الحارس

عبد الستار نورعلي

 

أوقفني الحارس عند مداخل بيتي المعمور

يسألني مغتاظاً:

ــ من أنت ؟

أجبت بكل براءة عصفور من بلور :

ــ أنا من ضيَّع في الأوهام عمره !

كنتُ العمر الزاهد محفوراً

بين صدوع الصخرة

والزهر البري ألأبيض مثل الثلج

يستنشق ريح البر ندياً

يشرب قطرات الفجر الأولى

من أفواه الأرض ........

كنتُ العمر المطحون

برحى الزمن

ونداء الحرب العلنية

والذبح السري .............

كنتُ الصوت المخنوق

في حنجرة الصوت

ساعة إعدام الكلمات البيض

المسحوقة

برحى الأوراق الصفر

وعيون الجدران السريه ......

في ساحات القضبان

يقف السجانُ بآلاف الأقفال

وألسنة من نار الكلمات المسروقة

من أدراج التاريخ المنهزم أمام النمر الورقي .....

من بين سطور شعارات الغابات المنتفضة

أيام القطبين

يقف الحارس مذهولاً

من سيل شعارات القطب الهائج

والقطب العائد لبطون البيان الأول

في ساحات هزائمنا .......

الحارسُ

فيلم من أفلام الخمسينات

من القرن العشرين

يتراجع نحو الليل الأول

من أيام القرن الماضي

قبل الماضي .....

حاول رسول حمزاتوف

أن يحرس أبواب الداغستان بلاده

بقصائد من شاي بلاده

في أحضان العشب الأخضر

تحت ظلال الشجر المثمر

وحكايات الجدات الأسطوريه .......

فاصطادوه

في أقفاص الدوما

برصاص من حارس موسكو الكذاب

يلتسين

وغورباتشوف .......

أنا أكره ذاك الحارس أسوار الدوله

العبريه

وشوارع بغداد المنفلته

وأكره ذاك الحارس

أنفاق أورشليم

وجدار الفصل.......

لكني بقيت أحب الحارس جيفارا

والحارس هوشي منه

وحارس بغداد المغتال

عبد الكريم قاسم ..........

كنت أحبُّ الحراسَ

عرفات

وحواتمه

وحكيم الثورة ،

لكني أعجب كيف تحوَّل حراس الثورة

سجَّانين ،

ومسجونين

بين القضبان العمياء

في ذيل الديناصورات ........

 

سأظل الحائر

بين الحبِّ

وبين الرفضِ

للحارسِ أسوارَ الصين  ........!؟

 

لا تسألْني عن حراس البوابه

الشرقيه

وحراس الخارطة الوسطى

وحراس البوابه

الغربيه

وحارس عروبة قلعة طرابلس الغرب ،

فالكل على درب الحارس

للخامس

من صولات حزيران

وحارس بوابتنا الشرقيه ....!!!