هذا هو الدرب
عبد الستار نورعلي
وحمامةٌ .....
تجتازُ وادي النخلِ
صوبَ مدينةٍ أخرى، نراها
في الخرائطِ تلبسُ القفازَ منْ غير الأصابعِ،
تلمسُ التاريخَ في جيبِ البيروسترويكا،
فقد نُقلتْ وجوه القوم خلفَ ستارهم، راحتْ
تداومُ أحرفاً رقصتْ على نبض السرابِ
فخابَ في آثارها حلمي ، استفقتُ
إذا الحقيقةُ مرّةٌ
مرّتْ بنافذةِ النيامِ على السرائرِ،
حصتي كانتْ فجيعتنا،
حصةَ العصفور كانَ الصمتُ،
حصة الزمنِ العتيق هجومُ آلافِ الجرادِ ،
تقاسموا حقلَ الغنيمةِ ،
أمغفلاً كانَ الحمامُ
أم استعارَ جناحَ شوكِ لسانهم؟
أمغفلاً كانَ الصبيُّ ابنُ الأزقةِ والفقيرُ
يستعيرُ كتابَ أيامٍ مضتْ في سالفِ التاريخِ
مشرقةً شروقَ الأبجديه؟
هذا هو الدربُ:
سباقُ الخيل يعبرُ هذه القاراتِ
بعد قطار ذاك الشرق ...
هذا هو الشرقُ
يطوفُ على قصائدَ لم تلدْ غيرَ الفجيعةِ
غيرَ عشاق الكلامْ،
سقط الكلامُ مسربلاً بدمِ الكلامْ،
ها إنّ سكيناً تشقُّ هوى الحمامْ،
وأنا أصلّي كي أرتقَ ثوبيَ المكدودَ،
ضُمَّ جناحَكَ المكسورَ في نزق الهيامْ!
لولا الهيامُ لكانَ قلبُكَ فارغاً
ظمآنَ منْ جدبِ النجومْ
في الكوكبِ اللاعبِ شطرنجَ رفاقي ، رفقتي
أيامَ كنّا في الغناء السربَ
لا ينظرُ في شيءٍ سوى خفق السرابْ ،
أهو السرابُ اجتاحنا
أم إنه نقدٌ مُزوّرُ
عند صرّافٍ حديثِ العهدِ في بنك الكلامْ؟
قالَ الرفاقُ على فراش السجنِ:
ها نحن نصبُّ الزيتَ في نار الحقيقةِ،
والحقيقةُ في سجونِ القومِ تغرقُ في الظلامْ،
فهل الحقيقةُ لعبةُ الأممِ
بأيدي صاغةِ الاتقانِ في حرق المراحل،
ثم حرقِ القافله؟
كلُّ الحقيقةِ راحلهْ
يومَ اجتياح الصنم الأكبر
وديانَ الحشودِ الغافلهْ،
هذي فجيعتنا ،
ثيابُ الغيرِ نلبسها ، وننزعُ
عن حرارة هذه الاجسادِ ثوبَ مياهنا
فنعيدُ مكياج الوجوهِ الناحلهْ،
هذي فجيعتنا ،
الصوتُ غيرُ الصوتِ
نحن صدىً لأصواتٍ ترنُّ من البعيدِ،
نقولُ ها نحنُ الحداءُ
ونحنُ رأسُ القافلهْ،
هذي فجيعتنا اقتسمنا المائدهْ،
لم نعرفِ التاريخُ لا يرحمُ أبناءَ الخيولِ النائمه،
هذي فجيعتنا،
فقِبلتنا استحالتْ حجرَ التاريخِ
أصواتَ الكهوفِ القاحلهْ،
هذي فجيعتنا،
فهل يستيقظُ العصفورُ
تحت شجيرةِ الرارنجِ
في البيتِ العتيقِ
فقد تسمّرتِ الشفاهُ
وعاثَ في الأرضِ الجرادْ .....؟
عبد الستار نورعلي
الجمعة 16 تموز 2010
Back
|