عبرالقارات .... سبايات
عبد الستار نورعلي
إلى أمهات شهداء المقابر الجماعية :
صوتك يندبني .... يا أمي !
ياعيني
يا روحي
ياقلبي
ياقمر البيت ...!
صوتك يندبني
يندبني
يندبني ..........
يصرخ عبر محيطات القارات .....
هذا ابني
ابني
كبدي
روحي
فانوس البيت .....!
نوحك يا أمي
عبق من رائحة أزقة باب الشيخ
وشوارع مدينتنا الثورة
والشعلةِ
والحريةِ
و ......
و......
و......
وصدى من آلام الغرف المنحنية
فوق الأكتاف ،
وبيوت المهدود الحيل .
صوتك يحمل في الروح
لوعاً
معنىً
صدقاً
دفئاً
عاطفة النهر القادم من أرواح الغابوا
غابوا
غابوا .................
من غير نسيم يعبق
أو روح تألق
أو صوت يخفق ......
غابوا
وسبايات بيوت أرَّقها شوق ،
حلم ،
أمل ....
وسبايات مقابر زُرعت
ومقابر غابت
لم تعرف أظفارُ الفقراء طريقاً في الرمل إليها
لم تكشفها لهفة مشتاق للوجه المنحوت
على دائرة القلب النازف دمه ......
عبر أثير القارات
سبايات
سبايات
وأبو عبد الله المظلوم
كلمات كبرى في الروح
في عطش الأوجه لخرير الماء
عطش سماء
عطش هواء
عطش أصابع باحثة في التربة
في الصخر
عطشي
عطشك
عطش مظلوم مدفون من غير صلاة
من غير بكاء
من غير الكفن يغطي بقايا الأضلاع
عطش مذبوح فتح كتاب العمر
في عينيه
فتح مرارة حلم مقتول
بعد العشرين
قبل العشرين
قبل العشرة
قبل .... وقبل ...
قبل تتار العصر الزاحف
من ظلمة أغوار سيوف برابرة التاريخ .
لم يعرف تاريخ الشنق ،
صفحاتُ الغدر
سلالةَ أحفاد فنون القتل
فنون الغدر
فنون الذبح !
صوتك من أسمال فقراء أزقة بغداد المذبوحة دوماً
من غرباء الأهل
من الأهل
صوتك ألق من حبِّ بخور السدرة
والشمعة
ليلة خميس صلاة المغرب
في ذاك البيت المعتوق
الموصول
بملائكة الرحمة
بالرغبة
في شق سماء القمر الساطع
والنجم الثاقب
نوحك يحفر في الروح ....
يحفر ...
يحفر ....
يخرج سيماء القلب ،
شرارة عشق مدفون ...
وسبايات ...
سبايات ...
لم يألف مزمار السبي على بابل ما زرعت فينا الريح
السوداء
الحمراء
ومقابر لم تحفرها بغداد
لم تعرفها
لم تحصدها .
عرفت بغداد سبايات السيِّدِ
سيد شهداء التاريخ !
وسبايات بقايا عظام الأحباب
عبرت خارطة العالم
جازت قارات ميتافيزيقيا القتله .
سفهاء حواري قبيلتنا
ولصوص الذهب الأسود والأخضر
تخرج ألسنة النيران
تبث سموم أفاعي الغابات
و سبايات ....
سبايات ...
فأزقة بغداد تموج
سبايات ....
.سبايات ....
آه يا أمي ...
سبايات ....
سبايات ....
2003.5.29