الكرد الفيلية حقائق و مواقف ...الحلقة الخامسة

Jan 15, 2005
بقلم: ضياء السورملي ـ لندن
Kadhem@hotmail.com

الأنتخابات في العراق سيحسم امرها الزمن القليل المتبقي من الأيام ، وقبل ان اوضح دورنا ومشاركتنا واي قائمة سننتخب ، لا بد من استعراض الأنتخابات في بلدنا وكيفية وآلية الأنتخاب السائدة فيها

منذ قيام الجمهورية في العراق في تموز سنة 1958 ورئاسة العراق بقيادة المغفور له الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ومن ثم الأطاحة به بانقلاب دموي ولمحدودية فترة الحكم وقصرها لم تحصل انتخابات في تلك الفترة ، لست هنا بصدد الدفاع لماذا لم تحصل انتخابات ولكن التاريخ يشهد بناء المؤسسات والهيئات الدستورية والقرارات التي كانت تصدر انذاك ، اعقب ذلك حكم الأخوين الرئيس عبد السلام عارف والرئيس عبد الرحمن عارف ، ولم تحصل انتخابات ولم يتم تنصيبهما عن طريق الأنتخابات ايضا ،

بعد هذه المرحلة بدات الحقبة المظلمة من تاريخ العراق الحديث عندما تسلم الحزب الفاشي العفلقي السلطة بما يسمونه الأنقلاب الأبيض وكما يتباهى به أحد زعماء اليوم وأحد مرشحي القوائم الأنتخابية في مسلسل الأيام الطويلة ـ الجزء الثاني !!! ، وقد تحول هذا الأنقلاب فيما بعد الى حكم المقابر البشرية ، في هذه المرحلة حدثت انتخابات عديدة و الشهادة لله ، انتخابات كلما جرت يكون مرشحها واحد موحد أوحد منزل لا منازل له ولا منافس ، يفوز بالأنتخابات بجميع الأصوات ما عدا صوته لأنه يخجل من التصويت لنفسه وعلاوة على ذلك فان العراقيين يفدون ارواحهم له بالدم في سبيله ويخطون آيات القران الكريم بدمهم شهادات للولاء والطاعة والمبايعة له ، لم يحتج أي رجل دين لا من السنة ولا من الشيعة في العراق وبقي الأزهر حائرا كيف يفتي بهذا الأمر وأقصد كتابة آيات القران الكريم بالدم .

لا يهم ان يبق رئيسنا في الحكم طول العمر لأن كل الحكام العرب هم على نفس الشاكلة ونشكر الله ان ليس لدينا نحن الأكراد دولة ولا حكام حتى يعـيٌروننا بها وبعدم نزاهتها و بعدم شرعيتها وبقاء حكامها الى أبد الآبدين .

حدثت انتخابات ديموقراطية تاريخية في كردستان تسببت بتقسيم كردستان الجنوبية الى اقليمين يحكمهما زعيمين وبرلمانين وحكومتين ونشبت معارك طاحنة بين الطرفين المتصارعين على النفوذ الى ان تم الأتفاق على المناصفة متجاوزين نتائج الأنتخابات بجهود الشخصيات الكردية الخيرة ، كانت الأنتخابات تجري باشراف ومباركة العديد من المنظمات والدول الأوربية الصديقة والتي كانت تدرك وتريد الخير للشعب الكردي المظلوم
بعد المآسي التي حلت به في زمن الطاغية صدام حسين وزمرته الفاشية .

بعد سقوط الصنم واختفاء الصحاف البوق الأعلامي للنظام العفلقي ، انتبهت الأحزاب الكردية في كرستان الى ضرورة توحيد الصفوف والأتحاد في مواقفهم لمواجهه التحالفات المضاده من القوى الأخرى التي لهم علاقة جيدة معهم او القوى التي لها توجهات قومية عربية وحدوية لا تطيق سماع اسم الأكراد ، فتم توحيد الأراء والقرارات وهي بادرة خيرة ونظرة واعية وحكيمة للأمور .

ييقى الأكراد ينظرون بعين الحيطة والحذر لما يجري حولهم ، لأن الزمن والأحداث علمتهم تجارب كثيرة ولقنتم دروسا قاسية وعلمتهم بان يحذروا غدر الأخرين ،

