مسح ميداني
لمناطق في شارع الكفاح أجرته السيدة سامية عزيز محمد خسرو عضوة مجلس النواب العراقي
مسح اجرته السيدة سامية عزيزمحمد خسرو عضوة مجلس النواب العراقي عن القائمة
الكوردستانية ، على ضوء استضافة مجلس النواب لمعالي وزير الاسكان، في الجلسة
التاسعة والخمسين. لتقف على حقيقة اوضاع تلك المناطق في بغداد والتي تسكنها
الاكثرية من شريحتنا الكورد الفيليين ، واعتمدت في جمع المعلومات على اعضاء
المجلس العام للكورد الفيليين في بغداد ، للقيام بزيارتهم الميدانية لتلك
المناطق ولجمع المعلومات ، لتخرج بدراسة واضحة عن معاناة سكنة تلك الاحياء
المكتضة دون توفر ابسط السبل الصحية والاجتماعية في تلك البيوت المهدمة
والايلة للسقوط على رؤوس اصحابها .. وهذا فعلاً ما حدث.. لان المنطقة تعرضت
الى عمليات تفجير (ارهابية) بعد اشهر من هذا البحث ، راح ضحيتها المئات –
وبقيت جثثهم تحت الانقاض لفترة طويلة لعدم توفر سبل الوصول اليهم. وما زالت
تلك المناطق مأهولة بالسكان ولم يجري اي عمل من الجانب الحكومي للنظر في
احتياجاتها– والتي ستكون اسهلها في النهاية هي الاخذ بالاستنتاجات والمقترحات
المقدمة في نهاية البحث.
نرجو ان ينتبه المعنيين الى هذه الدراسة – وتأخذها بنظرة اكثر جدية ، لانها
تهم شريحة واسعة من ابناء هذا الوطن – كما انها تعطي في نفس الوقت صورة
حقيقية للكثير من مناطق بغداد ومدن العراق اخرى، في بلد الثروات – وقد آن
الاوان لوضع حد لمعاناة العراقيين وقد مر 5 اعوام على سقوط الطاغية ؟ واللبيب
من الاشارة يفهم.
كلكامش
نتائج المسح الميداني الذي شمل 3 الاف عائلة عراقية في 2000 منزل من مساكن
مناطق باب الشيخ الكفاح الصدرية الخ.
عرض
البحث:النائبةساميةعزيزمحمدخسرو
المدن العراقية تشكو من قلة الخدمات وبالاخص محافظة بغداد المكتظة بالسكان
هنالك بعض المناطق شملت برعاية من الحكومة المخلوعة ومناطق شعبية اخرى لم تمد
لها يد التطور لاسباب جلية وواضحة وهذه المناطق تشكل القلب النابض لبغداد وفي
طرفيها الكرخ والرصافة مثل (مدينة الصدر,الكفاح ,باب الشيخ, الكاظمية
المقدسة, الحرية) وساعرض على حضراتكم نموذجا من هذه المناطق على سبيل المثال
لا الحصر. ففي الجلسة التاسعة والخمسين والتي استضيف فيها معالي وزير الاسكان القيت
الضوء شفهيا على مناطق باب الشيخ وشارع الكفاح والان ادرج لحضراتكم المعلومات
الخاصة بهم ضمن مسح شمل ما يقارب (3) ثلاثة الاف عائلة في
مناطقشارعالكفاح,بابالشيخ,العوينة,الصدرية,القشل.
هذه المناطق التي توقف فيها التقدم التقني والعمراني والصرف الصحي ومد شبكات
الكهرباء والاتصالات منذ نصف قرن من الان اذ ان (95%) من بيوتها يعود بنائه
الى ما قبل عام 1940 .واحدث البيوت بنائها تعود الى 1950.
