لا تناشديهم يا بيان !

ضياء السورملي

 

لم تكن مناشدة الدكتورة بيان الأعرجي مفاجأة لمن يعرفون  مأسي الكورد الفيليين في العراق وفي ايران وفي دول المهجر ، جاءت مناشدتها لقادة الاحزاب الشيعية والكوردية باعتبار ان الكورد الفيليين هم من المذهب الشيعي ومن القومية الكردية معا  وانا اقول للدكتورة الفاضلة لقد اخطأت وناشدت تلك القيادات الم تقرأي قول الشاعر الفيلي المرحوم د. زاهد محمد زههدي وهو يخاطب الكورد.

 

تابعي دربك والبلوى وسيري                واحملي حزنك زادا للمسـير

واقتفي إثر ألـــوف عبــــروا        قبلك الدرب الى هذا المصير

دفعوا الأعمار غرما وانتـهوا               للمنافي او لأعماق القبــــور 

 

ان مشكلة الكورد الفيليين اصبحت مادة تجارية جيدة لكل من يريد ان يتاجر بها ، فهي صالحة لتجارة الأنتخابات وهي صالحةلتجارة المناصب الوزارية وهي صالحة ايضا لتجارة المساعدات الآنسانية ويكون الخاسر الوحيد في كل تلك التجارات المربحة هم الكورد الفيليون فقط ولا غيرهم ولا ادري متى سيتعلم الكورد الفيليين الدرس من المصائب التي حلت بهم . 

 

لقد انتهت ثلاث انتخابات في العراق و في كل مرة  لا يوجد من يمثلنا من المرشحين  وياتي غريب ويصعد على اكتافنا لكي يمثلنا  ويعمل باسمنا ويتاجر بعرضنا ومأساتنا وهمومنا وشهداءنا .

 

اما المناصب الوزارية فيستحقها قتلة شعبنا ويكرم بها كل من به جرم وطالت يده السرقات ، المناصب الوزارية لمن يصرخ ويزعق باسم الأمة العربية المجيدة وينادي بطردنا الى معسكرات الذل مرة اخرى  ، المناصب الوزارية لمن شارك بمأساة شعبنا وشارك في تسفيراتهم الى ايران ، المناصب الوزارية لمن يزعق ليل نهار باننا صفويون واننا غرباء واننا ايرانيون .

 

واما المساعدات الانسانية فقد دفنت مع الأم تيريزا عندما ماتت في الهند ودفنت أمالنا مع الزعيم الهندي الراحل غاندي ودفنت مع عضو مجلس السلم العالمي المرحوم صالح اليوسفي ، هؤلاء كانوا ممثلين للفقراء والمنكوبين وليس من بيده سبحة يسبح بحمده وماله وقصوره وامواله ، امالنا وحقوقنا واهدافنا ليست بيد من لف فوق رأسه عمامة وراح يهذي على القوم بمعسول الكلام وهو ياكل المال الحرام ومال اليتامى والفقراء وينهب خمسهم ويستولي على اموالهم ويغتصبها لمرة ثانية بعد ان يعيدها من المغتصب الاول بحجة انها اموال استولوا عليها من غاصب فهي حق لهم .

 

ان مأساة الكورد الفيليين ستبقى مأساة ما دامت المرجعيات الدينية التي نفدي ارواحنا فداء لها ونستميت للدفاع عنها تضحك علينا وعلى عقولنا وترفض اصدار الفتوى بحق من اغتصب بيوتنا ونهبها وان مأساة الكورد الفيليين ستتقى مأساة ما زلنا لا نعرف قدر انفسنا ولا نعطي الدور المهم لابناء جلدتنا لآن يقودوا ملتنا .

