اعدام صدام عبر ودروس ضياء السورملي – لندن
بعد ملاحقة شاقه وطويلة للطاغية صدام تم القاء القبض عليه في حفرة حقيرة مقابل احد قصوره الفخمة في تكريت حيث اخرج من حفرته تلك وديس براسه تحت بسطال جندي أميركي في منظر آلم من عاش على كوبونات النفط والمنتفعين من حكمه و فرح له كل من عاني من جور الطاغية وعدوانيته واجرامه. بعد ان نجح الأميركيون في الأمساك بصدام حسين بعد مطاردة مخابراتية طالت قليلا اعلنت بعدها القيادة العسكرية وبلسان السفير الأميركي الحاكم في العراق السيد بول بريمر وعبارته المشهورة " لقد امسكنا به " .
وقبل بريمر تنبأ المرحوم الدكتور زاهد محمد زهدي الشاعر الكردي الفيلي بقصيده نشرها بتاريخ 29/3/1991 في قصيدة رائعة اسمها مرحى بغداد حيث نظمها في اعقاب هزيمة الطاغية في اذار 1991 ويقول فيها:
يا ليلُ : البغيُ دنا غدهُ ... وعيون العالم تشهدهُ الشمس تخبُ لموعدها ... والفجر قريبٌ موعدهُ والشعب يدك بقبضته ... الطاغوت: ألا سلمت يدهُ ويد الحجاج ستقطعها ... روح ل(سعيدٍ ) ترصده ُ لا ترخي العزم ولا تهني ... (بغدادُ) فروحك موقدهُ
ظهر صدام بشعر كث وكانه أحد المتسولين المدمنين على الخمر والمخدرات في شوارع لندن ، عُرض على شاشات التلفاز في كل أنحاء المعمورة كما شوهد أحد الاطباء يفلي رأسه من القمل في منظر لا يدل الا على ان الرجل متشبث بالحياة وان كل جبروته وطغيانه كان زيفا وفقاعة صابون لا غير .
من الدروس التي ستعقب اعدام صدام هو ان الموت والقصاص يلاحق كل طاغية مهما طال حكمه ، وان صدام حسين ليس اول واخر طاغية في الكون ولكنه واحد من اعتى الطغاة ، وقد حصد عاقبة طغيانه بان فقد كل نسله ، لقد فقد ولديه كل من المقبورعدي والمقبور قصي وهما نسل ٌ للجريمة من ابيهما كما اعدم صدام أزواج بناته وهم حفنه من المجرمين عاثوا فسادا وجريمة في البلاد فاستحقا ما فعلت ايديهم وعلى يد سيدهم . وقتل صدام ابن خاله عدنان خيرالله وخال اولاده والعديد من المقربين منه ، كما انتهى معه الى السجن معه اشقاءه من امه وسيلاحقهم الأعدام الحتمي لانهم شركاءه في الجريمة . وفقد صدام كل ما يملك من جاه ومن قصور وثروة وتوزعت بعض امواله عند بناته وزوجته ولكنها ثروة لن تدوم لان القانون والقضاء سيلاحقهم خصوصا وانها ثروة مسروقة من اموال وقوت الشعب .
باعدام صدام ستنتهي عملية تجارية كبيرة مرتبطه به وباسمه ، حيث ان العديد من الدول كانت تراهن على عودة الطاغية مقنعة نفسها بعودته. سيسقط باعدامه رموز عملت باسم صدام وتاجرت باموال الشعب التي كان يبددها عليهم دون شعبه ، سيسقط كل تجاركوبونات النفط ، وكل الوسطاء بيع السلاح لصدام ، وستسقط كل الشركات التي بنيت امالها على اتباع وازلام صدام وستسقط تجارة المحامين المدافعين عن صدام واتباعه لان مصدر التمويل الرغدوي سيتوقف عندما ينفذ اعدام صدام بل ستغضب رغودة وسجودة ورنا وحلا لأن اباهما اعدم وستكون هذه هي نهاية غلق حنفية الاموال المصروفة على محكمة الطاغية التي كلفت ميزانية العائلة الصدامية كثيرا ، وستسقط حكومات كانت منتفعة من حكم صدام ورعونته ، وستهتز عروش مشابهه لعرش صدام لنفس الأسباب التي سقط به عرش الطاغية صدام .
من الدروس والحكم الكبيرة التي ستصاحب اعدام صدام هي الراحة النفسية لذوي الشهداء وذوي ضحايا الاجرام الصدامي ، ان اعدام طاغية العصر سيعيد البسمة على وجهوهم الحزينة ، كما يعتبر الحكم القضائي بمثابة رد اعتبار معنوي لهم بعد فترة طويلة من الصبر على الظلم الذي لحق بهم ، ان جراحاتهم لا يمكن ان تندمل ولكن اعدام صدام سيخفف من معاناتهم وسيعيد الامل لهم ،ان القضاء العادل والجزاء الصارم هو نقطة البداية لبناء حياتهم من جديد وزرع بوارق الأمل في اعادة الحياة لأجيال قادمة من ابناءهم واحفادهم وخصوصا من ابناء الشهداء وعوائلهم واقاربهم .
