الجواهري كوردي فيلي فارسي الأصل ! - ضياء السورملي
واجه الشاعر الكبير
المرحوم الجواهري في زمن عمره الطويل الذي عاشه في المنافي أشكالا من المصاعب
واجهها بحزم مرة وبسخرية جعلت من خصومة أضحوكة على مر الزمن ومع الأسف يخرج علينا
من جديد أحد النكرات بحجة كتابة الدستور ومن خلاله يريد أن يطعن بتاريخ وأصل
الجواهري ويعتبره من اصول فارسية مثلما يحشر بغباء وخبث لكي يطعن بتاريخ ملة مناضلة
من الكورد الفيليين ويعتبرهم من الأصول الفارسية وبذلك يشترك الكورد الفيليية
والشاعر الكبير بنفس التهمة في مهزلة اسمها كتابة مسودة الدستور ولا عجب من ذلك كما
يقول الجواهري
مشت كل جارات العراق طموحة ً ...... سراعا ً ، وقامت دونه العقبات ُ
ومن عجب أن الذين تكفـــــــلوا ........ بانقاذ أهليـــه هم العثـــــــراتُ
وعندما يدعي اشخاص المعرفة باصول وتاريخ الناس وهم من جهلة القوم ووصلوا الى ما
وصلوا اليه بوضعهم عمامة بيضاء متكونة من بضعة امتار من القماش فوق رؤوس خاوية من
العلم والمعرفة واطالوا لحاهم ليخفوا وجها قبيحا ولبسوا جبة لا تصلح الا لسرقة
اموال الزكاة من الفقراء والخرفان من ايدي النساء العجائز التي يقمن بزيارات
للعتبات المقدسة في النجف وكربلاء والمراقد الشريفة الأخرى بحجة او باخرى ونسوا ان
الشرفاء من القوم لن يرحموهم وفقط اريد ان اذكر هذا الدعي ابن الدعي بما كان يقوله
شرفاء القوم لكبار وحكام القوم حيث سخر المرحوم بحر العلوم من نوري السعيد في قصيدة
مطلعها
قم من ضريحك واخلع حلة الكفن ...... فراية الشعب قد رفت على الوطن
وفي القصيدة نفسها اشار الى نوري السعيد
عادت حليمة للميـــدان ثانية ً ...... تجر أذيال ثــوب حيـس َ بالدرن
وكيف تصبح أم البغي تائبة ..... ورأسها لم يزل في حجر محتضن
واليوم نخاطب رئيس الوزراء ومن يجلس في الجمعية الوطنية ومن يدعي انه المسؤول عن
كتابة الدستور نقول لهم لماذا هذه الحملة على الكورد الفيليية من اعضاء كانوا في
زمن الطاغية خدم لعائلة المجرم صدام ولماذا الأنتقاص من شخصية الشاعر الجواهري
وعائلته من قبل شخص نكرة يعمل جاسوسا وعميلا لمخابرات اجنبية ومثلما يلفنا العجب
تعجب الجواهري من الحالة النكراء ولأختلاط الأمور بين الأصيل وغير الأصيل
يقول الجواهري في قصيدة في رثاء ابي التمن
وتساءل المتعجبون لحالة ........ نكراء َ : من هم أهل هذي الدار ِ ؟
هي للصحابة من بني الأنصار ..... من كل بـــدري وكــــل حـــــواري
للحاكمين بأمرهم عن غيرهم ..... ولصفــــوة الأســــــباط والأصــهار
هي للذين لو إمتحنت بلاءَهم ....... لعـجبــت من ســــخرية الأقـــــدار
هي للذي من كل ما يصم الفتى ..... عار ومن جهد يشـــــرف عـــاري
ويتساءل الجواهري عن الحكم العادل وهل ان البلاد خلت من الأرهاب ويشكو همه الى
الشاعرين شوقي وحافظ في قصيدة رائعة فيقول
هل تحكمان اليوم حكما عادلا ...... خلوا ً من الإرهاب والإشفاق
في شاعر لزم البيوت وأخفقت ....... مـنه المـآرب ُ أيما إخــفاق
