القرارات الكردية الشجاعة

ضياء السورملي – لندن
17-01-2006


ثمة قرارات شجاعة وقوية تم الأعلان عنها خلال الأيام الماضية ومن اهمها قرار توحيد الأدارة الكردية والقيادة الحكومية لكوردستان والأتفاق على مبادئ التفاهم المشترك بين كافة ممثلي الشعب الكردستاني وقواه المخلصة التي تريد ان تعمل في سبيل خدمة مواطنيه والذي سيكون تأثيره ايجابيا على كل مكونات الشعب العراقي .

ان الخطوة الجريئة بتوحيد الأدارتين في اقليم كوردستان كانت تمثل الفرحة الكبرى لكل المخلصين من ابناء الشعب الكردي وكل القوميات القاطنة في اقليم كردستان منذ امد كبير كما هي لكل الخيرين من ابناء العراق الشرفاء ، انها الخطوة الكبيرة والتي تدل على قرار حكيم اتخذته القيادات الكردستانية في الأقليم هذه الخطوة أنهت اية فرصة للتطاحن او التخاصم على المدى القريب على أقل تقدير ووضعت الأسس للعمل البرلماني والصراع السياسي من خلال الأحتكام للعقل والمنطق السياسي وكذلك من خلال الرجوع لصناديق الأقتراع وليس من خلال فوهات البنادق .

اننا نطمح الى قرارات لاحقة تحدد الفترة الزمنية للبقاء في الحكم او الفترة الزمنية لكل منصب سيادي او قيادي على ان لا يتجاوز البقاء في اي كرسي من كراسي الحكم لاكثر من دورة واحدة وبذلك نكون مطمئنين على اسلوب الحكم ونزاهته وان نبعد شبح التوارث العائلي او الألتصاق بالكرسي لكل طامع به خصوصا وان للكرسي سحر عجيب لكل من يجلس ويتربع عليه.

نريد ان نؤسس لمجتمع مدني يقوم على الديمقراطية الحقيقية وان يكون للمواطن كيان وان يكون للانسان كرامة وان يكون للوطن حرمة وقيمة نبيلة عند الجميع كما نطمح ان نؤسس تربية تقوم على اساس الأستقلال لكردستان ضمن فترة زمنية مدروسة عندما تنضج الأفكار وتتهيـــأ الظروف الأقليمية والدولية وان يتم ذلك بارادة حرة ومن خلال صناديق الأقتراع وباشراف اقليمي ودولي وبموافقة ومباركة من المجتمع الدولي وبمعرفة واقعية من الشعب العربي في العراق ومن دون اراقة للدماء مثل النموذخ المثالي لأنفصال الجيك والسلوفاك .

اما القرار الكبير الأخر المثير للجدل والذي ضمنه الدستور هو استحداث وزارة للشؤون الخارجية في اقليم كردستان ، هذا القرار ربما يغيض الكثيرين من الذين في نفوسهم حقد عنصري ومرض طائفي بسبب تفسيرهم محاولة الكورد ان يعلنوا الأنفصال الفوري ، ان الأستقلالية هي للقرار الكوردي واستقلالية فكرهم وثقتهم الكبيرة بما يقدمونه لشعبهم الكردي وهذا يدل على وعي كامل كما انه يمثل مصداقية حقيقية في التعامل مع اخوانهم من الشعب العربي في العراق .

ان هذا القرار ربما يفسره البعض على انه خطوة على طريق الأنفصال وما المانع من فكرة انفصال الكورد اذا لم يتم النظر اليها من زاوية ضيقة وشوفينية بغيضة وعنصرية مريضة بدلا من ان يتم النظر الى هذا القرار على انه يمثل الآلية الصحيحة لتقديم الخدمات الجليلة لابناء الشعب الكردي والأقليات المتآخية معه في الأقليم من المتواجدين في خارج العراق والذين عانوا كثيرا من الممارسات العنصرية والطائفية والتفرقة والأضطهاد طيلة العقود الماضية ، لقد حان الوقت للعمل والتنافس لتقديم الخدمات وتطويرها من خلال فصل المسؤوليات وتجزئتها بحيث تكون الأفضلية لمن يقدم الخدمات الجليلة الأكثر لابناء جلدته بدلا من القمع والأضطهاد الذي مورس لسنين عجاف عليهم.

