الصراخ في قانا ضياء السورملي – لندن
الصراخ في قانا من يسمعه ، وعويل الاطفال من ينتبه له ، ومناشدات الضعفاء من يستجيب لها ، يلعب رجال السياسة لعبة الموت بكل براعة ، وآلة الدمار تسير بشكل سريع لتسحق كل من يقف امامها ويحاول منعها ، تنشق الأرض وتعلن احتجاجها على ما يحصل من مآسي في قانا وفي لبنان وفي العراق وفي بقاع عديدة من افريقيا والعالم ، مجازر قتل جماعي ومقابر واسعة تضم في طياتها كل انواع البشر واصنافهم . اطفال وشيوخ ، رجال ونساء ، اغنياء وفقراء ، تضم المقابر كل انواع الفكر البشري ومن مختلف الديانات السماوية وغير السماوية ، تضم الأرض في طياتها ثراهم واثارهم وكل ما يملكون
يوم امس كانت مجازر العراق في الحلة وفي الكرادة وفي اربيل وفي البصرة وفي كل مكان من العراق ، كيمياوية حلبجة ، مثارم الكرد الفيليين ، أنفلة الكورد المسلمين ، مجازر المقابر الجماعية في النجف وفي كربلاء وفي الأهوار . مجازر صارت قديمة واصبحت تاريخا واصبح الكلام عنها يؤلم البعض والسبب هو ما يحصل من فنون قتل ودمار حديثة في اساليبها وفي تقنياتها ، مجازر تمثل مذابح عصرية لقتل الناس في الحلة وفي المسيب وفي كركوك وفي مدينة الثورة وفي الشعلة وفي البصرة وفي كربلاء وفي الكوفة هذه الاسماء اصبحت قائمتها طويلة في سجل مفخخات قتل العراقيين الأبرياء من المدنيين والناس البسطاء من الأطفال والنساء بحجج طائفية ، مرة يقتلونك لانك شيعي ومرة لانك سني ومرات كثيرة يقتلونك لانك عراقي لا غير
اليوم تحدث مجزرة رهيبة في وطن اسمه العراق وبعدها تحدث مجزرة اخرى مماثلة لها في دولة اخرى اسمها لبنان اما المجازر فلها تسمياتها وخصوصياتها حيث المجزرة في بغداد اسمها مجزرة الكرادة يذهب ضحيتها الابرياء ولا احد يسمع او ينتبه لفداعتها وبشاعتها ولن يحاسب او يعرف من ارتكبها فتسجل في قيود الشرطة ضد مجهول .
اما الجريمة الثانية فهي اقسى واكثر دموية حيث اسمها مجزرة قانا في لبنان وهي تحدث ثانية في نفس المكان وفي نفس البلد وبعد عشرة سنوات على المجزرة الاولى ، انها قانا الثانية التي تهدي اطفالا حلوين على صخرة القرابين ، انها تذكر القادة كلهم الشرفاء منهم والقوادين بانكم سبب قتلنا وتصرخ جثامينهم متى ستشبعون من قتلنا ورمينا جثثا تحت الأنقاض ايها الطغاة القساة
ان العالم الأنساني المغلوب على امره يصرخ باعلى اصواته من رعونة الحكام الجبناء ومن لعنة السياسة الدولية التي تقهر المساكين فقط ، ان العالم الانساني يريد ان يرى هولاء الحكام الذين وضعوا أحذيتهم على روؤسهم لكي يمتنعوا من التفكير بالحلول السلمية للمسائل العالقة هؤلاء الحكام هم من اصبحوا اضحوكة شعوبهم ولعنتهم ، انهم من السفاهة بحيث يخرجون علينا ضاحكين وغير مبالين بما يحدث من مهازل ومن مجازر في قانا وغير قانا انهم منتعشين لقتل المدنيين في الكرادة وانهم من يفرح ويخطط للهزائم التي لحقت بهم وبشعوبهم في قانا وفي كل انحاء لبنان
الملوك والحكام العرب يشربون نخب سقوط الأبرياء في كل مكان يحكمون فيه بلدانهم برعونتهم وجبنهم وخستهم وعدم احترامهم للطفولة والأمومة والشيخوخة واستهزائهم بالقيم الأنسانية ، انهم خانوا القسم الذي اقسموا به لكي يدافعوا عن بلدانهم وعن شعوبهم ، لقد جعلوا من الدين مهزلة ومن الفتاوى الدينية مسخرة ومن اقاويلهم وشعاراتهم فتنة ومن خطاباتهم حروبا
نطالبكم ايها الملوك والحكام العرب وايها الحكام في البلدان الاسلامية ان تغتسلوا بالمياه القذرة لكي تحسوا ولو لمرة واحدة بوجوهكم وهي تتلطخ بقذاراتكم ، فوالله لو كانت لذنوبكم رائحة كريهه لازكمت رائحتكم طول بلدانكم وعرضها التي تحكمونها ، كما نطالبكم ان تنزعوا العمة والعقال والسدارة من فوق روؤسكم وان تسيروا عراة في بلدانكم لكي تعرفوا كم انتم عراة من الأنسانية التي يحملها غيركم والذين تسمونهم كفرة ، ايها الحكام الظالمين احلقوا الرؤوس والشارب واللحى واضربوا انفسكم بكل احذية شعوبكم لكي يصحى ضميركم ولكي تعرفوا من انتم وما هي حقيقتكم
ايها الحكام العرب والحكام في البلدان الأسلامية اذهبوا الى جامعتكم العربية ورابطة دولكم الأسلامية واشربوا نخب فشلكم وهزيمتكم مع رئيس جامعتكم عمرو موسى ومتى ما انتهيتم من اجتماعكم ادعوا كل رجال الدين المنافقين في بلدانكم واذهبوا جميعا الى اقرب حفرة واطلبوا من شعوبكم ان تدفنكم في مقبرة جماعية واكتبوا وصيتكم لأمتكم المجيدة انكم خنتم الأمانة وانكم خذلتم امتكم وشعبكم واطلبوا من شعوبكم العربية والأسلامية ان تسجل لعنتها الأبدية عليكم وعلى فترات حكمكم المخزية
|