عمرو موسى ودستور العراق- ضياء السورملي
يستفسر عمرو موسى وبعجالة شديدة ويريد معرفة لماذا ومن هم هؤلاء الذين يتجرؤن على كتابة أو وضع أو مناقشة او حتى ان يجرؤا على القول أو يلمحوا
في مستودة الدستور من ان العرب فقط في العراق هم جزء من الأمة العربية ونحن نقول له نعم ان العرب وحدهم أو بعضهم جزء من العرب وهذا هو المنطق
بعينه أما غيرهم فليسوا جزء من العرب . ولا داعي للمزايدة والمغالطة وبيع الوطنيات الفارغة لأن عهد القومجية العربية قد ولى وعصر الأسلام الدموي قد تم
فضحه ومحاربته بشكل علني واذا لا يعجبك ما ورد في مسودة دستورنا يا سيادة الأمين العام فاتركنا لحالنا واذا وجدت ذلك صعبا عليك فما عليك الا بترك
المنصب لغيرك لانك قد اخذت استحقاقك واستحقاقات غيرك ودع الأمانة لأمين آخر عسى ولعل ينصف المظلومين من ابناء العراق الحر
جاء طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من الحكومة العراقية يوم 25 /8/ 2005 معترضا على ما جاء في مسودة الدستور العراقي الجديد والذي نشرته وسائل الأعلام المصرية ويعتبر ما جاء في مسودة الدستور خطيرا للغاية خصوصا وان العراق كانت دولة مؤسسة للجامعة العربية
وان النص الوارد في مسودة الدستور سبب الكثير من عدم الأرتياح والقلق لديه ولدى الكثير من العرب
الذين يؤيدونه او يناصرونه افكاره
هؤلاء العرب هم بالتأكيد من اليمن والسعودية والمغرب والجزائر والدول الأخرى التي يرأس جامعتهم السيد عمرو موسى ولدى شعوب تلك الدول اعتقاد كبير ومثير للشفقة هو ان الشعب الكوردي كلهم من الكفرة وان العرب الشيعة كفرة وجاء بهم احد الصحابة من اهل السنة مع الجاموس الذي جلبه من الهند وانهم يعبدون القبور وان قتلهم حلال وأكل لحمهم ايضا حلال واستباحة دمائهم ايضا حلال فهل يعرف ذلك السيد عمرو موسى
لقد جاء في نص المادة الذي يعترض عليها السيد عمرو موسى
«العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب وهو جزء من العالم الاسلامي والشعب العربي فيه جزء من الأمة العربية»
حتى لا يغضب السيد عمرو موسى ولا ينزعج وان يبعده الله عنه كل مكروه وان لا يأخذ أو يكثر من تناول حبوب تزيل القلق والصداع الذي هو فيه وحتى نبعد القلق الذي لف من أتصل بهم من مناصريه من مؤيدي القومية العربية والجامعة العربية وحتى لا تنفذ من الأسواق العربية حبوب الأسبرو والأسبرين والبانادول بسبب الصداع الذي اصاب العرب من عدم اعتبار العراق كله جزء من الأمة العربية سنقوم بتوضيح مكونات العراق للسيد عمرو موسى واتباعه وانصاره ونقول لهم ان الكرد يرفضون ان يكونوا جزءا من امتكم المجيدة لان آثارالقصف الكيمياوي على مدينة حلبجة لا يزال قائما ولم يعتذر عمرو موسى ولا اي رئيس عربي على ما جرى بحق الكرد في هذه المدينة النائية عن العرب والعروبيين ولا يريد الشعب الكردي ان يكون جزء من الأمة الأسلامية لانكم اسأتم الى الأسلام والمسلمين من الكورد بان جعلتم من سورة الأنفال شعارا لتدمير القرى الكردية الأمنه ودمرتم باسم الأسلام كل القرى الكردية وقتلتم اكثر من مائة وسبعين الفا من أبناء الشعب الكردي فكيف نكون جزءا منكم وانتم قتلة شعبنا وأبناءنا
