سقط الصنم
لقد سقط الصنم في اليوم التاسع من نيسان سنة 2003 ، الصنم الذي كان يمثل الطاغية المجرم صدام حسين والذي كان اول الهاربين والفارين من المواجهة بين الجيش الجبان الذي كان هو آمرا لقيادته وبين القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها والتي دخلت العراق بمساندة وبمباركة القوى المعارضة للنظام العفلقي البعثي والتي كانت اغلب قياداتها تتمركز في خارج العراق وخصوصا في دول مثل اميركا وبريطانيا وايران وسوريا وكذلك في المنطقة الكردية المحررة سقط الصنم الذي كان يمثل سقوط القيادة السياسية والعسكرية التي كانت تحكم وتتحكم بمقدرات وارواح الشعب العراقي بالحديد والنار من خلال قوى القمع والأرهاب المتمثلة بدوائر الأمن بمختلف مسمياتها مثل المخابرات ، الأستخبارات العسكرية ، الأمن العامة ، قوة الحرس الجمهوري ، الجيش الشعبي ، فدائيو صدام ، أشبال صدام ، القوات الخاصة ، المنظمات البعثية الحزبية ، سلطة العشائر ، رجال الدين في وزارة الأوقاف ، وكذلك المنظمات المهنية مثل الأتحاد الوطني لطلبة العراق ، اتحاد عمال العراق واتحاد نساء العراق وكلها كانت منظمات قمعية تسهل عمل الجهات الأمنية وتلاحق افراد الشعب من خلال تقديم المعلومات عنهم وزجهم في سجون النظام سقط الصنم ولم يدافع صاحب الصنم عندما قتلت القوات الأمريكية ولديه عدي وقصي وحفيده في الموصل شر قتلة ولم يتجرأ أحد من عشيرته واقرباءه لتسلم جثيتهما رغم طلب القوات الأميركية من اصحاب العلاقة وذويه بالتقدم لأستلام الجثث ، ثم تم ترتيب عملية تسليمهم الى احد وجهاء تكريت ليقوم بمهمة دفنهم في تكريت سقط الصنم وعثر على صاحب الصنم مختبئا في حفرة في احدى الضواحي البعيدة عن بغداد مقابل أحد قصوره قرب تكريت ، اخرجوه مذعورا وشعر راسه ملئ بالقمل. عثروا عليه وهو بحالة بائسة ومنهوك القوى خائرا جعلت منه الفضائيات التي كان يغدق عليها الملايين من الدولارات اضحوكة وموضعا للسخرية والتعليقات النابية سقط الصنم الذي احزن وادهش واسكت الملايين من المخدوعين به من عرب واعراب الجزيرة والجزائر وتونس والمغرب العربي والمنتفعين من خيراته من المتسولين من المصريين والسودانيين والسوريين والفلسطينيين الذين كانوا من المداحين والمنافقين الذين جعلوا منه بطلا قوميا ونفخوا في قربته كلاما فارغا كله جعجعة الى انفجرت هذه القربة في وجوهم وجعلت منهم اشلاء تناثروا في كل مكان عند سقوط الصنم سقط الصنم وسقطت معه كل ابواق الأعلام الذي كان ينهل من ثروات العراق من خلال الهبات التي كان يقدمها لهم النظام المقبور وصاحب الصنم ، سقط كل الكتاب الذي كانوا يمدحون الطاغية ويمجدون اعماله وسقطت جرائدهم ومجلاتهم وفضائياتهم وافلس من افلس منهم وتقاعد الكثير منهم او سكتوا من هول الصدمة لسقوط امبراطورية الأعلام الكاذب والذي كان يقودها وزير الكذب والأعلام محمد سعيد الصحاف سقط الصنم وسقطت كيانات وشخصيات مزيفة تشكلت بعد الصنم وارادت ان تحل محل الصنم ، سقطت هذه الكيانات