ارهاصات عبد الله الأسمر

Mar 10, 2004
بقلم: عبد الستار نورعلي

 

عبد الله ،
أنت تشارك هذا الثلج برودته
وصرامته
حد سنان الرمح المنصوب
في قافلة الريح الصرصر
طرقات المدن الحجرية
وجليد النهر.
أنت ابن الأرض المزروعة بعظام الفتح
تعاشر إرهاص الجرح
وحصار الجذر.
أنت الهابط
بين هواء يحضن سكين ضباب الليل
صراخ الصمت
وعواء الغابات العارية .

عبد الله !
نسيت صياح الديك ،
هديل البلبل
وغناء الأنهار العاشقة المسبيه ،
و صدى الأضرحة المحتشده
وقبور الرمل.
أنت الجوال الهائم بين سهول الريح
تحاور أحرفك
تغفو في عزلة أيام الشوق
ترشق عينيك بأهداب الصمت
وقراطيس القارات المحترقه
بصدى النيران.
لوِّن بالعاصفة المهجورة
أصداء رصاصات الكتب المنفلته
في داخل أسوار النوم
دون رقيب!
لوِّنْ صوتك بالأمواج
وصادرْ أنفاس الطرقات المقفلة!
افتحْ ابواب سماوات الوهج المخنوق
في حلق الموت
أطلقْ أسراب السفن الراسية
المحبوسة
عند موانئ أغلال الناس!
لوِّنْ أحداق رؤوس الأشجار
الجرداء
بثمار العشق المنسي
بين أنين القارات المحشورة
في الجُب
خلف مواثيق أساطير العهد الماضي
والقادم .......
فوق جنازير الكلمات الرنانة
وصهيل خيول منتقمه
من إشراق الأصوات
وتاريخ العاصفة المرتقبه!
لوِّنْ ثلجك
لوِّنه
بزجاجات العطر الدافئ
والأحداق ...!

عبد الله الأسمر ،
يا ذا العينين السوداوين الشاسعتين
في عمق نخيل الأهوار ،
إني أسمعك تناشد في النايات حنين الآفاق
المصبوغة بمداد سطور التاريخ
المشنوق؟!
*************
وسط حمام الدوح الغائب
في عاصفة سموم الفتح
تنتفض الأجنحة المحبوسة
في قفص الرمل
وخيام السادة .
************
هذي الأشكال الكريستال المنحوتة
تتدلى ..............
مثل رؤوس رماح الفتك
والبيض المشحوذة
والخيل
خلف النافذة المسدلة
وفي عينيك
تطعن وجه الشمس
بنصال غروب الأيام.

يا ابن أزقة تلك الأرض
تنام أسارير خيول العينين
فوق سرير الأشواق الموؤودة
تحت بحار الرعشات
وصخور البرد؟!

عبد الله الحار الرأس
مثل العباس ،
أتهاجر ذاك الدفء الراقص
بين كؤوس اللذات
فوق موائد سمار الشمس المحرقة
خمارات الشجر الوارف
وشوارع أقدام العشق
لتعاقر أصداء النوم
وضباب الأنهار الجامدة ....؟!

الأحد 2004.03.07