لكما شكا ظلم العراق وذلة ٌ ........ أن يشتكي ظلم َ العراق عراقي
ولو كان الجواهري حيا لأتحفنا بقصيدة يرد بها على الذين يكتبون الدستور ويحكمون
البلاد ولكن مع الأسف رحل هذا الشاعر العظيم ولكن ما تركه لنا من تراث يكفي للرد
على كل تافه يحاول النيل من عراقيته واصالته ومحاولة لصق أصله وفرعه وتراثه بملة
اخرى او قومية أخرى حاول قبله ساطع الحصري ومن لف لفه النيل منه بها فلم يفلحوا
ونقول للجاهل الذي يحاول الطعن اليوم باصول الجواهري ومن يقف وراءه من المتخلفين
نقول لهم ما قاله الجواهري ساخرا
دعوا القوم أحرارا يؤدون واجبا ً ..... ولا تحسبوا سهلا قياما ً بواجب
ولا تحسبوا ســـهلا بناء َ دوائـر ..... وتوقيع أوراق وتوزيع راتـــــب
ونقول لكتبة الدستور ومن سودوا وجوهم وصخموها بطعنهم بتاريخ الكورد الفيليين وتاريخ
الجواهري ان لا يستكلبوا كما استكلب الذيب ونذكركم يا من اصولكم فارسية بان
الجواهري قد كتب قصيدته هذه يهجوكم بها في سنه 1953 ومطلعها
عدا علي كما يستكلب ُ الذيب ُ ...... قوم ببغداد أنماط ُ أعاجيب ُ
وللجواهري رائعة في ست وخمسين بيتا يطبق بها على المتبلدين والذين في عقولهم خلل
والذين جاء بهم الزمن الفاسد واوصلهم الى مقاعد الجمعية الوطنية من امثال مشعان
وطكعان وعفطان ووهمان وجوعان وسكران وثولان
يقول الجواهري في قصيدته الرائعة وكل قصائده من الروائع ومطلعها
أطبق دجى أطبق ضباب ُ ....... أطبق جهاما ً يا سحاب ُ
وما يهمني من هذه القصيدة الرائعة هو وصفه للجهلة الذين يكتبون الدستور بشكل مشوه
ويتلاعبون بمصير امتنا الكردية وشريحتنا الفيليية وشاعرنا العراقي شاعر المنافي
الذي لبس طوال حياته ووضع على راسه طاقية ( عرقجين ) النضال الكردستاني يقول
أطبق على متبلدين ..... شـــــكا خمولهم الذبــــــاب ُ
لم يعرفوا لون السماء ....... لفرط ما انحنت الرقاب ُ
ولفرط ما ديست ....... رؤوسهم كما ديـس التراب ُ
ويقول الجواهري في شعر ساخر يواجه به أعداءه وخصومه
ما تشاؤون فاصنعوا ...... كل ُ عاص يطوع ُ
انتم الموت ُ هل ..... يحين من الموت مصرع ُ
انتم السُل يختفي ...... في صدور ويرجــــــع ُ
فرصة لا تضيع ..... ما تشاؤون فاصـــــنعوا
وليس الجواهري وحده من عانى من اناس جلسوا وتربعوا على كراسي المجالس الدستورية
ونفاق المنافقين منهم وعدم معرفتهم بالمعاني الحقيقية للدستور وتحريفها ولقد قال
شاعر العراق المرحوم معروف الرصافي شعره الوطني الشهير
علم ودستور ومجلس أمة ...... كل عن المعنى الصحيح محرف
أشياء ليس لنا سوى اسمائها ..... أما معانيها فليست تـُعــــــرف ُ
وقال الجواهري منتقدا الدستور العراقي وما فعل الحكام باحكام هذا الدستور وكيف
يعطلون بنوده ويتأسف الجواهري من ان الوعي اصبح بغيا والتحرر اصبح سبة وحتى الهمس
صار جرم اما الكلام فهو محرم او محرف ويصف ما يجري باسم الدستور وما يقوم به الحكام
وتعطل َ الدستور عن أحكامه ..... من فرط ما ألوى به الحــكام ُ
فالوعي بغي والتحرر سبة ٌ ..... والهمس ُ جرم ٌ ، والكلام حرام ُ
