الدم الشيعي المستباح - ضياء السورملي


[16-03-2005]

تريد بعض الأقلام المسمومة ان تصور جريمة الحلة ، بانها جريمة من فعل الأكراد والسبب هو ان وزير الخارجية كردي او انه تخرج ودرس في الجامعات الأردنية متناسين ان المجرم الذي اجرم بحق الشرفاء والأبرياء من اهالي الحلة هو عربي اردني من اصول فلسطينية ومعروفة هويته ، وهو يتكلم العربية الفصحى ويلبس العقال العربي وكوفية ياسر عرفات ولم يكن كرديا ولا لابسا السروال الكردي ولا جمداني مسعود البارزاني ولا عرقجين الجواهري ، فما هو السبب الذي يجعل ربط هذه الجريمة بالكرد

يحاول البعض ان يجعل من الدم الشيعي مستباحا ويتخذه ذريعة للهجوم على الأكراد وكأن الكرد هم من أصدر الفتوى باستباحة الدم الشيعي ، متناسين الدم الكردي الشيعي الأحمر القاني اللون الذي هو نفس الدم الذي ارتوت منه ارض العراق ، ان دماء الكرد الفيليين هي دماء شيعية خضبت ارض وادي الرافدين في سجون الفضيلية ونقرة السلمان ودهاليز الأمن العامة والشريط الحدودي مع ايران ويرقد اكثر من عشرة آلاف كردي فيلي في مقابر جماعية ولا يعرف اهلهم متى جرى دمهم ليروي ارض الحرية التي هجروا منها ولم يكن اي منهم يحمل خنجرا مسموما وكان قسم منهم يدافع عن ارض الوطن في نفس الوقت الذي وضع النظام المقبور خنجره العروبي المسموم في خاصرة اهلهم وذويهم

لقد تنبأ احد الشعراء الكرد بان حلبجة ستذهب وتزور بغداد وقلت في قصيدتين نشرتهما بالعربية والأنكليزية ان حلبجة ترحب بالحلة وبينت فيها ان دماءنا ودمارنا وتشريدنا وقصف كربلاء ومنائر النجف وسجن ابي غريب واباحة الفلوجة من انصار الكفر وقتل الأبرياء لن يدم ولا بد من ان ينزل المطر وتبدأ الحياة

لايزال البعض متسلحا بمفاهيم اكثر قسوة من المفاهيم التي كان يستعملها البعثيين متحصنيين هذه المرة باسم الشيعة او قائمة الأئتلاف والتي هي خليط غير متجانس تسترت وراء عباءةالمرجع الشيعي المجاهد السيد السيستاني وهذا البعض الشيعة والسيد السيستاني منهم براء ، ولن تمض فترة طويلة حتى يركلهم الشعب باقدامه ويكشف زيفهم ونفاقهم وسرقاتهم ونهبهم للمال العام والوقف الشيعي وبناءهم وشراءهم للعمارات والممتلكات من المال الحرام في ارقى بقاع العالم

العيب فيكم ايها الشيعة ، سمموكم باللطم والبكاء واعطوكم السيوف لتطبروا روؤسكم والزناجيل لتضربوا ظهوركم وتمشون على الجمر ويوم امس علموا الناس ان تطبرن رؤوسهن ، انتم احرار فيما تعتقدون وتفعلون ولكن ان تبقوا خانعين عندما يهاجمكم العدو وتتهمون الكرد بدل المعتدي ومن اجرم بحق اهلنا واصدقاءنا في الحلة وغيرها من مدن العراق هنا نتوقف ونقول لكم انتم مغفلون ونائمون وغارقون وسيسحب الأعداء البساط من تحت اقدامكم وتندمون

كما يصر البعض بالولوج في المواقف المتناقضة ولا يميز بين احكام حرف الواو واحكام حرف أو عند ربطه لجملة من مقطعين فهو حين يتهم الكرد ويضع على لسانهم القول التالي
( لامفر من القبول بمطالبنا ودمكم مستباح ) ومستشهدا بكلام كاتب ومحلل اخر وما اكثرهم محللي هذا الزمان فهم يحللون الحرام ويحرمون الحلال ، والمقصود اما القبول بمطالب الأكراد او دم الشيعة سيكون مستباح وهنا يكون للجملة معنى ومنطق من الناحية اللفوية والقانونية ولو سلمنا بهذا القول وصحته ، اريد ان اسال صاحب هذه المقولة والمحلل العبقري متى فجر الأكراد انفسهم في شوارع العراق ومتى استعملوا السيارات المفخخة ومتى جاءوا وهجموا على المدن العربية في بغداد والناصرية والحلة والكوفة وكربلاء ، واذا سالتني وهل هجم العرب على الأكراد سيكون الجواب نعم في زمن العهد الملكي والعهد الجمهوري وفي زمن عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وفي زمن احمد حسن البكر وفي زمن صدام حسين وكلهم رؤساء عرب عراقيون والجرائم التي قاموا بها يندى لها جبين الأنسانية وجرائم بشعة وجرائم ابادة للجنس البشري

ويريد البعض من الكتاب ان يجعل من الواقع وربما الواقع الملموس او المعطيات المادية او المعنوية مادة اساسية لما يكتب وكان القارئ هو متلق ساذج لما يملى عليه من هذه التعابير التي لا رابط لها ولا معنى سوى كلمات رنانة جوفاء يسخر منها كل من له علم في السياسة
واليكم هذا النموذج الساذج من الكلام
(الواقع يقول ان الاكراد لهم دور في تصعيد العمليات الارهابية ويعطون المبررات للا رهابيين
السنة العرب والسلفيين الوهابيين كي يستمروا في قتل الشيعة وابادتهم )

ان مثل هذا الطرح يضع الشيعة في موقف الخاضع والذليل امام الكرد السنة وامام السنة العرب والسلفيين الوهابيين وكان الأحزاب الشيعية العريقة لا تملك زمام المبادرة ولم تفز قائمتها باغلبية المقاعد وكان مفكريها وقياديي احزابها نائمون ولا اعرف من خول مثل خذا النموذج من الكتاب ان يتحدث باسم الشيعة ويسخر الواقع لأطروحاته البعيدة كل البعد عن الواقع ويحاول زرع الفرقة ووضع العصي التي ستنقلب لتضربهم على قفاهم لأنهم يقفون ضد تيار ارادة شعوب مناضلة وعانت الكثير من البطش والأرهاب ويحاول اليوم البعض ان يقرأوا مفردات الثورة الكردية بلغة مشوهة ويخطون مساراتها باسلوب متعرج وعندما يحاولون قراءة ما كتبوه سيجدون صعوبة بالغة في فهمها لأن حروف النضال متقدة وتحرق من يحاول اخمادها وما شعلة نوروز الخالدة التي ستحل الأسبوع القادم الا صفعة للظلم والطغاة مهما استجبروا وتكابروا
ضياء السورملي ـ لندن