ثم نسأل السيد عمرو موسى اين كنت في زمن صديقك وحبيبك وولي نعمتك المجرم صدام حسين يوم أباد الطاغية الملايين من ابناء الشعب العراقي بعربه وكرده في الأنتفاضة الشعبانية وفي تسفيرات الكرد الفيليين وفي غزو الكويت وفي الحرب العراقية الأيرانية واين كنت يوم كان الجيش التركي يدخل حدودنا العراقية ويصول ويجول في مناطق كردستان ولماذا لم تقلق أنت وزملاءك على الشهداء الذين سقطوا ويسقطون في كل يوم في اسواق الحلة وبغداد والناصرية والنجف والكاظمية وكركوك وكافة المدن العراقية
وهل سألت نفسك يوما يا سيد عمرو موسى وأمين الجامعة العربية لماذا يهان العراقي في البلدان العربية ولا يمنح تاشيرة دخول ولا يمنح حق الأقامة او لماذا لم يرسل عرب منظمتك سفراءهم الى العراق لحد الأن ولماذا يرسلون بهائمهم المفخخة فقط ولماذا لم تقلق انت واصحابك وزملاءك على ما يجري من تدمير للبنية التحتية للعراق بايديي العروبيين والأسلاميين الوهابيين القادمين من جزيرة جامعتك العربية
واذا ما اصبح العراق جزء من الأمة العربية لا سمح الله هل يسمح بتدريس اللغة الكردية في السعودية او فتح حسينية في الرياض او جدة او ان يخطب امام شيعي في الحجيج ربما ستقلقكم مطالبنا كثيرا وحتى لا ندوخكم قررنا ان نبتعد عنكم وعن شركم وكما يقول المثل المصري العربي الباب التي تاتي منها الريح أغلقها واستريح
يبدو ان جميع حبوب الأسبرين قد نفذت من الأسواق في الدول العربية نتيجة قلقكم على نص في مسودة للدستور نريد ان نعدلها لكي يزول قلقكم ولن نكون مسؤولين في حالة مرضكم واصابتكم بامراض اخرى لأننا سنطالب بتعديل الفقرة لكي تكتب وتقرأ كما يلي ونتمى ان لا تصابوا بالأسهال المعوي الحاد والشديد هذه المرة
«العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب ومن يرغب من معتنقي هذه الأديان له الحرية الكاملة في ان يكون جزء من العالم الاسلامي وكذلك بالنسبة لمن يرغب من ابناء الشعب العربي في العراق له الحرية الكاملة بان يكون جزء من الأمة العربية والعراق بكامله غير ملزم بان يكون عضوا في الجامعة العربية او العالم الأسلامي وانما تترك حرية الأنضمام لمنظمات المجتمع المدني الراغبة بذلك فقط »
على السيد عمرو موسى ان يعلم بان العراق دولة ذات سيادة اولا ويكتب دستورها ممثلين منتخبين من قبل الشعب الذين تم اختيارهم عن طريق صناديق الأقتراع وهم أحرار فيما يتفقون عليه من دون وصاية عربية أو إسلامية أو أجنبية مهما كان شكلها ونوعها وحجمها وتأثيرها
العراق بلد متعدد القوميات أي فيه أكثر من قومية واحدة ومن هذه القوميات الأساسية هي القومية العربية والكردية والتركمانية والكلدواشورية وليس بالضرورة ان تكون كل هذه المكونات هي جزء من الأمة العربية وواضح وضوح الشمس ان الكورد هم جزء من الأمة الكردية المنتشرة والمتوزعة في دول متعددة مثل تركيا وايران وسورية والعراق وروسيا الأتحادية ولا اعرف سبب قلق السيد امين الجامعة العربية من عدم رغبة الشعب الكردي من ان يكونوا جزءا من الشعب العربي فهل يعقل ان تقول او تقبل بان القومية الفرنسية في سويسرا هي جزء من فرنسا او ان القومية الألمانية في سويسرا هي جزء من دولة ألمانيا الأتحادية اليست الحقيقة هي ان تلك القوميتان هما جزء من سويسرا فقط ولا غير ولا يستطيع الفرنسيون ان يلصقوا الألمان او الفرنسيين في سويسرا بقوميتهم الفرنسية او ان يجبروهم على الأنضمام الى حلف الدول المنضوية تحت لواء فرنسا ولا تستطيع ألمانيا ان تضغط على سويسرا وتعتبر الألمان جزء من شعبها الألماني الصحيح هو ان الفرنسيين في سويسرا هم سويسريون فقط وان الألمان في سويسرا هم سويسريون فقط شاء عمرو موسى ام أبى