ومدافع عما يدين مخرب ..... ومطالب بحقـــــوقه هــــــدام
وهوت كرامات ٌ تولت أمرها .... خطط ، تولى أمرها إحكــــام ُ
ويقول الجواهري مخاطبا من يدعون العلم والأداب والدين ويقتلون الحي بالسكين ويدمعون
على الميت ويصفهم بموتى الضمائر
لهفي على أمة ٍ غاض الضمير بها ....... من مدعي العلم ِ والأداب ِ والدين ِ
موتى الضمائر ِ تعطي الميت دمعتها ..... وتســــتعين ُ على حي بســــكين
يصف الجواهري خصومه بالبعوضات ويصف اقوالهم وكلامهم بنباح الكلاب ويقول في احدى
قصائده
مشت الي بعوضات ُ تلدغني ..... وهل يحس دبيب َ النمل يعسوب ُ
تسعون كلبا ً عوى خلفي وفوقهم ..... ضوء من القمر المنبوح ِ مسكوب
وقبل ُ ألف ٍ عوى ألف ٌ فما انتقصت ..... ( أبا محسد َ ) بالشتم الأعاريب ُ
أطلت همكُم ُ والدهر ينـــذركم ..... ان سوف لا ينقضي هم ٌ وتعذيب ُ
يبقى القصيد لظى والأرض ُ مشربة ً....... دما وتذرى مع الريح ِ الأكاذيب ُ
يقول المرحوم الدكتور زاهد محمد زهدي مدافعا عن صديقة الجواهري ص 435 من كتابه
الجواهري صناجة الشعر العربي في القرن العشرين
" ان العديد من المحاولات التي اتخذت احيانا شكل الدوريات الصحفية ، او الجرائد
اليومية ، أو شكل كتيبات أو ( دراسات ادبية ) كان هدفها الأساسي اقتلاع الجواهري من
قمة مجده الشعري الرفيع ، بل وحتى اقتلاع جذوره العائلية العريقة من ارض الوطن
العراقي على اعتبار أنه لم يتقدم للحصول على الجنسية العراقية إلا في عام 1927 وفقا
لقانون الجنسية العراقي الصادر عام 1924 أي بعد ثلاث سنوات من صدوره . وبينما كرس
هؤلاء السادة الكتب والدراسات لهذه النقطة ، لم نجد من يقول لنا مثلا شيئا ما عن
الأمير عبد الإله الذي كان قد مضى على وجوده في العراق قبل ترشيحه للوصاية على
العرش أكثر من 15 سنة دون ان يكون قد حصل على الجنسية العراقية ، في حين كان قد مضى
على صدور قانون الجنسية العراقية فترة ليست قليلة ، حتى أنه لم يكن ممكنا للأمير أن
يتولى الوصاية على عرش العراق قبل ان يتقدم بطلب الحصول على الجنسية العراقية فتصدر
له على الفور مذيلة بتوقيع السيد ناجي شوكت وزير العدلية حينذاك "
ويقول الجواهري في نسبه في قصيدته ( أنا )
ومناشدي نسبا ً أمت ُ به ..... لم يدر ما حسبي وما نسبي
عندي من الأموات مفخرة ٌ .... شماء ُ مربية على الطلب
لكن أنفت بان يعيد فمي ..... للناس عهد الفخر بالعصب
حسبي تجاريب مهرت بها ..... والى البلايا السود منتسبي
وبذي وتلك كفايتي شرفا ً ..... يرضي العلا ويسر قبر َ أبي
وأخيرا يقول الجواهري معاتبا بلاده وكانه يعرف ان هذه البلاد جاحدة بحقه حيا وميتا
وهو الصقر وهو النابغة ويعاتب بغداد من الناكرين والجاحدين له فيقول
لي عتاب على بلادي شديد ٌ .... وعلى الأقربين جد ُ شديد ِ
أفصقر طريدة ٌ لغــــراب ِ ..... ونبيـــغ ٌ ضحية لبليــــد
يا لبغداد حين ينتصف التاريخ ُ ..... من كل ناكر وجحود
ضياء السورملي ـ لندن
Kadhem@hotmail.com
www.kadhem.net