الخطة الخبيثة - مؤامرة وليست مصالحة
ضياء السورملي
تتحدث الأنباء عن قرب الأعلان عن خطة للمصالحة ، ولا
نعرف لحد الأن مع من تكون المصالحة وما هي اهدافها الحقيقية وما مغزى
التصريحات المتعددة التي يروج لها المتحمسون لهذه الخطة من اعلى الهرم
القيادي للسلطة داخل العراق الى وسائل الأعلام المختلفة وكذلك قوى وتيارات
داخلية وخارجية متعددة تديرها مؤسسات الجامعة العربية واحزاب الفكر السلفي
التكفيري الدموي بقيادة مجرمي القاعدة من امثال المقبور الزرقاوي واسيادهم
الظواهري وابن لادن
.
نحن لا نعرف اين تتم مثل هذه الطبخات التي يسمونها المصالحة ، هذه الأتفاقيات
التي تتفنن في النيل من كرامة العراقيين الذين ناضلوا من اجل اسقاط النظام
العفلقي المجرم وكل ذيوله واتباعه وازلامه لعقود طويلة من الزمن ، يريدون منا
ان نتصالح مع المجرمين ويطلبون منا ان نصمت وان نقبل بما يملوه علينا من شروط
يسمونها شروط المصالحة
.
حسب ما تسرب من انباء هذه الخطة المتكونة من ثمانية وعشرين بندا سيتم اعلانها
قريبا باستثناء العديد من البنود السرية التي لا يريدون الأعلان عنها خوفا
على ما تتضمنه من اهانة للعراقيين الشرفاء ولكي يحافظ المتفاوضون على مناصبهم
من ان تتهاوى وتتكسر أرجل كراسيهم ويسقطون في منزلق خيانة الشعب العراقي او
اهانته على اقل تقدير
.
تتضمن الخطة المؤامرة اعفاء جميع السجناء الذين لم يتورطوا في عمليات قتل
الأبرياء ، ان هذه الفقرة هي فقرة جميلة وصحيحة في محتواها القانوني
والأنساني بشكل لا يقبل الشك ولكن المؤامرة التي تكمن في مضمون هذه الفقرة هي
ان يتم اطلاق سراح جميع المجرمين الملطخة ايديهم بجرائم اقلها شأنا هي قتل
اكثر من مواطن عراقي برئ وبدم بارد ، كيف سنتاكد من ان اطلاق سراحهم لن يكون
ضمن صفقات خاصة وضمن ترتيبات معينة لكي تضمن للقيادات الضعيفة مناصبها
وسرقاتها وفسادها الأداري هذه القيادات التي بدأت تتراجع وتتهاون امام مطاليب
المجرمين.
احد فقرات الخطة تنص على وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسية وهو
ما ينادي به المزايدون على وطنية العراقيين ويسكتون ويصمتون وتطبق افواهم عند
اول منصب يتقلدونه في وزارات المساومة الحكومية على المناصب ، هذه الفقرة
فارغة من محتواها وقد حشرت في بنود الخطة ،ان تصريحات المسؤولين في القيادات
العسكرية الأميركية والبريطانية يوميا وباعلى اصواتهم تجمع على انه لن يتم
جدولة الأنسحاب ولا يتم اي انسحاب الا بعد ان تقتنع القوات المحتلة من ان وضع
العراق مطمئن لسياسة اميركا وبريطانيا والدول المتحالفة معها وما عدا ذلك فان
اي انسحاب عسكري يعتبر هراء وكلام فارغ يتم استعماله للمزايدات السياسية
والدعاية الفارغة من السياسين العراقيين الخاوية عقولهم من فقه السياسة
والمليئة بافكار فن السرقة لاموال العراقيين واللعب على مقدرات ضحايا الشهداء
وذوي العائلات التي فقدت اعزتها واحبتها
.
تتضمن الخطة فقرة هزيلة تنص على وقف العمليات الأميركية ضد مواقع الجماعات
المسلحة ، هل نفهم من هذا النص غير المنطقي ان اميركا ستوقف عملياتها
العسكرية ضد الأرهابيين وضد عناصر القاعدة وضد جماعات الزرقاوي وهيئة علماء
المجرمين وضد ما يقوم به الأسلاميون الدمويون التكفيريون من ذبح للعراقيين
وهل ستقف اميركا متفرجه عندما يتم تفجير الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة
واستخدام الأنتحاريين لجثثهم النتنه في سيارات مفخخة لكي يتم تفجيرها على
حافات الطرق وفي الأسواق العامة وبين المدنيين ، هل فقد ساستنا عقولهم
وصوابهم لكي يضعوا فقرة للمصالحة بهذه السذاجة السياسية
.
