عبد الستار نورعلي
لم يرتدي عباءة الملوك
لا ....
ولا سرير المُلك
كان الفتى رسالة من عنفوان القلب
تبحث في أفرشة الرغيف
عن جسد للفقر
يملأه بلمعة البريق
وقبلة من فم
كان الفتى القادم من منارة الأحلام
من رعشة التراب
مدرسة من دجلة الخير ومن مسلة السحاب
معبأ بالمطر الهطول
فوق بيوت القصب
بين شفاه الطين
لتستحيل الأرض منشوراً من الضياء
حقلاً من النماء
عمارة تطول في أروقة الفضاء
كان الفتى لوناً من العشاق
معلماً
وزاهداً
وقبلة الآفاق
يهيم بالأرض بحمى الشوق والتراب
ينام في عيون وادي النهر والنخيل
يحلم بالعراق
شمساً وانطلاق
يحلم أن تضمه زاوية في وطن
لا يعرف الخراب
يملأه الأحباب
زاوية صغيرة من عطر أهل الفقر
والصرائف المثقلة الاحزان
كان الفتى يحمل تاريخاً من الهموم والأثقال
قال الطفل المولود حديثاً لأبيه:
- انظر بابا ..!
هذاك وجه الزعيم في القمر .......!
نعم ...
ماكذب الطفل
وما خانته عيناه
وما كان الذي رأى
طيفاً من الأطياف أو ارجوحة الخيال
بل وجه ذاك الرجل الرجال
ما كذبت ذاكرة الأطفالِ ما كانت من الأضغاث
بل إنها مرآة
مرآة جيل المدن الجديدة البناء والأحلام
مدينة الثورة والشعلة والاسكان
ذاكرة الأيام
قفْ في صف العدلِ
تذكرْ
تلك الأيام الكبرى
مرت في قدمي قاسم
قفْ وقفة رجل
واسترسلْ
في وصف الأيام الكبرى
لا ايام الزيف الكبرى
حين تحول شذاذ الطرق
اصناماً من رمل هش
بثياب الآلهة الصغرى
نيران الأحقاد الكبرى
ما كانوا رجالاً من صلب
بل أقزاماً
من أخيلة مرضى
قف عند النهر
وغني
- عبد الكريم كل القلوب تهواك .......
الخميس 14- 07- 2005