المرجعية والدوائر الانتخابية – ضياء السورملي

 

في كل مرة يطلع علينا شخص مسؤول في الدولة عندما يقوم بزيارة سماحة السيد السيستاني متفائلا ويخرج منه مبتسما ويصرح لنا بان سماحته قد اعطاه صكوك الغفران ووافق على كل ما قدم له من اقتراحات ولا نعرف لحد الآن ومنذ اكثر من ثلاث سنوات هل كان أولئك المسؤولين يخاطبون سماحته باللغة العربية أم باللغة الكوردية ام باللغة الفارسية خصوصا بعد ان دخلت القومية الفارسية واللغة الفارسية في مسودة الدستور

 

لقد زار كل من السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني والسيد رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني وكذلك السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري وعدد كبير آخر من المسؤولين زاروا سماحة المرجع الأعلى للشيعة السيد على السيستاني وبحثوا معه أمورا مهمة وخطيرة وذات مسؤوليات جمه وربما من الأهمية بمكان ان تقلب أوضاع العراق رأسا على عقب لو تم التصرف بها بشكل غير حكيم او بطريقة تخدم مصالح أحزابهم التي ينتمون اليها وخصوصا ان كل واحد منهم يمثل جهة حزبية او جهه حكومية وهي في صراع مرير من اجل تثبيت مبادئ معينة دستورية كانت ام غير دستورية

 

ان اي تصريح او محاولة في تفسير ما يقوله السيد المرجع الأعلى هو بمثابة تصديق ومصادقة مهمة ومن هنا فان من حق الشعب العراقي بكل طوائفه الدينية المسلمة وغير المسلمة ، السنية منها والشيعية وكافة مكوناته الأثنية والعرقية من ان تعرف ما  يقوله سماحته سواء كانت اقواله منقولة عنه باللغة العربية او باللغة الفارسية

 

نريد ان نعرف ماذا يقول سماحته وماذا يصرح وبشكل مباشر وعلى الهواء مباشرة ومن دون اقتطاع اي جزء من كلامه ليتسنى لنا جميعا معرفة الحقيقة منه مباشرة  وهذا من حقنا نحن ابناء العراق

 

ما يثير الأستغراب هو عدم الأستفادة من التقدم التكنولوجي والعلمي وجعل عامة الناس تطلع على خطابات وكلام سماحة المرجع الأعلى ليتسنى تحليل ما يقول وما يعرض من أفكار ليتم الأستفادة منها مباشرة ومن دون تعتيم او تشوية او استغلال كما ونريد ان يتم معرفة وتحديد  من ينطق بالنيابة عنه بشكل قانوني ورسمي ومحاسبة كل من يحاول ان يتكلم  بالنيابة عن سماحته بدون تخويل رسمي وقانوني وان لا يتم طرح افكار ذلك النفر من المنتفعين  الشخصية والتي هي في بعض الأحيان لا تمثل رأي سماحته ولا تمت له لا من قريب ولا من بعيد ولا هي من مبادئ الدين الحنيف وربما احيانا يكون التصريح والترويج لتلك التصريحات يسبب احراجا للمرجعية والقائمين على امورها  

 

اننا في الوقت الذي نشجب ان يتم استغلال اسم المرجعية لأغراض حزبية ضيقة وخصوصا ذلك النفر من ذوات النفوس المريضة التي أستطاعت ان تنفذ في الأنتخابات السابقة باسم المرجعية وتتسترمحتمية  بعباءتها او خيمتها وظلها الوافر . كما  نذكر بان هذه الممارسات تؤثر سلبا على سمعة المرجعية ومصداقيتها في المستقبل لذا يتوجب الحيطة والحذر والتعامل بكل نزاهة  خصوصا وان المرجعية العليا للشيعة تمثل القبة الواقية للعراقيين جميعا بكل مكوناتهم وطوائفهم واديانهم واعراقهم واجناسهم لا لشئ الا لنزاهتها وحكمتها وثباتها في المواقف الصعبة وهي عنصر مهم من عناصر التوازن السياسي والأجتماعي وصمام الأمان للسلم والسلام والطمأنينة في البلد

 