والشخصيات المزيفة على مراحل فمنهم من سقط خلال مرحلة مجلس الحكم وسقط البعض الأخر اثناء المواجهات مع القوات الأمريكية وسقط البعض الأخر خلال مرحلة الأنتخابات وسقطت مجموعة اخرى بعد الأنتخابات البرلمانية للجمعية العراقية وسيسقط منهم المزيد وان الزمن لا يرحم من يريد ان يغيرمن الثوابت الطبيعية في قانون الحياة وموازين الشعوب الحرة والأبية سقط الصنم ولا تزال عملية السقوط جارية وتشهد سقوط المزيد من الذين اسهموا في قتل الشعب العراقي وتشريده وتجويعه ونهب ثرواته ، ننتظر استقرار العراق بلهفة لنشهد سقوط المزيد من الأصنام التي نصبت علينا رغم عدم موافقتنا عليها ، ننتظر استقرار العراق وسيادة القضاء العراقي العادل والنزيه ليقضي لنا باسقاط المزيد من تماثيل واصنام مشابه لأصنام صدام ولكن من نوع جديد ومن صناعة عصرية وحديثة واياديها ملطخة بقتل ونهب ممتلكات العراقيين من الكورد الفيليين والأخوة المسيحين من الكلدان والأشوريين واليهود والصابئة المندائيين والشبك والأيزيديين سقط الصنم الذي يمثل النظام وكلنا ننتظر بشوق ولهفة ان ترسم البسمة على وجوه الأمهات التي طبع الزمن على وجوههن سحنات الحزن والألم ، كما ننتظر ان تبتسم امهاتنا وجداتنا وهن يشاهدن محاكمة صدام واتباعه وان نرى الحكم القضائي العادل ينال منهم وينزل العقوبات التي يستحقوها سقط الصنم ونريد ان نرى ونشهد سقوط ورفع كل الأنقاض والآثار التي تمثل بقايا الصنم من نحاتين ورسامين ومطربين ومنافقين وازلام وجلاوزة ورجالات الأمن من البعثيين المجرمين والعسكريين من ذوي العقول الجامدة واصحاب الكروش المنتفخة بالمال الحرام والرشوة والمحسوبية والمنسوبية والذين تسربوا الى مناصب ومواقع في العراق الجديد سقط الصنم ولا نريد صنما جديدا للرئيس الجديد ولا نريد ان يفديه اي منافق بدمه وروحه ، اذا اراد ان يموت اي رئيس او مسؤول او وزير دعوه يموت موتا طبيعيا كما مات البابا يوحنا بولص الثاني ، دعوه يموت من دون رتوش وحسب رغبة رب العالمين ، لا نريد شعارات مزيفة بعد اليوم ولا نريد ان يكون التلفاز محجوزا طوال الوقت لسعادة رئيس الجمهورية ، ولا نريد ان تعلق صوره في كل مكان لأنه سيكون مكلفا حماية الصور من العبث كما سيكون مكلفا ايضا انزال صور الرئيس بالسرعة المطلوبة عند تغيير الرئيس في الدورة الأنتخابية القادمة سقط الصنم وتم ضربه بكل انواع الصناعات الخفيفه من الأحذية والنعل وتم سحله في شوارع العاصمة بغداد وهذه النهاية الحتمية للطغاة والمجرمين وفقط نذكر ان هذا هو مصير كل من يقف ضد ارادة شعبه وسوف لن يقابل باقل من سحله او سحل تمثاله في شوارع المدن التي يحكمها كل من يعادي ويتطاول علة ابناء شعبه ويستأسد عليهم ويبطش بهم من دون رحمة
ان سقوط الصنم هو الدرس البليغ لكل الحكام الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار فهل يتعض ويتنازل الحكام الظالمين عن مناصبهم قبل ان تسحلهم شعوبهم مثلما فعلت مع الصنم صدام حسين
ضياء السورملي ـ لندن |