اما الفقرة المضحكة الأخرة تنص على وقف انتهاكات حقوق الانسان من جميع
الاطراف ، ان هذه الفقرة تدين كل الأطراف المتفاوضة وتتهمهم جميعا بانهم
ينتهكون حقوق الأنسان ، ولذلك تطالب الجميع ان يوقفوا انتهاكاتهم لحقوق
الأنسان ، نحن نتسائل هل بقيت حقوق للانسان العراقي يتم الدفاع عنها ، وهل
احترم الأطراف التي تتجاذب التفاوض ابسط الحقوق لكل فرد ادمي او حتى لحقوق
الحيوانات التي تعيش في العراق ، ان حقوق البشر وحقوق الحيوان وحقوق النبات
والشجر كلها انتتهكت في العراق بسبب التجاوز على ابسط القيم الأنسانية بما
فيها تعاليم الدين الأسلامي الحنيف ، انتهكت اولا من الأسلاميين الذين تسلحوا
باحزمة ناسفة حول بطونهم وحول خصورهم لكي يفجروا انفسهم مثل بهائم مفخخة في
وسط الحشود في اسواق العراق فاي حقوق سوف يحترمها المجرم الذي مسخ فكره لكي
يصبح بهيمة مفخخة هدفها القتل والجريمة
.
وفقرة اخرى تثير السخرية والضحك معا فهي تنص على تعويض ضحايا الاعتداءات التي
ارتكبت من قبل الجماعات المسلحة والقوات العراقية والقوات المتعددة الجنسية
.
ان الخلط في عملية تعريف الأعتداءات هي ما جلب انتباهي فكيف توصف اعمال
القوات المسلحة العراقية التي تمثل الحكومة العراقية متمثلة بقوات وزارة
الدفاع وقوات الشرطة التي من اول واجباتها حماية وتطبيق القانون ان توصف بمثل
اعمال وجرائم الجماعات المسلحة ، انه اعتراف ضمني من الأطراف المتفاوضة بان
اعمال الجميع هي اعمال مسلحة ارهابية وان ما قاموا به هو ضد ارادة الشعب
العراقي وبذلك وقعت القوى المفاوضة التي تمثل الناخب العر اقي في الفخ بانهم
ارهابيون وان قواتهم هي مثل قوات الجماعات المسلحة ومثل قوات الاحتلال ، ومن
المضحك ان يوصف من يتم قتلهم من المجرمين بايدي القوات العراقية والقوات
المتعددة الجنسيات هم ضحايا وليسوا مجرمين ويجب تعويضهم ولربما سيكون تعويض
هؤلاء المجرمين قبل تعويض الأبرياء الذين سقطوا بايدي العناصر المسلحة
المجرمة وايضا قبل تعويض الشهداء في الأنفال ومن الكورد الفيلية ومن ناموا في
المقابر الجماعية ومن حرقوا في القنابل الكيمياوية
.
اما الفقرة التالية فهي اهانة لكل العراقيين الشرفاء والتي تنص على اعادة
النظر في قانون اجتثاث البعث ، كيف سيتم اعادة النظر في امور البعثيين ولماذا
لا يتم اجتثاثهم ومن هي الجهات التي تريد عدم اجتثاثهم ، ان المدافعين عن
البعثيين هم من كانوا اصدقاء البعثيين السابقين والذين هم الآن في هرم
القيادة والسلطة ومنهم من كان بعثيا ولا يزال يفتخر انه بعثي ويريد ان يجتمع
ويؤسس ويعيد تنظيمات حزبه وربما بمسميات مختلفة مثل حزب العودة وحزب المودة
وحرب العبث والحزب الأسلامي المبعث وحزب بعث الاسلام وهكذا من التسميات التي
تلف وتدور حول تسميات مختلفة لتشكيلة حزب البعث ، نقول بصراحة لكل من يريد
عودة البعث وفكر البعث الفاشي انكم تلعبون بالنار وان انتفاضة العراقيين
ستكنسكم من مناصبكم مهما علت وكبرت مسمياتكم ، من دون شك سينقلب عليكم ابناء
العراق الشرفاء وان التجاوز على ارادة العراقيين الذين ضاقوا الأمرين على
ايدي البعثيين والتكفيريين غير مسموح بها ولا يمكن التفاوض بشأنها ، نقول لكل
من يريد ان يصعد على اكتاف الأبرياء والضحايا ان العراقيين سيجعلون من
مناصبكم الوزارية والقيادية والسيادية لهيب نار وشعلة ملتهبه تحرق مقاعدكم
ولن ينفعكم وقتها كل مطافئ الحريق في العالم ، لذلك نحذركم من التمادي في
التعامل مع البعثيين ومع فكر البعث العبثي الفاشي الدموي
.