بقي موقف الأحزاب الكردية مترددا حيال الجالية الكردية الفيلية ، وبقيت مواقفها من الأكراد الفيلية لا تتعدى المجاملات الكلامية و لقاءات يحاول من خلالها افراد من ابناء جاليتنا ايصال أفكارهم ومطالييهم اليها بحكم قوة القرار والأمكانيات المادية والدعم المقدم لهم ، كانت هذه الأحزاب تفترض وجود بضعة من المناضلين الفيليين بين صفوفها وضمن قيادتها هو كل ما يصبوا اليه الفيليون .
لم نسمع عن اي مسؤول كردي بارز قد زار أهلنا في معسكرات الذل السيئة الصيت (أوردوكاه ) جيرفت وجهرم وهمدان و غيرها من المدن الأيرانية ، ولم نسمع ان تفاوض كردي واحد على مدى خمسة وثلاثين عاما حول اوضاعنا مع الحكومة الأيرانية رغم العلاقة الجيدة التي تربطهم مع الزعامات الكردية ، لم تجمع لهم التبرعات ولم يتذكرهم احد ،
انتبه الفيليون الى وضعهم هذا وبدأت تشكل تنظيمات اقليمية تأخذ الصبغة الخيرية والأجتماعية والأكاديمية وبدات تكبر وتنمو مع تفاعل الأحداث وانهيار النظام الحاكم في العراق . تشكلت جمعيات في السويد و في المانيا وفي اميركا وهولنده وبريطانيا ، كانت مؤسسة الكرد الفيليين الخيرية في لندن وقبلها جمعية الكرد الفيليين قد وضعت اللبنة الأساسية للعمل التنظيمي المبرمج بمشاركة نخبة من المناضلين الفيليين ، استطاعوا ان يثبتوا اقدامهم على الساحة السياسية واقاموا العديد من التجمعات المهمة والتي اقلقت النظام الحاكم قبل سقوطه ، ثم انبثق المجلس العام للكرد الفيليين ليعمل على لم شمل جميع المنظمات و التجمعات للكرد الفيليين ، ثم تم الأعلان عن تشكيل منظمة الكرد الفيليين الأحرار لتحل محل مؤسسة الكرد الفيليين الخيرية في لندن التي تم الأعلان مع الأسف عن توقفها وحلها بحجة العمل السياسي في داخل العراق ، وفي هذه الأيام تشكلت احزاب اسلامية للكورد الفيليين لا تزال في طور التشكيل وتبحث لها عن مناصرين بعد ان ايقنوا أن لا مجال لهم ضمن الأحزاب الشيعية .

لم تحض هذه المؤسسات و التنظيمات الفيلية اي دعم مادي يذكر بل على العكس من ذلك فان تبرعات كانت تجمع من منتسبي هذه المؤسسات وتم ارسالها الى اهلنا الذين ابعدتهم ايران في رحلة معاكسة ليعيشوا اوضاعا مزرية من دون اية رعاية تذكر من اي جهة في مناطق لا تصلح لسكن البشر في كردستان لعدم توفر اية مستلزمات للمعيشة فيها ، ونحتفظ باشرطة فديو توثق ما ندعيه لكل من يريد الأطلاع عليها ،

من المؤسف ان نقول ان الأحزاب الكردية لم تول اهتمامها لجاليتنا المكافحة المناضلة من اجل حياة أفضل والتي كانت الظهير القوي ولا تزال لشعبنا الكردي المكافح ،
تشكلت قائمة التحالف الكردستاني من تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني و حزب الأتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الشيوعي الكردستاني و حزب التجمع الأسلامي وتحالف الكلدواشوريين وعدد آخر من الأحزاب الصغيرة ، الملفت في هذه القائمة هو التجاهل التام لحقوق الكرد الفيليين في البرنامج الأنتخابي ، ورغم وجود عدد من المرشحين من الكرد الفيليين من ضمن اعضاء القائمة ، فان عددهم لا يمثل التمثيل المناسب لجاليتنا وكذلك مع احترامنا لكل المرشحين فان تمثيلهم لا يكون الا للأحزاب المنظوين تحت لواءها ، مثلما كان الوزراء الأكراد في زمن النظام لا يمثلون الا انفسهم ولا يمثلون الشعب الكردي .

ومن الغريب ايضا ان القائمة تتضمن أكثر من عشرة عناصر وقفت ضد آمال وتطلعات وارادة شعبنا ، مما حدا بالفئة الثورية من الطلبة لأن تحتج وتقدم رسائل الى القيادات الكردية ، وفضحت جريدة هاولاتي التي تصدر باللغة الكردية هذا الأمر ونشرت اسماءهم و ادوارهم الخيانية تجاه شعبنا الصامد الصابر .

نامل وكلنا امل ان تعيد القيادات الكردية في نظرتها وتطلعها الى امال الجالية الكردية الفيلية حتى نجنبها حالة الدوران العشوائي وحتى نمنع القوى الطامعة باصواتنا الأنتخابية من نهش جسد امتنا وخصوصا من مناطقه الحساسة .

حتى تكون المبادرة من الأحزاب الكردية وحسن نيتها واضحه ، اقترح ان تحدد نسبة بعدد نفوس الكرد الفيليين في البرلمان الكردي ، ونسبة مثلها في البرلمان العراقي ، التفاوض الفعال مع كل الأطراف المعنية لرفع الحيف و الظلم عما لحق بجاليتنا من الحيف والظلم ورد الأعتبار المادي والمعنوي لهم

المجد و الخلود لشهداءنا من الكرد الفيليين
المجد و الخلود لشهداءنا في حلبجة والأنفال
المجد و الخلود لشهداءنا في الحركة التحررية الكردية
المجد و الخلود لشهداءنا في عموم العراق

 

 

Back