عبد الستار نورعلي

بلاد المراثي

 

 

اقطعوا أنفاسكم

أوقفوا فتح الشبابيك على الضوء

وأصداء الأغاني المفرحه ..!

أنزلوا وجه الستائر

أوقدوا نار الهوائيات في ليل المنافي

أسرجوا خيل القصائد

فالمراثي كثرت

بين القوادم

والخوافي .........!

 

أجِّجوا رأس الغنائيات في فخ الزوايا

واكشفوا عري الفضائيات

فالألحان تقتات الجنازير

وأصوات القذائف ....!

والمنابر

أحجمت عن آية الحب استحالت خنجراً

يقذف بالرأس على حِجر المقابر .......

لم يعدْ صوت نظام الدين مشغولاً بتنظيم المرور

في مطبات المعابر ....!

الحواجر

والكواسر

تتناسل

بين أرحام الزنابير وأقسام البنادق

وممرات الأباتشي

وانطفاء الآية العظمى وتقليم الأظافرْ

وصراعات المغانم

واكاذيب الحناجر .....!

 

لا تمروا بالشوارع

وإذا مر علاء الدين بالمصباح

فليطفأه

وليضعْ رأس سراج الضوء فوق الرقبه

في انتظار الذبح بالتحليلِ

بالتكفيرِ

بالتهجيرِ

أو بالمركبه ..!

وليقفْ في الصفِّ دينوسيوسُ

والحلاجُ

فارابي

وبتهوفن

بورخيس

أراغون

وحمزاتوفُ

درويش

ادونيس

سرور

وأبو زيد

ونيرودا

وباقي الشلة المنتخبه ........!

 

آهِ من هذي المزامير التي استأصل فيها السيفُ

في الشرق وفي الغربِ

وفي الخارطة المنقلبه ....!

 

آه من هذي البلاد الحملتْ كلَّ الرياح

شرقت أو غربت

يمنت أو يسرت

شملت أو جنبت

صعَّدت أو نزَّلت

أوقفت أو سيَّرت

رفعت أو أسقطت

نبَّعت أو جفَّفت

علَّمت أو جهَّلت

قدَّمت أو أخَّرت

عشقت أو بغضت

قرَّبت أو أبعدت .......

 

آه من أرض النخيل الباسقات

والجبال الشامخات

ذُبحت حتى استحالت مقبره ....................

.........................................................

 

 

الأثنين  2005.05.02