الى مام جلال نحن اكبر من ان نسقط سهوآ

Jan 28, 2005
بقلم: د. منيرة أميد

الاخ مام جلال تحية نضال


نشكر لك رسالتك الموجهة الينا نحن اخوتك في القومية الاكراد الفيلية رغم ان توقيتها جاء متاخرا جدا والمغزى منها معروفا.ً

في وقت الذي لم تستطع ان تنكر علينا مساهماتنا في صفوف الحركة الوطنية العراقية عموما والحركة الكردية خصوصا فشعاع الشمس لايمكن حجبه بالغربال فالكردي الفيلي كما يعرفه الجميع يكره الظلم والحيف لذا كان يحدد أنتمائه عندما يلد اما الى الحزب الشيوعي او الحزب البارتي واضيف لاحقا انتمائته الى بعض الاحزاب الاسلامية الشيعية.

وكانت الحكومات المتعاقبة في حكم العراق تعي ذلك لذا لم تبخل كلما سنحت لها الفرصة بانزال عقوباتها الجماعية ضد هذه الشريحة من ابناء العراق بذرائع واهية منها التبعية الايرانية لتشويه الحقيقة كونهم أبناء هذا الوطن منذ نشوء اول الحضارات في هذه البقعة من العالم والتشكيك بولائهم ولا اعرف لاي جهة؟!! فالشوفينيون العرب يسموننا بالايرانيين والايرانيين يسموننا بالعربها والحقيقة أن في قولهم هذا بعض الصواب فنحن لسنا بعراقيين ولا ايرانيين بل نحن شعبا احتلت ارضه وقسمت بين ايران والعراق كما حدثت لباقي اجزاء كردستان الاخرى.

فنحن هم ورثة الحضارة الايلامية لذلك كنا دوما في الطليعة المثقفة الواعية المساهمة في بناء البلدان التي نتواجد فيها فمنا كان اول طلائع الاطباء والمهندسون والحقوقيون والادباء والمعروف ان المرحوم الدكتور جعفر محمد كريم والذي ذكرته في رسالتك كاحد المؤسسين للحزب البارتي والحركة الوطنية الكردية و كان خريج الدفعات الاولى من كلية الطب العراقية. وكذلك مساهمة أخوه الاستاذ حبيب محمد كريم لاحقا في الحركةالكردية كسكرتيراً للحزب الديموقراطي الكردستانيِ والعلامة العراقي مصطفى جواد والاديب الكبير المرحوم زاهد محمد زهدي وأول قاضية عراقية الاستاذة زكية حقي أسماعيل رئيسة أتحاد نساء كردستان سابقا ومئات الاخرين من البارزين في جميع الحقول الادبية والعلمية والرياضية والسياسية .

عندما عدت الى بلدي الحبيب بعد غربة دامت سبع وعشرون عاماً تفاجأت ان معظم أخوتي في النضال من الكرد الفيلية قد تحولوا الى الحزب الوطني الكردستاني وهم من مؤسسي الحزب كما فهمت من رسالتك وذكر السبب على انه هو تفهمك الاكبر لمعانات الكرد الفيلية كشريحة عانت أكثر بسبب انتمائها القومي والطائفي . ولكن عندما علمت ان برنامجكم لم يأتي على ذكر الاكراد الفيلية بينما لم تنسى الشرائح المظلومة الاخرى من الكرد كالايزيديين والشبك صدمت وأحسست مدى الخذلان الذي سببته لمن وثقوا بك وهم أعضاء بارزين في الحزب والموقف المحرج الذي وضعتهم فيه امام شعبهم وأمام عيون أمهاتهم التي انطفأت على فراق الاحبة والتي لم تعرف مقابرهم حتى الان والأسوء تبريرك في رسالتك باننا قد سقطنا سهواً وأنا أقول نحن أكبر من أن نسقط سهوا فأننا أكبر بنضالاتنا و بتضحياتنا فدم شهدائنا الذي يصرخ فينا لم يسقط سهو ودم ليلى قاسم كاول أمراة كردية (فيلية) تحدت البعث الفاشت لترتقي أعواد المشانق وهي تنشد اي رقيب في السبعينات لم يسقط سهواً.ومئات الذين استشهدوا في سوح النضال ضد النظم الطاغوتية التي توالت على حكم العراق لم يسقط سهواُ وأطفال روٌعوا في منتصف الليل ليسوقهم جندرمة صدام الى المجهول لم ولن يسقط سهوا ودموع امهاتنا الثكلى لم يسقط سهواُ، لان جراحنا مازالت طرية وغائرة فلماذا الدوس على هذه الجراح ومِن مَن؟؟ ! من قريب حسبناه معيناُ على بلوانا.

لاأريد ان أ زيد من همكم يا أخوتي الاكراد الفيلية ، ولكن الحرٌُ من اعتبر وقد فهمنا الدرس الان ولو متأخراً وكما يقول المثل ما حك جلدك أفضل من أضفرك، فانتم تعلمون لماذا بدأت الحملة الاولى للتهجيرات ضد الكرد الفياية في أوائل السبعينات بعد أفتضاح امر مساندتهم للحركة الكردية بالمال ويومها كان يحز في نفسنا انه كان يتم ذلك والاحزاب الكردية في شهرعسل مع ا لنظام البعثي ولم يرفع صوت مندد الا بعد فشل الهدنة وفشل خطة بيان آذار بسبب مشكلة كركوك.

والان وكل الالعاب السياسية التي مررنا بها كشفت لنا الحقيقة من ليس له صوتاً مستقلاً مهاباً لايستحق الحياة وتضيع حقوقه، أنا لاأنكر عليكم أن تشكلوا احزاب مختلفة افكار والمشارب ما دام هدفكم هوخدمة أبناء جلدتكم وبالتالي العراق ولكن أعيب عليكم أن لم تتحالفوا جميعاً في أئتلاف واحد قوي يمثل وزناً وحتى لاتتبعثر اصواتنا كما يحدث الان. فمصير شعبكم أمانة في أعناقكم انتم الطبقة الواعية فلا تتركوا حقوقكم تضيع بين طائفية الاكراد وشوفينية الشيعة.


أختكم د. منيرة أميد