وناتي على فقرة مهمة اخرى تدل على المهانة وعدم الكرامة ونقصان الغيرة وهذه
الفقرة تطالب بتعويض الاف العسكريين والمدنيين من البعثيين والمسؤولين في
دوائر الأمن ومن السجانين ومن الذين اقيلوا من مناصبهم بسبب سمعتهم سيئة
الصيت وجرائمهم التي يندى لها الجبين والذين اقيلوا من مناصبهم من دون ان يتم
محاسبتهم على جرائهم بعد سقوط النظام السابق ، لم نعرف ما هو القصد من رغبتكم
في تعويض من تسببوا في تدمير و هجمان بيوت العراقيين جميعا من اولئك
العسكريين الهاربيين والفارين بملابسهم الداخلية يوم دخول القوات الأجنية ،
لماذا تعوضونهم هل لانهم من البعثيين والذين شاركوا في غزو الكويت ام لانهم
شاركوا في حملات الأنفال ام لانهم تسببوا في الحرب العراقية الايرانية
والمقابر الجماعية ، لماذا تريدون تعويضهم هل لانهم شرفاء ام لانهم مجرمين ،
ونحن نتسائل هل انتهيتم من تعويض ابناء الضحايا في الانفال وابناء الانتفاضة
الشعبانية وابناء الكرد الفيلية وهل عوضتم ابناء الأهوار لكي تعوضوا
العسكريين الذين عاشوا على الرشوة والمال الحرام ونهب اموال الكويت وايران
والكرد والشيعة ، هل ستعطونهم البيوت من جديد ام ستوزعون عليهم سيارات مرسيدس
او سيارات تويوتا ام انواط شجاعة جديدة
.
نحن نتسائل هل اننا انتخبناكم لكي تتفاوضوا مع المجرمين والقتلة والعسكريين
من ازلام صدام واعوانه في زمن حكمه المقيت ام اننا انتخبناكم لكي تسرقوا
وتناقشوا رواتبكم الصاروخية الأرقام في البرلمان غير المكتمل النصاب على
الدوام ، انكم نسيتم انفسكم ايها القادة وايها الزعماء ، واذا ما استمريتم
بهذا الشكل فاننا سنضحك عليكم يوم تهربون بملابس النوم مثلما فعل العسكريون
الذين تتفاوضون معهم اليوم وتحاولون ان تظهرونهم لنا وكانهم ملائكة رحمة ويجب
تعويضهم ، اتقوا الله فيما تفعلون وادرسوا خططكم قبل ان تتفاوضوا والا
ستندمون .
كما تنص الخطة على وقف اعمال المليشيات وفرق الموت ، لم توضح لنا الخطة من هم
المليشيات ولمن تتبع وما هو البديل لها وهل سيتم استبدالها بالعسكريين
البعثيين الصداميين بعد ان يتم تكريمهم وتعويضهم وارجاع كل انواط الشجاعة
التي حصلوا عليها لانهم كانوا شجعان في القتل الجماعي للعراقيين ومن هي فرق
الموت هل هي فرق الموت التي يتهمنا بها الأعلام المعادي للشعب العراقي في
وسائل اعلامة الممول من الدول الحاقدة على كل تطلعات واماني الشعب العراقي
والتي تقف بكل ما تملك من امكانيات للسيطر ة على مقدراته ونزع الملك والحكم
من يديه نحن نتسائل من هي فرق الموت في هذه الخطة ومن هم البديل للميليشيات ،
نحن مع نزع السلاح من ايدي الجميع بشرط ان تكون السلطة قادرة على السيطرة على
الأمن اما ان تحل الميليشيات ليحل محلها ضباط الأمن في زمن صدام فهذا مرفوض
جملة وتفصيلا
.
ان اي خطة ستكون مرفوضة اذا جرت بين اطراف معينة تتفاوض لكي تحافظ على
مناصبها القيادية باي شكل ولا يهمها مصالح الشعب واهدافه ، وهذه القيادات
معروفة بانتهازيتها وتقلبها حسب مصالحها الضيقة ، وان الأوامر والأيعازات
تاتيها وتستلمها من الأطراف التي تاتمر بامرتها، ان هذه العناصر المفاوضة
مرفوضة ولا يحق لها ان تتفاوض مع المجرمين
.
ان قوة الشعب العراقي قوة جبارة ولا يمكن الأستهانة بها ، ان ذوي الشهداء
صابرون ولكن صبرهم اذا نفذ سيصبح مثل بركان هادر ولا يمكن لكائن من كان ان
يستهين بارادتهم عند ذاك ، نامل من كل القوى الشريفة ان تتتصدى لاي خطة تآمر
ضد آمال ومصالح العراقيين بحجج وتسميات مثل المصالحة والمصارحة والتقارب
والتآلف والتناسق والتعايش ، ونحن نقول لا معايشة ولا مصالحة ولا مصارحة ولا
مكاشفة مع اي شخص او مجموعة او فئة اياديها وفكرها ملوث بالقتل وتدمير
الأنسان العراقي.
|