المسرح عبد الستار نورعلي
أكتبُ كي أحيا، أشمُّ صفحةَ الهواءِ والغبارِ والمطرْ، أناولُ البشرْ يدي التي من جسدِ الشجرْ، أفتحُ ما في الروحِ من بوابةِ البصرْ،
أكتبُ كي أهديَ للكبير صوتَهُ، وللصغيرِ لعبةً منْ كلِّ ما في اصبعي منْ ثمرِ القمرْ، نوراً، وحبّاً، صحبةً لنبض كلِّ ذرةٍ في التربِ والنهَرْ،
أكتبُ ما في سيرتي تاريخَها، سطورُه نبعٌ ووردٌ، هجرةٌ، بحثٌ، ونحتٌ في الحَجرْ،
حملْتُ فوق الكتفِ الأحلامَ والآلامَ والطريقَ والسهرْ، حملْتُ ما في سيرةِ الكونِ وفي ملحمةِ البشرْ،
الفرحُ الموعودُ ضوءٌ باهتٌ في آخر النفقْ، يهبطُ ليلاً قطرةً .... فقطرةً ... والحزنُ صوتٌ هادرٌ لا ينحسِرْ، زكائباً.... زكائباً..... كالغيثِ ينهمِرْ، قد قالها يوماً شكسبيرُ الكبيرُ المُقتدِرْ،
أكتبُ كي أقدِّمَ الوجبةَ للجائعِ والضائعِ والضالعِ في قَدْحِ الشّرّرْ، أهزُّ هذا العالمَ الغائبَ عن وعي الخطرْ،
لربما استقبلني الجمهورُ في المسرحِ بالتصفيقِ والتهليلِ والزهَرْ، أو ربما أمطرَ فوق أحرفي الحَجَرْ،
إنَّ الحياةَ مسرحٌ، والنصُّ ملهاةٌ بإخراجِ البشرْ،
عبد الستار نورعلي السويد صباح الاثنين 14 سبتمبر 2009
* نُشرت في صحيفة (أوان) الكويتية العدد 702 الاثنين 26/10/2009
|