المسحالميداني :
المناطق المشمولة بالبحث : مناطق شارع الكفاح , باب الشيخ
,العوينة,الصدرية,القشل
وقت
البحث:23-5-2006
البحث
شمل
على:
العددالكلي
للعقارات
التي
دخلت
ضمن
المسح:2000عقار
العددالكل
يللعقارات
الملك:703عقار
العددالكلي
للعقارات
الايجار:1297عقار
عددالعوائل
الكرديه:2227
عائلة
عددالعوائل
العربيه:773
عائلة
عددالعوائل
التركماني:10
عوائل
عددالعوائل
المسيحية:عائلة
واحد
مجموع
العوائل:3000
عددسكان
العقارات
التي
خضعت
للمسح:
17251
نسمه
مقسمي
على:
عدد
السكان
الذين
هم
دون
سن
18
عام:
7109
نسمه
عدد
السكان
الذين
هم
اكثرمن
سن
18
عام:
10142
نسمه
العددالاجمالي
للغرف
التي يشغلوها:
3883
غرفة
من الارقام اعلاه يستدل على ان هناك عدد كبير من البالغين فوق 18 عام ،
يقطنون مع ذويهم كعائلة واحده في غرفة واحده ، وان اكثر من (50%) من العوائل
تقطن في غرفة واحده. وهذه حالة منافية للشرع و للمواثيق الاممية و حقوق
الانسان، اذ لا يمكن لعائلة واحدة فيها عدد من البالغين ان يسكنوا بغرفة
واحدة وخاصة اذا عرفنا مساحة تلك الغرفة؟ حيث كانت نتيجة ما قمنا بها من
قياسات وبمعرفة مساحة البيت الذي يسكنه اكثر من عائلة وعدد الغرف، لم تتعدى
مساحة هذه الغرف الستة امتار المربعة؟!.
الاستنتاجات والمعالجات
الاستنتاجات
1.
ان وضع غالبية البيوت التي شملها الاستطلاع هو وضع خطير ومهدد بالانهيارات
والسقوط كنتيجة لقدم مواد البناء وتقادم الاخشاب الساندة للبناء والتي تظهر
الصور المرفقة مع الاستطلاع بجلاء آثار التهرئ والتآكل والقدم مما يهدد
بانهيار المباني بساكنيه اي لحظة فيها اهتزاز ناجم عن آثار انفجارات
ومااكثرها في ايام بغداد هذه الايام ، او كنتيجة لعوامل التعرية والرطوبة
وسوء احوال شبكة المجاري في منطقة الاستطلاع.
2. تظهر صور الاستطلاع مدى الضيق والرطوبة التي تميز الازقة والشوارع
الداخلية المكونة لمنطقة الاستطلاع ، مايجعل امر وصول الاسعافات الاولية
وسيارات المطافئ والاغاثة في حال حصول كارثة او حادثة حريق او قصف او انفجار
، صعبة على توفير الخدمات الاساسية والاسعافات الاولية.
3. من ملاحظة الكشوف ومعاينة عدد الساكنين في الوحدة الواحدة نرى ان مقدار
الكثافة السكانية للغرفة الواحدة مرتفع بشكل غير منطقي لا من الناحية الصحية
ولا الانسانية ولا الاخلاقية الناجمة من معيشة ومنام كامل الاسرة في غرفة
واحدة.
4. ان درجة الاكتظاظ في البيوت تنجم عنها بالضرورة هروبات طبيعية الى الازقة
والشوارع للصبية والصبيان كمتنفس من ضيق البيوت وهو مايؤدي بدوره الى تشكل
عادات وممارسات بعيدة عن رقابة البيوت والاسر لاطفالها الامر الذي سيؤدي الى
سلسلة من العادات والاخلاقيات غير الحميدة والناجمة من ضعف الرقابة العائلية
للابناء.
5. من ملاحظة شبكة خطوط الكهرباء العشوائية وتلك الاساسات القديمة، فان
المشهد العام يثبت بوضوح ان احتمالات التماس الكهربائي واصابة الساكنين في
تلك الاحياء مسألة واردة حتماً نظراً لكثافة شبكة الخطوط الكهربائية ضمن
المساحة الجغرافية الضيقة وهبوط تلك الاسلاك لمستويات قريبة من المشاة وهو
امر شديد الخطورة.
6. ان قدم شبكة المجاري وتأثيراتها الواضحة على درجة رطوبة الحيطان المحاذية
للمجاري السطحية تجعل من تلك الجدران مصدر خطر صحي وبيئي لم يسعنا ان نرصد
تأثيراته الصحية ، (نظراً لمحدودية الاستطلاع) على القاطنين في تلك الاحياء
واصابتهم بالامراض مرتبطة بالرطوبة والعفونة الناجمة من مياه الفضلات القذرة
وقد لا تتوفر بيانات احصائية دقيقة لمعرفة عدد المصابين بتلك الامراض نظراً
لعدم وجود نظام بطاقة صحية تاريخي.
7. ان موقع مناطق الاستطلاع القريب من المناطق التجارية والاسواق يضيف عبئا
اخر للكثافة السكانية ضمن الوحدة الجغرافية المحددة مضافا اليها العربات
والمركبات وعدد كبير من الاليات المهملة والتالفة غير الصالحة والتي تشكل
عوامل ضغط كمية على المناطق السكنية تعيق عمليات الاغاثة والاسعافات في حالة
وقوع حوادث .