ان اعدام صدام سيسقط فكر حزب البعث وتركيبته التسلطية ويفسح المجال لتشكيل فكر جديد بأطر متنورة بعيدة عن التسلط والأرهاب وبمسميات مختلفة تحاول ان تجعل لها مسيرة مشرفة مختلفة عن مسيرة فكر حزب البعث التسلطي الأرهابي العشائري المحصور في عائلة واحدة كل افرادها لا يملكون شيئا من العلم والنباهة والنزاهة والكرامة الأنسانية ، ستتكون تكتلات تعيد حسابات الخسارة الفادحة التي تسببها مثل هذا الفكر الهمجي الشوفيني النازي الصدامي الأجرامي لتنبني على اثره احزاب اصلاحية تحترم الأنسان وتقدره وتعمل على تعميق اواصر ثقافة احترام المبادئ والمثل والقيم النبيلة وتبتعد عن القتل والجريمة المنظمة والسرقات المليونية والقتل على الهوية ، ستسقط كل الأحزاب التي تنتهج نفس منهج وفكر حزب البعث في كل الدول العربية باعتبار ان انتكاسة حزب البعث في العراق هي انتكاسة فكرية لكل فكر البعث المتخلف الدموي اينما يكون باعتباره فكر اثبت فشله بالتجربة العملية .
بعد اعدام صدام ستتبلور مشاريع المصالحة مع مكونات الشعب بعد ان أرهبها هذا النظام وقياداته المجرمة ، سيتضح الصحيح من الخطا والسمين من الرث وسيتم فرزالأنسان الوطني الشريف من الأنسان الدعي الساقط المجرم ، سوف تتحدد معالم المصالحة. بحيث يكون الشخص اما من صنف الفكر المتخلف الصدامي والذي ترفضه وتلفضه جماهير الشعب او من صنف الذين يريدون بناء الأنسان العراقي بعيدا عن مسرح الجريمة والسرقات وبروح متسامحة سمحة مليئة بالمبادئ القويمة والنبل والأخلاق والمثل الأنسانية واحترام مبادئ حقوق البشر وسيادة العدل والقانون ومبدأ تكافؤ الفرص للجميع من دون تمييز وتفرقة بسبب الجنس والعرق والدين واللون والعقيدة والمبدأ .
اعدام صدام سيرسل اناسا كثرين الى مزبلة التاريخ من دون اعدام ، سيسقطون بسقوط واعدام صدام وسيتم اعدامهم من دون حبل مشنقة. ومن امثال هؤلاء جوقة المحامين الذين هرجوا وطبلوا وزمروا الى صدام وكل الحكومات التي كانت تدعمهم وكل امراء السوء وكل ملوك الفساد والرذيلة ، وسيذهب الى مزبلة التاريخ مع صدام كل من نادى او طبل وزمر في فضائيات ديقراطية آخر الزمان وفضائيات الدولار والليرة والدينار والتومان وفضائيات فصوع وجربوع وكل هؤلاء المتملقون ممن يسمون انفسهم محللين سياسيين ومفكرين وساسة وقادة . ظهروا على تلك الفضائيات يصرخون باعلى اصواتهم مدافعين عن اعتى مجرم شهدت له المقابر الجماعية والأنفال وحلبجة والتجارب الكيمياوية على الكرد الفيليين في زنزانات مخابرات الكاظمية ، يصرخ كل هؤلاء من اجل حفنة من المال من على شاشات فضائيات فقدت كل نزاهة الأعلام الحر الشريف لكي تقف مدافعة من غير وجه حق عن المجرم صدام حسين واعوانه وتقف بكل قباحة ضد ارادة الشعب العراقي وشهداءه وضحايا جريمة الدولة المنظمة .
وبنفس الوقت فان اعدام صدام سيدخل الكثير من الشرفاء الى التاريخ من اوسع ابوابه ، من هؤلاء القاضي رؤوف عبد الرحمن الذي اصدر قرار الحكم ونطق به امام صدام متحديا بعدالته ونزاهته كل المجرمين العتاة وكل اموال العالم التي وقفت ضد ارادة الشرفاء الطاهرين من العراقيين ، نعم سيدخل القاضي رؤوف عبد الرحمن ومن معه من هيئة القضاة في المحكمة والمدعين العامين جميعهم وكل من عمل بجهد دؤوب للوصول الى قرار الحكم باعدام هذا الطاغية المجرم وتخليص الشعب من شروره ، نعم هناك جنود مجهولون كانوا وراء الوصول الى عملية اعدام الطاغية وفصل راسه عن جسده وان قطع راس الأفعى سوف ينهي شرورها والىالأبد ومن دون رجعة .
إعدام صدام سيثير مسائل معلقة كثيرة تحتاج الى بحث وتعقيب من الحكومة ومتابعة مستمرة وحثيثه لكل اتفاقاته وامواله وصفقات السلاح الكيمياوي وكل من وقف معه واعانه على قتل المظلومين ونهب كوبونات النفط واموال وثروات العراقيين ، ان اعدام صدام ستكون نقطة البداية للعمل بهدوء لكشف كل الرؤوس العفنة التي كانت تلقن هذا القائد الجاهل الأمي ، وتحشو راسه الخاوي بخطط القتل والجريمة خصوصا وان راسه خاوي من اي عقل عدا عنصر القتل والجريمة ، ستتشكل فرق عمل تعمل مثل خلايا النحل ومثابرة النمل للبحث في بواطن الأمور وكشفها وان الايام القادمة ستفشل كل ما موجود في عقول مدبري الأجرام بعد ان سقط راس الجريمة واعوانه بقبضة الشعب . |