الحسين بن علي (ع)
عبد الستار
نورعلي
أنا أعشقُ الثورةَ والثوارَ والأحرارَ
في كلِّ زمانٍ ومكانْ ،
إنْ كانَوا في السُمرِ أو الشقرِ أو السُودِ
أو الأصفرِ حين اجتاحَ ألفَ ميلْ،
فرأسُهمْ رايتُهم قِبلتُهمْ
إمامُنا الحسينْ،
ثورتهُ ملحمةٌ خالدةٌ ملهمةُ
أرادَ مَنْ أرادَ
أم أخفى الذي يُريدُ خلفَ حاجبِ الظلامِ
في الرأسِ وفي العينينْ،
الثورةُ في سجلنا واحدةٌ
قديمةً كانتْ وأم جديدةَ
في بدلةٍ جاءتْ وأم عمامةً
مصقولةَ اليدينْ
ثاقبةَ العينينْ
ناصعةَ الجبينْ
ثابتةَ الرِجلينْ
قالوا لقد ولّى زمانُ البحث والحديثِ
في الثوراتِ والثوارْ
وفاتهمْ أنّ رياحَ الفقرِ والظلمِ
وقتلِ الناسِ بالسيوفِ والمسمومِ منْ أفكارْ
تهبُّ كلَّ يومٍ داخلَ المخنوقِ والمذبوحِ مِنْ ديارْ
وفي جيوشِ القادمِ الوحشِ الذي يشحذُ بالأنيابِ والأظفارْ
مِنْ خلفِ هذي الهُوجِ مِنْ بحارْ
وفي بنوكِ كثرةِ السُرّاقِ والمغشوشِ مِنْ تجارْ
وفي كلامِ الصحفِ المسمومةِ الأفكارْ
فإننا بحاجةِ لألفِ ألفٍ منْ حسينٍ ثائر الثوارْ
بروحهِ الملأى شُعاعَ الشمسِ والنجومِ والأطيارْ
وثورةِ البركانِ في النفوسِ والأنظارْ
أيا شهيدُ ، كربلاءُ اليومَ عادتْ
ويزيدُ العصرِ في انشطارْ
وفي ثيابِ جمهوريةٍ موروثةِ الأبناءِ والمَقاتلِ الكِبارْ
وفي رداءِ الملكِ الجبّارْ،
عمائمُ التكفيرِ وانفلاتةِ الحرباءِ والعقربِ والصِغارْ
تلعبُ في الميدانِ بالصبيةِ في أزقةِ الظلامِ
والأحقادِ والأشرارْ
ايا شهيدُ ، يا ابا الثوارْ،
علّمتنا كيف نثورُ نحملُ الأرواحَ فوق الكفِّ والأخطارْ
نواجهُ الظلامَ والموتَ وجيشَ الغاصبِ القهّارْ
سلاحُنا أفكارُنا ضلوعُنا أرواحُنا والفتيةُ الكِبارْ
فإنْ نمتْ نحيا مع الأبرارْ،
علّمتنا كيفَ يغوصُ الظلمُ في الوحلِ
وفي اللعنةِ والشنارْ
وفي انحدارْ،
فنحنُ والسلاحُ والعيونُ في انتظارْ
ثورتَكَ الكبرى تزيحُ عرشَ كلِّ غادرٍ
وغاصبٍ وظالمٍ جبّارْ
وفتنةَ الخبيثِ منْ خلفِ الستارْ
يا سيدي ،
يا ثمرَ الجنةِ والنجومِ والأقمارْ
يا قائدَ الأحرارِ يا سلالةَ الأنوارْ،
يا قِبلةَ الباحثِ عنْ بوّابةِ الفردوسْ ،
لا تنتهي الثورةُ يا أمثولةَ الثوارْ،
لا تنتهي الثورةُ مادامَ هناكَ الظلمٌ والفقرُ
وسيفُ الحاكمِ الجائرِ والفاسدِ والجبّارْ،
لا تنتهي الثورةُ والثوارْ
فمثلما الأشجارْ
يولدُ منها برعمٌ وأفرعٌ وناضجُ الثمارْ
سيولدُ الثوارْ
مسيرةً كبرى وصوبّ الشمسِ والآفاقِ والحقولِ والأزهارْ،
لا تنتهي الثورةُ يوماً
أبداً ،
مادامَ فينا تزهرُ الأشجارُ في مواكبِ الحسينْ
والثمرُ الطالعُ منْ ملحمةِ الحسينْ
ما دامَ يجري دمُنا النابضُ
"الحسينْ"
مادامَ يجري في الشرايينِ وفي القلوبِ والعينينْ
مادامَ فينا خالداً
إمامُنا الحسينْ ......
عبد الستار نورعلي
الخميس التاسع من محرم 1432 هجرية
16 ديسمبر 2010 ميلادية
Back
|