الفيليون والانتخابات والرجوع بخفي حنين عبد
الستار نورعلي ففي البرلمان السابق لم نسمع صوتاً من الأعضاء الكرد الفيليين غير صوت السيدة سامية عزيز محمد يتحدث باسم الفيليين ويعرض قضيتهم ويدافع عن حقوقهم ويدافع بحماسة وحمية وحرص، أما الآخرون فكانوا ما بين صامت أو متحدث على استحياء وخجل. أما الكتل السياسية وحتى التي يوجد ضمن أعضائها كرد فيليون فلم نلمس منها مواقف مساندة أو مدافعة عن الكرد الفيليين وحقوقهم وبشكل ملفت وواضح ومنصف. كان الكلُّ في صراع مع الكلّ من أجل مكاسب سياسية أو خاصة أو مواقف لتثبيت حق مكون أو الوقوف في وجه حق لمكون آخر، مثل قضية كركوك، وبعضها كان منطلقاً من إرث تاريخي وربما شخصي. ووسط تلك المعمعة لم تُحلّ الكثير من قضايا الفيليين المعلقة. وكل مرة حين تقترب الانتخابات تكثر المزايدات والمراهنات على كسب الصوت الفيلي الذي بان ضعفه وضآلته في هذه الانتخابات. حين كان هناك حوالي عشرة أعضاء فيليين في
مجلس النواب السابق ولم تتحلحل معاناة الفيليين ولم يدافع احد عن قضيتهم
بجدية وحرص على حلّها واعادة حقوقهم المادية والمعنوية ورفع العراقيل
المستمرة في طريق حصولهم على حقوقهم ومنذ ايام النظام الساقط ولحد اليوم فكيف
الآن ولم يحصلْ واحد منهم على مقعد في البرلمان؟! 2- انقسامهم الى منظمات وجمعيات كثيرة متصارعة فيما بينها تستخدم التسقيط والتشهير الشخصي، مع أنها جميعاً تنادي بنفس المطالب وتدعو الى نفس الأهداف وعانت ذات المعاناة سابقاً وحالياً. مما جعلنا نقتنع بأن أهدافها ذاتية بحتة ركضاً وراء مصالح مادية و مناصب أو حلماً بعضوية البرلمان لما تهيئه من منافع مادية وسلطة وكرسي ونفخة. 3- خيبة الأمل وعدم الرضى فيلياً من الأداء السيء والسلبي احياناً لأعضاء البرلمان العراقي السابق من الفيليين وعدم تقديمهم مكسباً جدياً يغيّر بشكل كبير وملحوظ من معاناتهم ويعيد حقوقهم وبنص تشريعي قانوني واضح لا لبس فيه ولا غموض، يشير اليهم بالاسم، لا بشكل قوانين عامة عائمة تُفسر بالهوى والفهم الشخصي لمنفذيها. 4- عدم دخولهم الانتخابات بتنظيم واحد موحد تحت أهداف مشتركة واحدة هي نفسها كما ذكرنا في 2 ولا اختلاف بينها الا بالصياغة وبالترتيب. وقد نادى الكثيرون من الفيليين وعملوا على ذلك لكن جهودهم وأصواتهم ذهبت أدراج الرياح بسبب الخلافات الشخصية والصراعات الفردية. والتي وصلت الى حد التسقيط والشتم والتعريض الشخصي والتشهير العام. تاركين معاناة أهلنا وأرواح شهدائنا التي امتزجت مع بعضها في ملحمة تاريخية ومأساة انسانية لم يمر بمثلها العراق ولا غيره من بلدان العالم. تهجير سكاني خارج الحدود ، وحجز ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة ووثائق المواطنة العراقية. وقد شمل هذا الجميع، فلم يفرق بين زيد وعبيد، الكلّ سواء في المصيبة، فلماذا التسقيط والتشهير والشماتة بالأذى الذي يلحق ببعضنا؟! وهذه هي النتيجة! 5- لقد كانت هناك دعوات لساسة وكتاب وشخصيات وجمهور واسع من الفيليين لاحتساب المكون الفيلي ضمن الأقليات ليشملوا بقانون الكوتة اسوة بالمسيحيين والشبك والايزيديين والصابئة فيحصلوا على مقعد باسمهم في مجلس النواب. لكن أحداً لم يرفع صوته في البرلمان السابق لمنحهم هذا الحق. ولم يلاحق أحد جدياً هذا المطلب. لأن البعض رأى أنهم ممثلون في القوائم المختلفة سواء القومية منها او المذهبية واحتسابهم أقلية سلخ لهم من قوميتهم أو مذهبهم، مع أن الايزيديين كرد ومن ديانة أخرى، والشبك كرد وشيعة، فلماذا على الفيليين حرام؟! وكانت هذه هي النتيجة، فقد رجع الفيليون بخفي حنين كما يقول المثل العربي القديم، ومثلما أيضاً يقول المثل العراقي الشعبي المعروف (لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي). 6- بالرجوع الى قلة عدد أصوات الفيليين
الذين صوتوا للمرشحين الفيليين في بغداد مقارنة بالذين يقولون انّ هناك أكثر
من مليون فيلي في بغداد، فأين اذن ذهبت أصوات الألوف الأخرى من الفيليين؟
فليس من المعقول ان يبلغ عدد السكان الفيليين الذين يحق لهم التصويت في بغداد
هذا العدد (15548) وحتى لو لم يبلغوا المليون! بالتاكيد أن ألوفاً لم يشتركوا
في الانتخابات لهذا السبب او ذاك، وألوفاً أخرى ذهبت أصواتهم الى مرشحين
آخرين من غير الفيليين في القوائم المذكورة. والغريب الذي يدعو الى التأمل
والتفكير جدياً ومما وصلنا من بغداد أن البعض من الكرد الفيليين صوتوا لقائمة
العراقية ولاياد علاوي شخصياً. وهذا لا يعني البتة أنهم بعثيون أبداً. ربما
لأنهم رأوا في فترة رئاسة اياد علاوي للحكومة جوانب ايجابية في نظرهم دعتهم
الى اعطائه أصواتهم. أو قد يكون من باب عدم الرضى عن أداء الحكومة السابقة
ومجلس النواب وبضمنهم الفيليون الذين لم تلمس جماهيرهم منهم شيئاً ملموساً
يُذكر في خدمتهم. |