قالوا: تدلّلَ!

 

عبد الستار نورعلي

 

 

كُتِبتْ القصيدة عام 1978مقطوعة بثمانية ابيات (1،2،3،7،8،12،20،25) ونُشرت حينها في مجلة (الورود) اللبنانية التي كان يصدرها الأديب اللبناني المرحوم بديع شبلي. وأعدتُ النظر فيها وعدّلتُ فيها واضفتُ اليها أبياتاً جديدة وتُنشر الآن لأول مرة بعد التعديلات والاضافات:

 

 

قالوا: تدلّلَ!

قلتُ: لا!

ما بالدلالِ حَيِيْتُ

 

المرءُ إنْ حميَ الهوى

في القارعـاتِ يفـوْتُ 1

 

لا يُصلحُ الوجهَ القناعُ ـ

فـمُرتديـهِ  مقيـْتُ

 

منْ رامَ  وصلَ حبيبهِ

لا ينـثنـي ويفـوْتُ 2

 

العشقُ خمرٌ صِرفُهُ

للعاشـقينَ القـوْتُ

 

والتوقُ نشوةُ جمرهِ

للهـائميـنِ مُـميـْتُ

 

صُبّوا الكؤوسَ، فإنّني

في الشـاربينَ لَحوتُ

 

مَنْ يملأُ القدحَ الشرابَ ـ

وعاقروهُ  سكـوتُ ؟

 

لا أرتـضـي كأسـاً ــ

فإنّ العاتياتِ حُسِيْتُ

 

لمْ يروِ مِنْ ظمأي محيطٌ ـ

هـادرٌ ، وصَمـوتُ

 

أو منْ تمنطقَ بالحروفِ ـ

وحظُهُـنَ سُـكوتُ

 

فأنا البحارُ، أنا السفائنُ ـ

في الخضمِّ أفوتُ 3

 

ما كنتُ يوماً مِنْ صدىً

أو تـابـعٍ ، فـدَنِـيْـتُ

 

أو خافضاً عيني لعِلجٍ ـ

بالفُتـاتِ  رُمـيْـتُ

 

فنساءُ أهلي الشامخاتُ ـ

حليبَـهنَ  سُـقيْتُ

 

ورجالُ بيتي الملحماتُ ـ

تـوثـبٌ ، وثُـبـوتُ

 

إنّي الذي ذاقَ الهوا

للعـاليـاتِ  قَـنُـوتُ

 

سيزيفُ، أحملُ صخرةً

ذراتُـها  الكبـريـتُ

 

هذا أنا، ــــ

مِنْ كلِّ أدرانِ  السُفوحِ نَقِيْتُ

 

لمْ أخشَ منْ لبسَ الوقارَ ـ

رداؤهُ   الكَـهنـوتُ

 

أو منْ تبخترَ بالحريرِ ـ

حـذاؤهُ الياقـوتُ

 

الكلُّ أصلٌ واحدٌ

منْ طينةٍ منحوتُ

 

وإلى ترابٍ عودةٌ

والباقياتُ الصِيتُ

 

فلِمَ التكبُّـرُ والصدودُ ـ

ختامنُا مـوقوتُ؟!

 

لا فرقَ بينَ العرشِ أو

مَنْ في الكفافِ يموتُ

 

 

1) يفوتُ: يقتحمُ

2) يفوتُ: يمرُّ

3) أفوتُ: أدخلُ

Back