ضحايا الأرهاب في العراق والمقاومة غير الشريفة - ضياء السورملي
بلغت ذروة الأرهاب في
العراق أقصى معدلاتها لتصل الى سقوط أكثر من ضحية عراقية في كل ساعة أو حوالي 815
ضحية في كل شهر بين صفوف المدنيين والشرطة فقط هذا ما نشرته جريدة الكارديان
البريطانية الواسعة الأنتشار في عددها ليوم 15 تموز سنه 2005 علما إن هذه
الأحصائيات والمعلومات تم الأعتماد عليها بالأستناد الى المعلومات التي أعلنتها
وزارة الداخلية العراقية هذا الأسبوع
تشير المعلومات المنشورة أو المعلنة من قبل وزارة الداخلية العراقية الى أن عدد
الشهداء الذين سقطوا نتيجة العمليات الأرهابية قد بلغ 8175 شهيدا خلال عشرة أشهر
إعتبارا من الأول من شهر آب والى نهاية شهر حزيران
من بين هؤلاء الضحايا حوالي 1500 شخص لقوا حتفهم أثناء فترة تولي حكم الدكتور
ابراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة وتقلده منصب رئيس الوزراء في 28 نيسان سنه 2005
وفي المقابل من هذا فقد تم مصرع حوالي 780 شخص من الأرهابين خلال نفس الفترة أي
بمعدل مصرع وقتل 78 إرهابيا في الشهر وان قتلهم تم إما عن طريق القوات المتعددة
الجنسية أو القوات العراقية أو من خلال تفجيرهم لأنفسهم في السيارات المفخخة أو
بارتدائهم للأحزمة الناسفة
إن هذه الأحصائيات لم تشر الى العدد الفعلي لأفراد الشرطة الذين تم إستهدافهم أثناء
العمليات الأرهابية كما ان هذه الأحصائيات لم تتضمن الجنود العراقيين ولا حتى
المدنيين من العراقيين الذين سقطوا نتيجة المواجهات العسكرية مع المتمردين
والأرهابيين من جهة وبين القوات المتعددة الجنسيات والقوات العراقية من جهة أخرى
كما لم تتضمن هذه الأحصائية عدد الذين أستشهدوا من المدنيين والعسكريين في كردستان
وكذلك لم تشتمل على عدد القتلى من الأرهابيين في تلك المنطقة
واستنادا الى مصادر في وزارة الدفاع العراقية فان عدد الشهداء من العسكريين
العراقيين الذي سقطوا نتيجة العمليات العسكرية قد بلغ 275 قتيلا لفترة ستة اشهر
اعتبارا من الأول من كانون الثاني 2005 ولغاية نهاية شهر حزيران 2005 اي بمعدل
حوالي 45 عسكريا في كل شهر
كما وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية بان عدد الشرطة الذين أستشهدوا
اثناء تأديتهم لواجباتهم خلال الستة أشهر المنصرمة قد بلغ 620 قتيلا من أفراد
ومنتسبي مراتب الشرطة العراقية
واشارت مصادر صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الواسعة الأنتشار عن مصادر صحية مطلعة
بأن الأحصائيات المسجلة عن عدد الوفيات والتي حصلت عليها من وزارة الصحة
والمستشفيات العراقية يشير الى أن عدد الوفيات قد بلغ خلال الستة اشهر المنصرمة
ولغاية نهاية شهر حزيران قد بلغ 3853 حالة وفاة بسبب الحرب القائمة وليست لأسباب
مرضية أو وفاة اعتيادية وان نسبة 32% من هؤلاء الضحايا هم من سكنة محافظة بغداد وان
محافظة الرمادي تأتي بالدرجة الثانية ومحافظة النجف بالدرجة الثالثة
وهذا يؤكد وجود صراع مسلح ينحصر في المناطق التي فيها غالبية شيعية وغالبية سنية
وان المدنيين وحدهم يتم استهدافهم في تلك المناطق تحت هذا النوع من الذرائع اضافة
الى حدة المواجهة بين القوات المسلحة العراقية والأرهابيين المتواجين بشكل كثيف في
هذه المناطق الساخنة من الصراع وخصوصا في الفلوجة والرمادي وهيت وحديثة وعنة وراوة
والقائم وسامراء
كما أفادت تقارير وزارة الصحة الى أن عدد الضحايا لنفس الفترة من الذين سقطوا صرعى
نتيجة للأعمال الأرهابية من الأطفال قد بلغ 211 طفلا وإن عدد المصابين من الجرحى قد
بلغ 15517 جريحا معظمهم من الشباب والنساء والشيوخ
مما تقدم نلاحظ ان المدنيين من العراقيين هم وحدهم الوقود والضحايا لهذه الحرب ،
وان هدف الأرهابيين هو اسقاط اكبر عدد ممكن من المدنيين العراقيين ، ان هذه
العمليات الأرهابية والتي تقوم بها فصائل أرهابية متعددة الهوية والتوجه والتي جعلت
من العراق ساحة لعملياتها الوحشية والهمجية والتي هي في طبيعتها بعيدة كل البعد عن
