أورهان باموك الكاتب التركي يواجه السجن

 

ضياء السورملي – لندن

 

تناولت وسائل الأعلام والصحافة العالمية والتركية موضوع محاكمة الكاتب التركي اورهان باموك ولقد استطعت ان اجمع هذه الملاحظات من العديد من الصحف الألكترونية وغير الألكترونية والتي نشرت باللغة الأنكليزية عن الكاتب باموك, وتقديرا وتضامنا مع الكاتب التركي والمرشح بقوة لجائزة نوبل للأداب انقل لكم هذه المعلومات المهمة 

 

 

يواجه الكاتب التركي أورهان باموك حكما ربما يصل الى ثلاث سنوات في السجن بسبب اتهامه بما يسمى اهانة الهوية التركية ، ان هذه المحكمة للكاتب التركي ستضع تركيا نفسها في محكمة اكبر واعقد وهي محكمة دول الأتحاد الأوربي الذي تسعى حكومة انقرة الى اللحاق بركب الأنضمام الى تحالف دولها

 

لقد أثارت جلسة الأستماع الأولى للمحاكمة حفيظة أولي راين كبير الممثلين في الأتحاد الأوربي الذي أبدى قلقه من وضع القيود على الحريات في تركيا والتي بدأت للتو محادثات بشأن انضمامها الى الأتحاد الأوربي 

 

الصحافة العالمية ومنظمات حقوق الأنسان والكتاب عقدوا العزم للذهاب الى مقاطعة سيسلي حيث امضى الكاتب باموك معظم حياته في هذه المدينة ، وسيجتمعون في مجمع سكني مقابل المنزل الذي تسكنه جدته

 

 

يعتبر الكاتب باموك من افضل الكتاب الترك والذي اشتهر  بروايته " إسمي هو الأحمر " وكذلك رواية " الثلج " وان التهمة الموجهه ضده تقع ضمن المادة 301  من القانون التركي المعدل والتي تعتبر من المواد المثيرة للجدل ووجهت ضدها الأنتقادات الحادة بشكل كبير في الأوساط الدولية خارج تركيا

 

تتلخص التهمة بانه اغضب العديد من الأتراك في شهر شباط عندما قال ان مليون أرمني قد تم قتلهم وابادتهم قبل تسعين عاما وان حوالي 30000 كردي قد تم قتلهم و ابادتهم في العقود الحالية  وهذا ما كان يعرف في تركيا بعملية التتريك العنصري او العزل او ما يعرف قانونا بالتابو   

 

لقد أثارت قضية الكاتب التركي العواطف من قبل منتقديه ومؤيديه على حد سواء للتضامن معه خصوصا وانه من المرشحين المحتملين بقوة للفوز بجائزة نوبل، وهناك مخاوف في اوساط الأعلاميين بان الأنتقادات التي صدرت من الكاتب استفزت السلطات التركية والتي سارعت باصدار الأوامر من قبل السلطات المركزية في تركيا باتلاف والتخلص من مؤلفاته 

 

كما عقد في يوم الخميس  عدد من الكتاب والفنانين الأتراك والذين واجهوا الأعتقال أو وجهت لهم تهما تتعلق بحرية الرأي دعوا في اجتماعهم السلطات الحكومية ان تخفف من القيود المفروضه على حرية الرأي في دعوة منهم لمساندة الكاتب 

 

وفي مقالة نشرت هذا الأسبوع قال باموك بانه منزعج لاستغلال محاكمته وتضخيمها اعلاميا ضده وقال ان هناك الكثير من اصدقاءه قد فقدوا سنين من عمرهم بانتظار المحاكمة او البقاء بالسجن بسبب خرقهم لأمور مشابهة تعتبر محرمة ولا يجب التحدث عنها 

 

 

يقول باموك ان العيش مثلما انا افعل في بلاد تقدس وتحترم الباشوات واصحاب النفوذ وكبار المسؤولين من الشرطة والجندرمة في كل مناسبة وترفض ان تتشرف بتقدير رواد الكتابة فيها الى ان يتموا أعواما بين المحاكم والسجون ، لا استطيع ان اقول بانني مندهش عندما يتم تقديمي للمحاكمة

 

يعتقد الكاتب والذي يبلغ من العمر 53 عاما , مهما تكن القضية المرفوعة ضده حتى ولو كانت تافهة فان ذلك لن ينفعه من ان ينتهي مرميا في السجن

 

لقد كررت الحكومة ولمرات عديدة بانها لا يمكنها  ان تتدخل في القضية , على الرغم مما صرح به عدد من الوزراء بانه من المستبعد ان يرسل باموك الى السجن

 

عدم الوضوح في ما ستؤول اليه المحاكمة واستمرارها يعتمد على وزير العدل والذي سيقرر فيما لو سيسمح لها بالأنعقاد

 

ان مقالة باموك قد تم نشرها في الخامس من شهر شباط قبل صدور قانون تركي جديد يمنع بموجبه التعرض لبعض الأمور التي تمس هوية او كيان او تاريخ الدولة التركية ، وهنا يتوجب على الوزير ان يقرر فيما لو ينطبق هذا القانون على هذه القضية ام لا 

 

صرح احد هيئة الدفاع عن الكاتب باموك  وهي المحامية السيدة نازان سينول حيث اخبرت وكالة الأنباء رويتر بان جلسة الأستماع في يوم الجمعة تعتمد على استجابة الوزير بالرد على استفسار المحكمة في الوقت المحدد ، واذا لم يسمع عن وصول الرد من وزارة العدل فان موعدا اخر ا سيحدد لجلسة الأستماع

 

كما ذكرت الصحافة ووسائل الأعلام بان عددا من اعضاء البرلمان الأوربي قد حضروا انفسهم لحضور جلسات الأستماع للمحكمة , وهناك مخاوف من ورود اشارات سلبية عن القضية خصوصا وا ن هناك مؤشرات قوية في السنوات الحالية حول اعادة النظر في حقوق الأنسان في تركيا 

 

هذه القضية تمثل اختبارا لكي تبين فيها تركيا مدى جديتها في تطبيق حرية التعبير وكيفية اعادة النظر في صياغة القوانين وتطبيقها هذا ما صرح به راين يوم الخميس في خطاب قوي غير اعتادي

 

على الرغم من إنتشار الأهتمام الواسع في قضيته فان الكاتب التركي اورهان باموك قال بانه توجد فترات من الزمن شعر فيها بانه ليس من السهولة ان يجد نفسه ممسوكا به ومحاصرا بين بلاده من جهه وبين بقيةى دول العالم

 

وفي الحقيقة ان كل ما يطلبه الكاتب هو ان يرجع الى طاولته ويبدأ بالكتابة