8. ان ظاهرة الاحياء المزدحمة في ظل الوضع الامني الصعب الذي نعيشه في العراق
يشكل عائقا لقوى الامن في ملاحقة الجريمة والارهاب ولذلك فمن المتوقع ان
تستغل تلك الاحياء الضيقة كعوامل اختفاء وهروب للمجرمين والعابثين مستفيدين
من التكوينات الجغرافية الصعبة لتلك الازقة ومخارجها المفضية الى مناطق
محاذية .
المعالجات :
1.
ان تطور المدن يقتضي توفير عقلية تخطيط حضري لايفكر بالواقع القائم بل يمتد
افقه قرون وليس لسنوات ويقام على اسس صحية وامنية واقتصادية والخ بما يجعل من
ظروف السكن ، ظروف راحة وانتاج وحياة مرفهة وواقع الحال على تلك المناطق التي
شملهاالاستطلاع يستدعي ان تطوى صفحة البناء والحي لايمتلك مقومات الاستمرار
نظرا لتقادمه وعدم امكانية صموده بوجه التغيرات الطبيعية وعوامل التعرية.
2. لذا فبناء مدن واحياء تعويضية يتم تحويل الساكنين من تلك الاحياء لها يؤدي
بالضرورة الى ظهور احياء ومدن صحية ، تتوفر فيها مستلزمات التخطيط الحضري
السليم ومظاهر الحياة الصحية .
3. ان تمتع تلك الاحياء بعناصر البناء القديمة قد يحولها الى مدن سياحية
للمستقبل اذا ما تمكن من ترميم ما يمكن ترميمه ، وخاصة اذا روعي فيها عامل
الخبرة واحترام التراث سيما والكثير منها تحتفظ بمظاهر بناء وفق الاساليب
البغدادية القديمة سواء في الحجر او بنقوش الاخشاب واشكال الابواب والشبابيك
.
4. ان موقع هذه المناطق وسط المدينة والاحياء التجارية يجعل من عنصر شمولها
بالبناء التجاري العمودي وتحويلها الى اسواق تجارية وفنادق راقية ، واحياء
تحتضن حجم التطور اللاحق في العراق وهو واعد وآت بدون شك . وليس من المنطقي
ان تبقى هذه الاحياء كعناصر حضرية بشكلها الحالي.
5. ان النظرة المستقبلية القائمة على اساس حضاري ينبغى ان تؤسس على فكرة عدم
القبول باستمرار معاناة الناس والمواطنين من ابسط عناصر الحياة والحقوق وهو
توفير سكنا مريحا وصحيا لهؤلاء الناس الذين شهدت اجيال منهم هذه المعاناة في
ظل حكومات لاتعنى بهم ، واستخدمتهم كوقود في حروبها وطغيانها. والان في
العراق الجديد ينبغي ان تعوض معاناة هؤلاء الناس والمواطنين الصابرين بنقلهم
الى احياء حضرية صحية، وخاصة تتوفر لدينا الكثير من اراضي التي كانت تحتلها
المعسكرات التي اقامها النظام السابق كساحات لاعداد جيوش القتل والتدمير
والتي لم نكسب منها سوى الخراب وفقد البشر ووالقوى المنتجة.
6. ان العديد من المنظمات الدولية تتطلع الى جهود حكومية ومنظمات انسانية
منبثقة عن المنظمة العالمية لهي جديرة برفع الظلم والحيف التاريخي عن سكان
واحدة من اقدم العواصم والحواضر في التاريخ وتحويل مدينتهم الى سابق عهدها
كعاصمة الدنيا للثقافة والعلوم والانسانية ، لذا نتطلع الى شمول تلك الاحياء
التي شهدت مدارس تاريخية و قصور حكم لحضارات بارزة ببرنامج منظمة الثقافة
والفنون والاداب التابعة للامم المتحدة.
7. ان الشروع في ازالة الحيف عن هذه الاحياء ونقل سكانها بتركيبتها الطيفية
والمكونة من مكونات الشعب العراقي كرد وعرب وتركمان ومسيحين كما يثبت
الاستطلاع ، يشكل لمسة وفاء للطبيعة الاخوية الانسانية التي ميزت معيشة تلك
الاحياء وسكانها هي جديرة بان تكافأ على هذا الدرس الاخلاقي الانساني الذي
يشكل عنصر رد دامغ على مدى المحبة والتعايش الانساني الطبيعي بين مكونات
الشعب العراقي .
8. نرى اعطاء اولوية لشمول تلك الاحياء ببرنامج وزارة الاعماروالاسكان
العراقية وبالتعاون مع امانة العاصمة والهيئات المحلية الاخرى وبالاستفادة من
دعم المنظمات الدولية والانسانية المعنية.
النائبة سامية عزيز محمد خسرو
|