لذا نطالب ان يكون لقاء  المسؤولين والشخصيات الوطنية والأجنبية مع سماحته منقولا على الهواء مباشرة واعداد الترتيبات اللازمة لذلك من معدات واجهزة تلفزة ونقل حي للفضائيات والأستعداد لبث خطبه وتوجيهاته واعداد مكان لأستقبال الزائرين وترتيب بروتوكول ومراسيم الزيارة واسلوب اللقاء به مثلما يتم العمل به في الكثير من المحافل الدينية في العالم وعلينا ان نتعلم من المرجعيات الدينية المسيحية في العالم المتمدن مثل الفاتيكان وكانتربري على سبيل المثال لا التشبيه

 

في الأنتخابات السابقة تم استغلال اسم المرجعية بشكل يثير الغرابة والعجب لحد التقزز وحشر اسم المرجعية في الأنتخابات لتحقيق مآرب شخصية ليس لها اي علاقة بالمرجعية لا من قريب ولا من بعيد خصوصا وان المرجعية هي مرجعية مستقلة وغير منحازة لفئة معينة على حساب فئة اخرى

 

نريد ان نسمع رأي المرجعية وبشكل دوري ومباشر حول العديد من الأمور التي تجري في البلاد ومنها موقف المرجعية من السراق والحرامية والمحسوبية والمنسوبية التي تتفشى في دوائر الدولة واين هي توجيهات المرجعية السديدة بهذا الخصوص وما هو الموقف من المسؤولين الذين لبسوا لبوس الدين ولماذا لم تصدر الفتاوى والتعليمات المشددة  التي تحرم التعامل معهم  وتفضح هؤلاء البشر الطفيليين والذين حشروا امورهم ومصالحهم الشخصية وغيروا من هيأتهم الخارجية ولبسوا لباس الدين معتقدين ان حيلهم سوف تنطلي على الشعب

 

 ان من يقوموا بسرقة المال العام توجد عليهم شواهد وشواخص كثيرة وواضحة ومعروفة للسادة الوزراء والمخلصين من ابناء الشعب ولكن المشكلة هي انهم يسرقون بستار المرجعية وباسم الدين ونحن نعلم ان المرجعية والدين منهم براء على الأطلاق

 

كما نلاحظ في هذه الآونه والتي بدأ يقترب فيها موعد الأنتخابات وموعد التصويت على الدستور نلحظ بدء التحرك لاستغلال اسم المرجعية لكسب اصوات الناخبين واستغلال طيبة وحب البسطاء من الناس وايمانهم بنزاهة المرجعية وقدسيتها ، لذلك نحذر من هذه التصرفات ونحذر كل من تسول له نفسه ان يتلاعب بمشاعر ومعتقدات الناس وان مقدرات الشعب ليست لعبة بايدي من يحاول وضع ريشة المرجعية على عمامته او على سدارته  وان الزمن كفيل بكشف ألاعيب الدجالين وان عيون الشعب مفتوحة وتراقب ما يجري وما يدور من تحركات لا تخدم الصالح العام  

 

كما نطلب من المشرفين والقائمين على تنظيم أمور المرجعية الشريفة ان تكون واعية ومنتبهة ونزيه بما تقوم به وان تبتعد عن المصالح الضيقة التي لا تخدم الشيعة بشكل خاص ولا تخدم الشعب العراقي عامة لأن انفلات الأمور وخروج القرارات من دون علم المرجعية او استغلال اسمها سيكون كارثة تقلب الموازين راسا على عقب وتخلق بلبلة وفوضى لا احد يعرف ردة فعلها

 

وفي الختام نأمل من المسؤولين ان يتصرفوا وكانهم مراجع دينية وان يكونوا في خدمة الشعب لا طمعا بالكرسي والجاه وان ما عاناه ويعانية العراقيون شيعة وسنة عربا وكوردا مسلمين ومسيحيين وكل اطياف الشعب العراقي الأصيلة وكل مكوناته الشريفة وكل اقلياته واثنياته العرقية وكل تفرعاته وتشعباته الداخلة في جذور التاريخ ان ما عاناه هذا الشعب يستحق الخدمة المتفانية على الدوام والتضحيات من الجميع والتكاتف والوقوف كتلة واحدة لبناء ما هدمه الطغاة ولا نريد ان يحكمنا طغاة جدد باسم المرجعية مرة وباسم الدين مرة اخرى وباسم القانون والدستور مرة ثالثة

 نهدف جميعا الى نظام يحقق العدالة الأجتماعية للجميع  والديمقراطية في ظل نظام متوازن يخدم الجميع من دون تمييز واضطهاد

 

ضياء السورملي – لندن

kadhem@hotmail.com

www.kadhem.net