العراق بلد متعدد الأديان وان الدين الأسلامي الحنيف هو واحد من الديانات التي يعتنقها ابناء العراق وهناك الديانة المسيحية واليهودية والصابئة المندائيين والأيزيدين وهناك من ليس له معتقد او ديانة فلماذا تريد ان تربطنا بالعالم الأسلامي عنوة ولو اراد العراقيون ان ينضموا الى اي تحالف او تجمع عالمي فانهم احرار بان يختاروا مايشاؤا وبارادتهم من دون تدخل من الأخرين ومن دون فلسفة من مزيفين
لا اعرف لماذا لم يتطرق السيد عمرو موسى الى منظمة دول عدم الأنحياز والتي اسس لها وشكلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل تيتو والزعيم الهندي الراحل جواهر لال نهرو ام ان هذه المنظمة اصبحت غير مهمة وماتت في الوقت الحاضر بموت زعماءها الذين اسسوها ولماذا لا يطلب فرضها علينا ويطالبنا بالأنضمام عنوة الى هذه المنظمة الميتة
نقول للسيد عمرو موسى لو اتيحت الفرصة لأستفتاء نزيه يتم اجراؤه للعراقيين العرب حول رغبتهم بان يكونوا جزءا من الأمة العربية فانا استطيع ان اجزم لك بان الأغلبية سترفض ان تكون جزءا من هذه الأمة التعبانة والمريضة والسقيمة والعليلة والمبتلية بكل الترهات والتفاهات والتخلف بقيادة زعماء جلسوا وتربعوا على كراسيهم لمدد طويلة فاقت ما موجود في دساتير بلدانهم وجلسوا على كراسي الحكم بقوة الحديد والنار وسطوة الجيوش والأحكام العرفية
نسأل السيد عمرو موسى هل اعترض او قلق عندما قام نفر من السوريين بتعديل الدستور لينصبوا ابن الرئيس رئيسا رغم صغر سنه الدستوري هل يقول لنا من غير نصوص الدستور في سوريا ليحكم الأبن بدلا من الأب ؟ فهل اعترضتم على ذلك ام ان هذا شأنا داخليا ولا يحق لكم ان تتدخلوا في دساتير البلدان العربية مثل سوريا ؟ أم ان العراق هو الدولة الوحيدة التي لها حائط يتسلق عليه الأعرج والمعوق ومن به كساح ؟
ونسأل السيد عمرو موسى عن موقفه او قلقه او رفضه او حتى صمته او قنوطه من رئاسة السيد حسني مبارك الدائمية وترشيحاته للدورات المتتالية من دون توقف وقيام المسيرات والأحتجاجات في كل انحاء مصر وشعارات الكفاية التي تلوح بها الجماهير المصرية المناضلة والمطالبة بحقوقها ورفع الأحكام العرفية عن رقابها
وهل سأل السيد عمرو موسى عن الذين يقومون بالأعمال الأرهابية ومن يمولهم او هل إنتابه القلق مما تقوم به القوى الظلامية الأسلامية من جماعة ابن لادن والوهابيين القادمين من السعودية والأرهابيين في سوريا عما يفعلونه من اعمال اجرامية وهل استنكر سيادته الجرائم التي تقوم بها الجماعات العربية والمسلمة بحق العراقيين
وفي الختام نقول للسيد عمرو موسى حافظ على منصبك امينا عاما للجامعة العربية وننصحك ان تحضر لك تابوتا اسلاميا مخيفا أو إن أردت نعشا مسيحيا جميلا وصلبا لجامعتك العربية ولامتك العربية المجيدة ولدولك الأسلامية المتقدمة والمتطورة لأن هذه الجامعة تحتضر وان الزمن قد عفى على ما تقرره لدول تسلط زعماءها على رقاب شعوبهم
ان العراقيين تكفيهم منظمة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الأنسان ومنظمة اليونسكو ومنظمة الدفاع من اجل المرأة ومنظمة اطباء بلا حدود ومنظمة بريجيت باردو ودفاعها عن حقوق الكلاب والحيوانات الأليفة ونرجو منك مخلصين ان تتركنا وشأننا وان العراق منذ اليوم هو جزء لا يتجزأ من نفسه وان العراق كله للعراقيين وأن العراقيين جميعا للعراق
ضياء السورملي - لندن
www.kadhem.net