انها تجربة جديدة وخطوة تستحق الدعم لتطويرها كما ان تشكيل هذه الوزارة سيقلل من اعباء وزارة الخارجية المركزية ويقلل من الجهود الدبلوماسية المبعثرة وسيفرض مبدأ المنافسة بين الوزارة وسفاراتها والملحقيات التابعة لها بالأضافة الى المراقبة للأداء وكيفية تنفيذ الأتفاقيات والعقود والمواثيق التي تتعلق بالأقليم والحكومة المركزية .

وكذلك فانها ستكون العنصر الأيجابي الفعال الذي سيساعد على منح الأقليم الكردي او الأقاليم الفدرالية ان تشكلت فرصة الأستقلال بشكل انسيابي على المدى البعيد علما بان حق الأنفصال والأستقلال للشعب الكردي هو حق شرعي وليس مخالفة دستورية ويحفظ هذا الحق للشعوب جميعها ميثاق الأمم المتحدة كما سيحقق من ناحية اخرى الخطوات السليمة وبانسيابية شفافة ومن دون تعقيدات لتطور العلاقات بين الشعبين الكوردي والعربي في العراق وكذلك ستهئ لممارسة الفكر الفدرالي بكل تفاصيله وتطبيقاته في عقول جميع العراقيين الذين يفكرون في تشكيل فدراليات تخص اقاليمهم مثلما نص عليه الدستور بان من حق كل ثلاثة محافظات او اكثر ان تشكل اقليم فدرالي خاص بها وبهذا تضمن الحقوق الدستورية لكل الطوائف والملل في العراق بممارسة حقوقها من دون خوف او تسلط من القوميات الاخرى .

اننا نأمل ان تصدر قرارات كبيرة اخرى تؤمن السكن والعيش الكريم لكل مواطن كردي شرد خارج كردستان وان تكون الأولوية لسكان المخيمات من اخواننا من الكورد الفيليين ومن الكورد الذين فقدوا منازلهم وشردوا منها بسبب الحروب وان تصدر القرارات الكبيرة لاستضافة الكوادر العلمية وتأمين المواقع المهمة لهم كل حسب كفاءته وعلمه ومقدرته ونمنع ونصد محاولات هروب الكوادر العلمية مرة اخرى وايقاف هجرة العقول من خلال قرارات تحفظ حقوقهم وتصونها بقرارات رصينة وان نشهد تكافؤ الفرص للجميع من دون استثناء ، انها امنيات ولكن تحتاج الى قرارات جبارة .

نامل بان يصدر قرار من القيادة الموحدة يجبر كل شخص ان يزرع شجرة في كردستان ، وان تسحب الأسلحة الرشاشة والمسدات من ايدي حامليها من غير العسكريين وان يتم احلال الكومبيوتر والكتاب والقلم والجرارات الزراعية محلهما .

نريد ان تصدر قرارات شجاعة تعطي الأولوية لبناء المدارس والمستشفيات والجامعات والملاعب الرياضية و احواض السباحة في كل بقعة من كردستان .

نريد ان يسود القانون وان تنهض المحاكم بعملها من دون تدخل الحكومة في شؤونها ونريد للقضاء ان يكون مستقلا ولا يمكن للقضاء ان يكون مستقلا من دون حمايته من اي ضغوط وتدخلات من اي قوة تحمل السلاح ، ان القرارات الشجاعة تاتي من اناس وقيادات شجاعة وحكيمة في الأقليم كما ان نزاهة القضاء في اي بلد تعتبر مقياس التطور والحضارة في ذلك البلد ونريد لكوردستان ان تكون متحضرة ومتطورة .

نريد ان تكون خطوط المواصلات بمستوى التقدم الحاصل في الدول المتقدمة وان تربط كل المدن الكردستانية بشبكة واسعة من المواصلات البرية والجوية والنهرية كما تربط كردستان بالدول المجاورة لتسهيل الدخول والخروج من والى الأقليم وان تتوفر كافة وسائط النقل الأمينة والأمنة .

ان الزمن القادم سيشهد نهضة سريعة للكورد والتطور الكبير في كوردستان الخالية من الحروب ولن نتوقف وسنطالب دوما بمزيد من القرارات الشجاعة وبهمة وعمل ونشاط ابناءه وقيادته معا .