< Article-fkgc.com

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغاية لاتبرر كل وسيله -الشيخ يوسف الحاج غضبان

 

 في دروب الكفاح يبذل المصلحون جهودا كثيرة لترميم الثغرات الداخليه أكثر ممايبذلون في التصدي للمواجهات الخارجيه , بل يعتبرون أصلاح الداخل طريقا لاصلاح الوضع العام .

من هنا دعى رسول الله ص في كل المواقف الى اصلاح النفس وجعلها محورا أساسيا في عملية التغيير الحضاري وعبر عنها بالجهاد الاكبر اي جهاد النفس بالنفس بينما أعتبر المواجهة الخارجيه بالجهاد الاصغر ,  وهذا هو تحليل موقف أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب ع في صفين عندما أشار عليه نفر من اصحابه ان يمنع عن جيش معاويه الماء كما فعلها معاويه من قبل عند سيطرته عليها , فوبخهم ورفض مشورتهم , ليصبح عليا بأدبه الرفيع علما للتقوى ومنارا  للهدى  فنتعلم منه بأننا لا نستطيع أن نصلح ما أفسده الاخرون بفساد أو أفساد انفسنا ولانطلق العنان للوسائل الا بحدود المبادئ وتحت ظلال القيم والاخلاقيات , وبما ان غايتنا الهدى والاصلاح فأنه لا ينتشر الهدى من حيث ما انتشر الظلال .

 

 فالاجحاف والضيم التي تتعرض لها الشريحة الكورديه الفيليه اليوم من قبل أخوتنا الكبار هي التي أشعلت نارا في قلوبنا لاتنطفئ الا بأسترداد كامل حقوقنا المشروعة ,فلا يبرر هذا الاحساس بالحيف والشعور بالمظلوميه من اتخاذ النفاق السياسي أو التهافت الاعلامي وسائل لتحقيق أهدافنا النبيله ,ولا تبرر غاياتنا الساميه هذه الاساءة الى الشخصيات المتصديه أو النيل من مكانتهم أو تجريح مشاعرهم أو في أسقاط التهم الباطله بحقهم أو مخاطبتهم بما لايليق كما قرأت على بعض صفحات  الانترنيت في الاونه الاخيره وهي بكل تأكيد لاترتقي الى نبل أهداف شريحتنا التي لاتتحقق الا بالعمل السياسي الجاد والدؤب القائم على أساس الاخلاقيات الساميه التي تفتخر بها الفيليه  .

 

فاالبعض منا يتصور بأن طيب النفس وحسن النيه وكمالات الاخلاق التي تتصف بهاالشريحة الفيليه هي السبب في تهميش حقوقها المشروعة وهذا مايدعو الشريحة الى الانقلاب على أخلاقياتها واستبدالها  بأساليب تنسجم مع أخلاقيات الواقع السياسي المزري , وبهذه الفكرة الخاطئة نكون قد حكمنا على أنتفاضة الفيليه بالفشل لانها تسعى الى أحقاق الحق وابطال الباطل  ولايعبد الله من حيث يعصى .   

ففي أنتفاضة الفيليه أهداف مقدسه لاتتحقق الا بالاساليب الشريفه التي لاتسيء الى المبادئ العليا ولاتتجاوز علىالهوية القوميه وتعتمد الشفافيه ولغة الحوار البناء , ولاتسقط في منزلق سفاسف الكلام مهما عظم الخطب وجل المصاب فأن الاناء ينضح بما فيه .

 

yousifalfeyli@hotmail.com