السيوف الخشبيه

عبد الستار نورعلي

 

 

إن في الأرض سرايا من عصاب الموت

تقتات من العاصفة الهوجاء

ريح الجاهليه

تجرف الأخضر واليابس

من عمق جذور الشجر السامق

فوق التربة الشامخة المجروحة القلب

بأيد همجيه

 

إن في النهر دماءاً تصبغ الماء

بأصداء صراخ الوطن المسلوب

والمقتول

والمسروق

والمذبوح حتى العظم

في كل العصور العربيه

 

إن في الأرض تنانين

تنانير

وقطعاناً من الوحش دنيه

 

والبليه

أن في الأوراق خلطاً

اعوجاجاً

واصطفافاً

أعرجاً

أعوراً

أصفراً

أسوداً

لا ترى غير الظلام

للأناشيد هويه

لا ترى غير السكاكين

على سيل رقاب الناس

ذبحاً

بالنصوص الدمويه

واقتساماً للمغانم

والهزائم

والأغاني العنتريه

والكرامات التي ما قبَّلت

غير النعال الأجنبيه

 

إن في الأرض خراباً

وانحرافاً

حركات لولبيه

ضاع فيها الصوت

وسط الصخب الأهوج

والأرعن

والرقص على حبل الطبول القرقوزيه

مات فيها الزرع

جفَّ الضرع

صار العدل والحق عناوين شقيه

 

أصبح القاتل واللص رئيساً خارقاً

رمزاً هزيلاً

ماجناً

ساقطاً

من بني لوط

وسالومي

يهوذا

دون كيشوت

والخيول الأجربيه

 

والقضيه

هي في جيب جيوش الخائبين

من شبيهات الرجال

لا رجال

ونضال النائمين

وصراخ النائحين

عند عطوان

وبكري

مسفر الشر

وكل الضارطين

في الجحور اليعربيه

 

لعن الله سلالات السيوف الخشبيه

والشعارات التي ما قتلت

حتى ذبابه *

والخرابه

صارت الرمز الأصيل

ومقامات الهزيل

عند غربان الحروف الهرقليه

 

كذب القوم كثيراً

صفقوا

هللوا

للحروب الورقيه

واندحار العنجهيه

زيفوا التاريخ والحرف

تمادوا في النباح

والصراخ

واستباحوا عالم الناس

واموال البلاد

ومسرات العباد

دون أن يرمش للكذاب جفن

أو سطور من خبيثات المراد

ملأت تاريخ هذي الأرض بالتحريف

والتزييف

والتخريف

والبطولات المخازي العنتريه

 

والهزائم

حولتها الألسن الجرباء نصراً

وحصوناً ورقيه

وأناشيد غبيه

وسراباً في عيون دراكيوليه

 

آه يا أمة أصنام

وأنصاب

وأزلام

ويا أمة نوم

ضحكت منك الأمم

فغدوت مثلاً يضرب في الغفلة

والنوم

وفي الجهل

وفي الفقر

وفي التعذيب

والسجن

وفي التشريد

في الذبح

وفي التفجير

والتفخيخ

والتهجير

والقتل المنظم

وبراعات اللصوص

في فنون السرقات المافيويه

 

لعن الله تعالى كل تجار القضيه

حاكمين

شعراء

كل كتاب السطور الهمجيه

والحروف النزقيه

والشعارات التي كانت صدى

لطواحين الهواء

والتي ماتت على مذبح أصحاب القضيه

ساد فيها الكذب الموروث من ازمنة الفخر

ومن أزمنة المدح

ومن أروقة القدح

وشعر الجاهليه ........!

 

آه يا أمة موت مزمن

وسراب في المغاني العربيه

فمتى يصبح للصدق

وللحق

وللعدل هويه .....؟!

 

 

 

* البيت مأخوذ من قصيدة (هوامش على دفتر النكسة) لنزار قباني .

 

 

السبت  2005.06.18