كلمة في الذكرى السنوية لشهداء الكرد الفيليين ابراهيم بازكير
ان من دواعي الوفاء و من مقتضيات قيم الخلق القويم ان نقف
بكل اجلال وخشوع لنستذكر بكل تقدير شهداءنا الاعزاء نقف لنحيي هذه الذكرى
المقدسة التي تحل في مثل هذه الايام و بداية من يوم 4
نيسان 1980 عسى ان نوفي و لو جزءا يسيرا من تضحيات اولئك المضحين بارواحهم
الغالية من اجل وطنهم العراق كل العراق وطنا وشعبا وبكل مسميات اهله
الطيبين كما و انهم ضحوا بارواحهم العزيزة من اجلنا نحن الكرد الفيليين
ابناء هذه الشريحة الاصيلة الطيبة من ابناء الامة الكردية .شريحة الكرد
الفيليين الذين تعودوا ان يعطوا و لا ياخذوا فكانوا مواطنين مخلصين اوفياء
لوطنهم مضحين دون مقابل مناضلين دون جزاء فكانوا الشجرة المثمرة التي تعطي
ثمارها لمن ترميها بالحجارة , اخواتي و اخواني الاعزاء _- لااجد ضرورة
لاستعرض ماسي و الام تلك السنين العجاف التي مرت على الكرد الفيليين و لا
اذكر تضحياتهم الكبيرة فذلك سجل طويل و معروف لديكم لكن الاهم الذي يجب
قوله هو اننا جميعا لم نحقق لاخواننا و لانفسنا مكسبا ذا عمل و انجازا مهما
حتى لو كان صغيرا فاذا كانت الضروف الصعبة الشائكة التي يمر بها وطننا
العزيز تتحمل بعض الاسباب في تهميشنا و في نسيان و اهمال حقوقنا.
فان تقصيرا كبيرا جدا يقع على عاتق الذين بيدهم الحل و
الشد الذين يديرون دفة الحكم في العراق فليس من
العدل ان نلقي باللائمة على الظروف فقط و نبرئ المقصرين
الناكثين للوعود و العهود .اخوتي الاعزاء لا يجوز ابدا ان نبرئ انفسنا من
التقصير و التراخي تجاه حقوقنا و ابناء شعبنا فالى متى هذا التفرق و
التشرذم و التشعب في احزاب و جمعيات و تكتلات اليس هذا علامة من علائم
الضعف و ضياع الهيبة و القوة و الحقوق ؟
ان الفرقة لا تجلب حقا و لا تنصف مظلوما و ان التفكير في
المصالح الذاتية الضيقة هو خطا كبير و بعيد عن مصالح الجماهير و استهانة
بتضحياتهم فما اشد حاجة الكرد الفيليين الى الاتحاد و الوحدة و التظافر و
التلاحم و توحيد الجهود و الاحزاب و الجمعيات و الافكار و السير وفق منهج
علمي واضح يبدا بالاهم ثم المهم و الا فلا امل في خير يرجى اذا بقينا كما
نحن .
اخوتي الاعزاء اننا و بهذه المناسبة نتقدم الى السادة
المسؤولين في الحكومة العراقية و بشخص رئيسها السيد نوري المالكي و الى
الاخوة في مجلس النواب و الى كل الكتل و الاحزاب العراقية ان يلتفتوا الى
الكرد الفيليين و رفع الحيف عنهم في الغاء كل ما في قوانيين الجنسية
القديمة و الحديثة من غبن و تفرقة و اضطهاد و ان يصدروا قانونا للجنسية
ينسجم مع الدستور في نظرته الى المواطنين بعين سواء و بعدل مطلق و ان
يرفعوا هذا الظلم الازلي كما و نطالبهم بالمساعدة في ارجاع جميع الحقوق
المسلوبة التي لم تعد الى اصحابها رغم مرور اربع سنوات كاملة على سقوط ذلك
النظام الجائر .اخواتي و اخوتي يكفي الكرد الفيليون فخرا انهم كانوا
و لا زالوا يفخرون باخلاصهم ووفاءهم تجاه شعبهم و تربة
وطنهم حتى صار اخلاصهم مضربا للامثال فلم يسبق ان انحرف احد منهم في خيانة
للوطن او تجسس عليه لانهم اعطوا انفسهم و ارواحهم و بكل رضا و سعادة
للعراق و تجدهم و هم منتشرون في كل دول العالم سواء كانوا سعداء ام تعساء
فان قلوبهم تخفق للعراق و ارواحهم ترنو اليه .
فسلام على شداءنا الابرار
و سلام على المضحين الفاقدين لاعزاءهم من الامهات و الاباء
و الابناء و الاخوة و الاخوات
و سلام على يوم الشهيد
و سلام على الخالدين في القلوب و الخالدين عند الله في
جناته الوارفة .
ابراهيم بازكير
السويد في 2007 -04-04.
|