أي اخلاقيات انسانية أو احترام لحقوق المدنيين
وانهم من خلال عملياتهم الأجرامية وأساليبهم الوحشية والهمجية من خلال تفجير أنفسهم
بارتداء الأحزمة الناسفة وتفجير انفسهم في صفوف المدنيين وتفجير السيارات المفخخة
في أماكن مزدحمة بالناس المدنيين من النساء والشيوخ دون أي حرمة للأماكن المقدسة أو
الممتلكات العامة أو الأجهزة الخدمية أوالقصف العشوائي للمناطق السكانية المأهولة
بالمدنيين قد اثبتوا مدى تهورهم وتماديهم في الأجرام وسذاجتهم وضحالة افكارهم مهما
كانت مسمياتها أو ذرائعها إسلامية كانت أو وطنية أو قومية لأن هذه العمليات تعتبر
في هدفها وفي نزعتها عمليات عدوانية جبانة وقذرة ولا تستهدف في طبيعتها سوى
المدنيين من العراقيين الذين تبين الأرقام والأحصائيات أعلاه أنها تستهدف فقط
النساء والأطفال والشيوخ والناس العزل من السلاح لا لشئ الأ لبث الرعب في صفوف
المجتمع العراقي
أضف الى ذلك أن الأشخاص الذين يدعون أنهم من المقاومة لم تثبت أعمالهم سوى أنهم
أناس مهووسون لا همَ لهم سوى القتل وأنهم مجرمون محترفون ويجيدون لغة واحدة هي لغة
القتل وأنهم يقفون ضد طموحات العراقيين الذين عانوا من ويلات الحروب والقتل لسنوات
طويلة قبل وبعد حكم المعتوه الطاغية صدام حسين
إن ما يقومون به من عمليات إبتزاز ونهب وسلب وخطف للمواطنين وطلب الفدية من الذين
يتم خطفهم جعل العراقيين يقفون موقف صلب لمواجهة هؤلاء المجرمين والتصدي لهم
والتعاون مع الأجهزة المختصة لوقف هذه العمليات الجبانة والتي لا تمت لأي مقاومة لا
من قريب ولا من بعيد سوى إنها عمليات سلب ونهب منظمة وسلوك اجرامي منحرف
إن طريقة القتل للضحايا وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم تدل على همجية في السلوك وعداء
فاضح للعراقيين وان عملياتهم الجبانة هذه لا تدل الا على رغبة مريضة وروح الأنتقام
من العراقيين بكل توجهاتهم وفصائلهم وقومياتهم ودياناتهم من دون استثناء مما جعل
العراقيون ينفرون من تلك الجماعات ويتوحدون للدفاع عن أنفسهم وصد تلك الهجمات
ومواجهة هؤلاء الأرهابيين واعتبار المنفذين للأرهاب هم أناس خارجون عن القانون ويجب
محاربتهم بكل السبل
مما تقدم نستنتج أن الأرهاب لا يفرق بين طفل وشاب وشيخ عجوز ولا يفرق بين رجل
وإمرأة ولا يفرق الأرهاب أو الأرهابيون بين عربي أو كردي أو تركماني أو أي جنس من
الأجناس كما لا يفرق الأرهاب بين السنة والشيعة ولا بين المسلم والمسيحي ولم يحترم
قدسية المسجد والحسينية والكنيسة والمعبد اليهودي و المعبد الصابئي ولا يفرق
الأرهابي الجاهل بين العلماء من الأطباء والمهندسين والتجار والصناعيين ولم يستثن
الأرهاب القادم من وراء الحدود منشآت القطاع العام أو القطاع الخاص ولم يفرق بين
منشآت مدنية أو عسكرية ولم يستثن المستشفيات أو الجرحى الراقدين فيها من أطفال أو
أمهات مع أطفالهن حديثي الولادة
الجميع والكل هم وقود للأرهاب في نظر الأرهابيين ، لذا على جميع العراقيين أن يقفوا
وقفة رجل واحد ويهبوا بكل ما ملكت أيمانهم للوقوف بوجه هذه الهجمة الهمجية القادمة
من مستنقعات التخلف ومن بؤر الفساد الفكري المتخلف ، على العراقيين جميعا أن يثأروا
لشهدائهم وأن ينتقموا من مرتكبي هذه الجرائم وكل من يقف وراءها وكل من يساندها أو
يروج لها أو يساندها أو يتعاطف معها إعلاميا أو ماديا أو فكريا وأن يتم ملاحقة
الدول التي تساندهم وتأويهم والمطالبة بالتعويضات الهائلة للشهداء والضحايا من
الجرحى العراقيين
علينا أن نعي وأن نعرف بأنه لا يوجد قاتل شريف وقاتل غير شريف ولا توجد مقاومة
شريفة أو مقاومة غير شريفة إن من يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والعراقيين وإن من
يستهدف المنشآت المدنية والمدنيين العزل ومن يستهدف البيئة والبنية التحتية
لممتلكات ومنجزات العراقيين هو غير شريف ولا توجد صفة أخرى لوصفة ولن ينال الا
العقاب الصارم
ضياء السورملي – لندن
Kadhem@hotmail.com
www.kadhem.net