليه التعب فقرر قبل ان يموت ان يولي خلافة الغابه
لأبنه الشبل وأوصاه وصيته الشهيرة أن يأخذ حذره من بني البشر ولم ينتبه مولانا
الأسد في ذلك الوقت الى جنس بني البشر هل هم من العرب السنة او من العرب الشيعه أم
هم من الأكراد ، مرت الأيام والشهور والسنون واصبح الشبل أسدا مستأسدا حتى صادف
حطابا في الغابة فسأله من أنت فرد عليه انا حطاب أعمل طلبا للرزق في هذه الغابة ،
تذكر الأسد وصية والده فسأل الحطاب وهل انت من بني البشر فرد عليه الحطاب نعم يا
مولانا الأسد ، ضحك الأسد مندهشا لوصية والده وسأل الحطاب عن أسمه فقال الحطاب أسمي
فصوع وانا من البشر ، كان الحطاب نحيلا أصفر الوجه مرتعدا من أسئله ملك الغابة له ،
فقال للأسد لماذا تسالني كل هذه الأسئلة هل هناك مشكلة ، فقال له الأسد أنا لا أفهم
لماذا أوصاني والدي ان أحذر من بني البشر ، قال له الحطاب لقد صدق والدك لأن بني
البشر أقوى وأدهى منكم يا ملك الغابة
أنزعج ملك الغابة من هذا الكلام وطلب من الحطاب منازلته للقتال ، رفض الحطاب القتال
بحجة ان قوته في البيت وطلب من الأسد ان ياذن له بالذهاب الى البيت لياتي بقوته
وطلب ان يشد وثاقه لكي لا يهرب الأسد عندما ياتي الحطاب بقوته ، وافق الأسد على
شروط الحطاب ، وما ان انتهى فصوع الحطاب من شد وثاق الأسد بشكل محكم وأخذ نفسا
عميقا حتى مسك بغصن شجرة وهجم على الأسد بكل ما يملك من قوة و بأس الى أن سالت دماء
الأسد من كل مكان في جسده وبعد ذلك تركه وذهب لسبيل حاله ، لم يمر وقت طويل حتى خرج
جرذ صغير من جحره وأقترب من مولاه الأسد خائفا فقال للأسد ماذا حدث لك يا مولاي ،
رد عليه الأسد منكسرا لقد شدني بالحبل فصوع من بني البشر ، فقال له الجرذ سأحل
وثاقك يا مولاي ، تعجب الأسد من قول الجرذ كيف سيحل وثاقه و هو القوي لا يستطع ذلك
، وفيما هو يفكر قرض الجرذ الحبال وفك أسر الأسد فشكره على ما فعل و قال له ماهو
اسمك ايها الجرذ فقال انا جربوع
فكر الأسد كثيرا وقرر ترك وهجر هذه الغابة اللعينة التي يشد فيها فصوع ويحلحل فيها
جربوع
أيها الكرد الفيليون هل سيشد وثاقنا مرة أخرى فصوع من بني العراق الموحد الأوحد
والجزء الذي لا يتجزأ من الأمة العربية المجيدة وهل سننتظر ان يحلحل وثاقنا جرذ
جربوع من بني وطني العراق الموحد الأوحد والجزء الذي لا يتجزأ من الأمة العربية
المجيدة
Back |