 

ان اموال وممتلكات الكورد الفيليين لو ارجعت لهم في عراق حكومات الخطابات الرنانة والمنمقة والشفافة  لما كانوا بحاجة الى مناشدة لأستغاثة  ، ولو ان اموال الكورد لم يستولى عليها من دعاة الدين والمصلين والعاملين في سلك الأمن والشرطة من المجرمين لما وصل بهم الحال الى ما وصلوا اليه اليوم من وضع ماساوي وعيشة ذليلة ووضع مهين .

 

ان ماساة الكورد الفيليين ستبقى قائمة الى ابد الدهر وسيبقى العراق يعاني من الظلم والجور ما دام فيه حكام فاسدون بل ومجرمون يتقلدون اعلى المناصب .

 

ان ماساة الكورد الفيليين ستبقى لان الكورد الفيليين سلموا مقاليد امورهم وقيادتهم  بيد شعيط ومعيط وجرار الخيط وان الدولة التي يشد حبالها الحطاب فصوع ويحل وثاقها الجرذ جربوع ستبقى فيها المآسي مستمرة وسيهرب فيها بقية الناس الى المنافي كل يوم ولن يشفع لكم ايها الكورد الفيليين سوى لم صفوفكم وتنظيم اموركم والضرب بيد من حديد لكل من يقف بوجه مطالبكم وان تلقنوا الدرس تلو الدرس لمن اغتصب بيوتكم ودفن اولادكم وان يكون شعاركم من اليوم العين بالعينين والسن بالفك والبادي اظلم  ولن يفل الحديد الا الحديد فمتى تفقهون .

 

أما اذا كان الأمر والحل والربط بيد المترفين والمتنعمين ففي كل يوم سنفتح معسكرا للذل ومعسكرا تصل فيه درجات الحرارة الى فوق الخمسين ودون الصفر بخمسين .

 

لا تنفع المناشدة يا بيان مع من لا بيان لهم ولا هدف ولا ضمير لانهم مشتركون في جريمة اخوانك العرب والكورد الفيليين ، انهم ادوات الجريمة منذ حين وانهم من عمل النعش واحضر الكفن وانهم من حفر المقابر الجماعية لكي يجلسوا وابناءهم وزوجاتهم في القصور وليذهب غيرهم فيليين او غير فيليين الى الجحيم .

 

سنناشد الشياطين ونناشد المجرمين فهم ارحم على ابناءنا من الحاكمين ، لا تحزني يابيان فلنا رب العالمين سنفترش الأرض ونلتحف السماء  وسناكل التراب ونشرب الماء المخلوط بالدود و بالطين الى ان يلتفت الى ماساتنا خالق التنين وقاهر الظالمين.

 

أريد ان  اذكر الحكام الطغاة  في ايران وفي العراق بانكم لن تهنأوا لان ملة مظلومة تدعوا عليكم ليل نهار ، ولن تسعدوا وتستريحوا ما زالت هناك  عجوز  واحدة تنادي ربها مفرعة راسها و فاتحة صدرها تدعو ربها ان ينتقم من ظلمكم وجوركم وقتلكم لاولادها واحفادها.

 

ستسقط عمائمكم تحت الأقدام وستنكشف عوراتكم ايها المغفلون الحاكمون في ايران لظلمكم امة شيعية كردية مسلمة بهذا الشكل ، ستختنقون باربطة العنق التي تلبسونها ايها السادة الحاكمون في العراق لتنكركم لمأساة ملة كوردية شيعية عراقية تنكرت لها كل قياداتكم عربها وكوردها شيعتها وسنتها وسيسجلكم التأريخ في مزبلة قاعدة بياناته التي لا يمكن محوها.

 

سنناشد شارون وبابا الفاتيكان ونناشد المجوس والبوذيين وعبدة الأوثان فهم ارحم منكم واكثر انسانية منكم لقد جربناكم جميعا فلم تكونوا سوى وحوش كاسرة نهشت اجساد امتنا وشعبنا سنجرب الكفار والمارقين عسى وان نجد النجدة عندهم فهم لشعوبهم محبين ومحسنين .